الضحايا في المستشفيات يعانون الكبد والكلى وفقدان البصر

خمور بنكهة «مجاري»..!

هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تداهم مصنعاً للخمور

    تشير إحصاءات ميدانية ناتجة عن اكتشاف «المصانع البدائية» إلى أن نحو (93%) من الخمور التي تصنع محلياً تدار من قبل العمالة الأجنبية، مُما يحوّل المشروب إلى مادة كيمائية خطيرة، قد تُسبب أعراضاً لا تقل خطورة عن الأمراض الفتاكة ك»تليف الكبد»!.

وما يُثير «الاشمئزاز» أن بعض المُصنِّعين يضعون حيوانات ميتة أو بقاياها أثناء التخمير، وذلك بعد تقطيعها وغليها بالماء إلى حد الذوبان، كما اُكتشف مؤخر خمور مُصنعة من «مياه المجاري»، مما ينتج عنه خطورة بالغة، وربما يفتك بصحة المستخدم في وقت قياسي، أو يصيبه بفقدان البصر، أو فشل كلوي.

إنتاج وتوزيع «عمالة سائبة» تضع بقايا حيوانات ومواد سمية مركبة مثل «الفلاش» و«الكلوركس»

كما تلجأ العمالة إلى إضافة مواد ذات سمية عالية مركبة، يضاف إليها «الفلاش» شديد الخطورة، أو «الكلوركس»، أو «حفائظ الأطفال»، أو النكهات الخاصة ب»غراء الأنابيب البلاستيكية»، الأمر الذي يساهم على ارتفاع درجة حرارتها وتبخيرها، فتنتقل إلى أنبوب التقطير لتتجمع في وعاء آخر، ثم تؤخذ منفصلة وتضاف إلى الكمية المخمرة من مواد طبيعية لإيهام المستهلك أن هذا النوع من «العرق المحلي»، وهو ما يُمكِّن مروجيه بيعه بسعر مرتفع، وهنا يتأكد أن هذه العمالة لا تُلقي بالاً لصحة الأشخاص، وكأن شعارها: «الفلوس وبس»!.

فقدت كليتي!

وقال «محمد» -أصيب بسلسلة من الأمراض جراء تناوله الخمر -محلي الصنع-: إن الشخص في البداية يعتقد أنه يستمتع بالمشروب؛ بيد أن زجاجة صغيرة قد تقضي على حياته أو تصيبه بمرض عضال، مضيفاً: «ما حصل لي أني فقدت إحدى كليتي بسبب المشروب، كما أني أعاني من أمراض تليف في الكبد ولا أزال أتعالج منها»، مؤكداً على أنه أنهى محكوميته، إلاّ أنه منذ أن خرج من السجن تحسّن حاله وقرر التوبة، علماً أنه سجن لأكثر من مرة بسبب تعاطي الخمر، لافتاً إلى أنه أدمن على مواد كيمائية، إذ أصبح يستنشق «الكلونيا» وبعض العطورات وصولاً إلى مادة الفلاش الخطرة.

كشف مصنع خمور في مجرى الصرف الصحي

مشروب كيميائي

وأوضح «د.محمد آل محروس» -باحث واستشاري في مجال علوم الميكروبات الإكلينيكية- أننا لا نتحدث عن مشروب تخمّر بشكل طبيعي نتيجة للبكتيريا، إنما نتيجة لاستخدام مواد كيمائية أو إضافتها بطريقة أو بأخرى، وهو ما قد يُسبب أمراضاً تؤثر على الكبد بشكل مباشر، وقد تؤثر على الكلى وعلى الدماغ الذي يتضرر بشكل فادح، مشيراً إلى أن خطر الخمر المصنع محلياً أكبر بكثير من خطر الخمر المستورد من الناحية الطبية، مستدركاً:»نتحدث هنا عن الضرر الناتج عن الاثنين والأمر ثابت طبياً، وهو شبيه بتدخين «المعسل» الذي تعد المرة الأولى منه مساوية لعلبة تدخين كاملة»، مضيفاً أن بعض المواد التي تُروج على أنها مخدرة هي مواد كيمائية يتم إضافتها للتأثير في المنتج أو للغش فيه.

