عم (ناصر) أحد مرضى القلب ولديه ضعف في العضلة وحالته مستقرة على الادوية ويمارس حياته اليومية بدون أي صعوبات..أتاه من جيرانه من أقنعه ان الثوم ينظف شرايين القلب (ويرجع قلبك شباب!!) وماعليك (أترك الادوية هذي كلها سموم !!) وأعطاه الوصفة التالية (أخلط كوب عصير ليمون مع كوب عصير زنجبيل مع كوب عصير ثوم مع كوب خل التفاح ثم اتركها على النار الهادئة نصف ساعة ثم اتركها حتى تبرد ثم امزجها بكوب من العسل الطبيعي ثم احفظها داخل زجاجة وقم بتناول ملعقة واحدة على الريق يوميا) وفي ثالث ليله من هذا البروتوكل لم يستطع عم (ناصر) التنفس وادخل العناية المركزة بتجمع السوائل في الرئتين وتدهور وظيفة عضلة القلب....ولأن هذا الموضوع تكرر في اكثر من حالة حديثا فلابد من الاجابة عن ثلاثة اسئلة:
س1/ هل يؤثر الثوم على مستوى الكلسترول في الانسان؟
س2: هل يؤثر الثوم مستوى الضغط في الانسان؟
س3: هل يزيل الثوم ترسب الكلسترول على شرايين القلب؟
السؤال الأول : هل يؤثر الثوم على مستوى الكلسترول في الانسان؟
الثوم Allium sativum يحتوي على مادة الكبريت والمادة الفعالة فيه هي مادة (الليسين) ومن الدراسات المشهوره في الطب هي دراسة نشرها مركز الابحاث الوطني الامريكي ونشرت في مجلة Arch Intern Med. 2007 Feb 26;167(4):346-53 وأجريت في مركز الابحاث في جمعة ستانفورد في الولايات المتحدة الامريكية حيث تم اخذ عينة من 192 شخصا مصابين بارتفاع الكلسترول من الدرجة المتوسطة وقسّموا الى اربع مجموعات: الاولى تأخذ الثوم الخام والثانية تأخذ الثوم على شكل كبسولات والثالثة تأخذ الثوم على شكل بودرة (مسحوق) والرابعة تأخذ دواء وهميا للمقارنة وتمت مساواة جميع الجرعات في تركيز المادة الفعالة وتمت متابعة المرضى لمدة ستة اشهر واعيد تحليل الكلسترول الضار والدهون الثلاثية والكلسترول الحسن والتي اتضح في نهاية الدراسة ان الثوم بأنواعه الثلاثة : الخام أو البودرة أوالكبسولات بما يعادل 4 جم يوميا يتم تناوله ستة ايام في الاسبوع لمدة ستة اشهر فأنه لايؤثر على مستوى الدهون سواء الكلسترول الضار او النافع او الدهون الثلاثية.. وعلى الرغم ان هناك دراسات سابقة بنتائج مختلفه لكنها كانت مليئة بالعيوب الاحصائية ولا ترقى الى قوة الدراسة اعلاه من ناحية قوة الدليل وعدد المرضى.
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/17325296
وهذا مما هو مشاهد كثيرا في عالم الطبي فيحاول المريض قبل اخذ دواء الكلسترول اخذ الثوم والليمون وشربه يوميا ثم يجد بعد شهر انه لم يتغير فيضطر الى اخذ الدواء..وبغض النظر عن الدليل العلمي اعلاه فلو وجد الانسان ان هناك دليلا علميا يؤيد ان الثوم يغني عن ادوية الكلسترول لكان استغنى عن ادوية الكلسترول منذ زمن بعيد واعلنت شركات ادوية الكلسترول افلاسها ولكن الذي يظهر حتى تاريخه انه مازال هناك حاجه ماسة لدواء الكلسترول....واستغرب كثيرا من بعض المرضى الذين يقومون بأخذ الثوم وتناوله مع دواء الكلسترول مع انه لايسمن ولايغني من جوع في هذا الموضوع تحديدا.