وقال إن العمالة التي تنتج الخمر المحلي يعملون في سوق سوداء بعيداً عن أعين القانون، مبيناً أنه يوجد مرضى كُثر أصيبوا بسبب تناول المشروب الكيمائي الذي يطلقون عليه خمر محلي، وأصيب بعضهم بتليف في الكبد وأمراض في الكلى، ونشهد الكثير من الحالات بسبب ذلك، محذراً مستهلكي تلك المواد من الاستمرار فيها، إذ إنها لا تخضع لأبسط المعايير التصنيعية التي يتم مراعاتها في المنتجات المسؤولة.

لا يمكن تنقيتها

وأضاف «د.آل محروس» أن الدماغ يتأثر بسبب المواد الكيماوية المستخدمة في المشروب الذي يطلقون عليه ألقاباً مختلفة مثل «العرق»، «الويسكي»، «الخمرة»، مضيفاً أن الكبد يتعب كثيراً في تنقية المواد السمية، ما يجعله عاجزاً عن القيام بوظيفته، خاصةً أنه سيتعامل مع مواد غير طبيعية بعيدة كلياً عمّا خُلق له، مبيناً أن المواد الكميائية و»البايوكمستري» تتبخر تحت درجة حرارة معينة، وهو ما يتم فعله في التصنيع المحلي على الأرجح، مشيراً إلى أن الماء يتبخر كما هو معروف عند درجة حرارة (100)مْ، ويمكن تقطيره وتنقيته عبر التبخر، بيد أن المواد الكيماوية لا يمكن تنقيتها؛ لأن بخارها عبارة عن نفس المواد الذائبة في البخار!.

براميل تُستخدم للتقطير

وأكد «حسين اليوسف» -مهتم بالعمل الاجتماعي في إحدى الجمعيات الخيرية- أن تناول الخمر المحلي له أضرار بالغة على الأسرة، حيث من يتناول ذلك قد يحاول الاعتداء على أولاده بالضرب أو أمور أخرى؛ لأنه فقد عقله.

دور المواطن

وشدّدت شرطة المنطقة الشرقية والأقسام الأمنية والمؤسسات العاملة في مجال مكافحة مروجي الخمور على أهمية التبليغ عن الأماكن التي يشتبه بها.

وقال المقدم «زياد الرقيطي» -الناطق باسم شرطة المنطقة الشرقية-: إن الجهات المختصة تبذل جهوداً ملموسة في تقصي مثل تلك المصانع البدائية، وضبط محتوياتها والقائمين عليها، مضيفاً أنه لا يقتصر الأمر على ما يفعله رجال الأمن، فمن المهم أيضاً أن يكون هناك دور للحس الأمني لدى المواطن والمقيم في استشعار ما يمكن حدوثه، عبر الإبلاغ عن ما يثير الشبهة في الأشخاص المتورطين في ترويج الخمور، أو مواقع تصنيعها، مبيناً أن لديهم أمثلة كثيرة فيما يتعلق بهذا الجانب ولله الحمد، ويتطلعون إلى المزيد، إسهاماً في المحافظة على أمن وسلامة الوطن من هذه السموم.

وشدّد على أن شرطة المنطقة الشرقية تحرص على التعامل بسرية تامة في البلاغات المقدمة من قبل المواطنين والمقيمين فيما يتعلق بتلك الحالات والتفاعل معها، إضافةً إلى جمع المعلومات اللازمة عن الشخص أو الموقع، مع إعداد الكمين اللازم للإيقاع بهم وضبط محتوياتهم.

مصنع بدائي للعرق

خزانات تحوي كمية كبيرة من الخمور

مصادرة خمور من أحد المصانع

بقايا حيوانات مخمرة داخل براميل في بطن الأرض

كشف مواقع لتصنيع الخمور بالقرب من أحد الأودية في الرياض (أرشيف «الرياض»)

خمر بنكهة مياه المجاري

درق «سطول» من الخمر المنتج من مياه الصرف



المصدر: جريدة الرياض
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 404 مشاهدة
نشرت فى 26 مارس 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,537

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.