السؤال الثاني: هل يؤثر الثوم مستوى الضغط في الانسان؟
هناك دراستان احداهما على 47 مريض ضغط والاخرى 40 مريضاً...الدراسة الاولى كانت بدون أي دواء مساعد والثانية بأدوية مساعدة مثل الثيازايد ووجد ان متوسط نزول الضغط هو 10 ملم للضغط الانقباضي و 6 ملم للضغط الانبساطي وهذه القيم صغيرة وبحدود تحدث في اختلافات الضغط الطبيعي اليومية مما يجعله صعبا التأكد انها كانت من تأثير المادة الفعالة في الثوم (confidence interval )Cochrane Database of Systematic Reviews 2012, Issue 8. Art. No.: CD007653والحقيقة ان هذا مشاهد كثيرا في الحياة العملية فكثير من المرضى يحاول شتى الوسائل من ثوم وكركديه بارد وليمون للابتعاد عن دواء الضغط..ويرجع في النهايه للدواء بعدما يضيع كثيرا من وقته في محاولة ايجاد العلاج السحري للضغط...ولكن زيارته تأتي متأخرة فهو يزور الطبيب غالبا بعدما تأثرت الكلى بالزلال والقصور وتضخمت عضلة القلب ونزفت شبكية العين...الخ.
هل يزيل الثوم ترسب الكلسترول على شرايين القلب
السؤال الثالث: هل يزيل الثوم ترسب الكلسترول على شرايين القلب؟
هناك رساله انتشرت بين الناس في مواقع التواصل الاجتماعي والواتس اب مفادها ان الكلسترول والليمون ينظفان شرايين القلب من الكلسترول وقد سبق ان تكلمنا عن هذا الموضوع في الربط التالي: http://www.alriyadh.com/2011/12/07/article689489.htmlوبما ان امراض شرايين القلب هي السبب الاول للوفيات في العالم فالمشكلة الكبرى ان تتمثل في ان هذه الرسالة تسبب التشويش على المرضى في علاج أخطر الامراض على الاطلاق والسبب الاول للوفيات في العالم ولقد رأينا بعض المرضى يقع في هذا المنزلق الخطير... والمشكلة ان الادلة اثبتت عدم فاعاية الثوم في خفض الكلسترول فمن باب أولى الا يستطيع التأثير على ترسب الكلسترول في الشرايين التاجية وإلا لأصبح الدواء السحري لامراض شرايين القلب ولاختفت ادوية الطب الحديثة والعمليات الجراحية.
وهل هو العلاج السحري لجميع أمراض القلب؟
ومن مشاكل الثوم في مرضى القلب والتي حذرت منه جمعية القلب الامريكية انه يزيد سيولة الدم في حال تناول الاسبرين والبلافكس والورفارين ولذلك لاينصح تناوله بكميات كبيرة.
والخلاصة ان الثوم هو نوع من منتجات النباتات التي تستخدم للطعام من آلاف السنين فلا تعطى خصائص سحرية بأنها تعالج امراض القلب والسكري والضغط والكلسترول وامراض السرطان في الجسم البشري وكذلك لا نتبنى الطرف النقيض بمحاربتها ليلا ونهارا وسرا وجهارا....ولكن احسن الامور هو التمتع بما أحله الله من الطعام بدون اعطائه خصائص سحرية قد يكون خلفها مكاسب ماديه لشركات وجهات معينة هي ابعد ما تكون عن الطب.. وفي النهاية نحن لا نتعصب لدواء دون آخر ولا للأدوية الكيميائية ضد المواد الطبيعية ولكن كل مانتبعه هي قوانين العلم التجريبي التي تقوم على التجربة والبرهان فالأمر أمانة تتعلق بحياة الناس ومعاشهم وصحتهم فلابد من التأكد بشتى الطرق من فاعلية الدواء وسهولة استخدامه وسلامته من المخاطر....اسبغ الله عليكم لباس العافي.
مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.