4) عدم موالاة الهازلين الساخرين المستهزئين ، فإنه لا يصح الإيمان بالله إلا بالبراءة من هؤلاء الأعداء . قال ربنا – سبحانه وتعالى - : (( ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء وأتقوا الله إن كنتم مؤمنين )) . سورة المائدة ، آية : 57 .

وإن من أكبر الرزايا التي بليت بها هذه الأمة اتخاذ اليهود والنصارى أولياء ، هم يعيبون ديننا ، وينتقصون نبينا صلى الله عليه وسلم ويهزأون بنا ، والسذج من لا خلاق له منا يتخذهم أولياء ، وأصدقاء ، وهذا الأمر لا يستقيم في منهج الله الحق الذي قدمت فيه البراءة من الكفر وأهله على الإيمان بالله وحده فقال ربنا – سبحانه - : (( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى )) سورة البقرة ، آية 256 .

وفي عصرنا الحاضر ما ترك أهل الكتاب وسيلة من وسائل الإستهزاء بالله وبدينه وبعباده المؤمنين إلا سلكوها ، وهذا واضح في أقوالهم وإعلامهم وخططهم ، بل وحتى في منتجاتهم ، فحتى النعال يكتبون عليها اسم الله – تعالى الله وتقدس عن ذلك – وعلى الملابس الداخلية للرجال والنساء ، بل وصل بهم الحال إلى امتهان الآيات القرآنية ، ومع هذا تجد المغفلين من المسلمين ، يوالونهم ولو بطريق غير مباشر بالشراء من هذه المصانع ، وتلك الشركات التي تطعن في ديننا وتهزأ بربنا وتستبيح حرمة إسلامنا ، وإذا قام فينا غيور وذكر الأمة بهذا الواجب الإيماني هُمز وغُمز ووصُف بالتطرف والرجعية ، وعداوة الإنسانية والتعسفية والسوداوية ، وغير ذلك من قاموس الشتائم الذي يصبه من سماهم الله بالمجرمين على المؤمنين الموحدين ، فإلى الله المشتكى ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .

5) الإعراض عنهم وعدم مجالستهم ، قال تعالى : (( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ ولكن ذكرى لعلهم يتقون * وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تُبسلَ نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع )) سورة الأنعام ، آية 68 - 60 .

وهدد الله من يجالس هؤلاء الهازلين الساخرين إذا لم يبتعد ويقم عنهم فسيكون منهم ويعذب بعذابهم قال – تعالى - : (( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً )) سورة النساء ، آية : 140 .

لقد كثر التساهل – مع الأسف – في هذه المسألة فرأينا من يتخذ الهازلين أولياء وجلساء وأصفياء وأخلاء ، بل يدافع عنهم ويذب عن أعراضهم ، وكأنه قد نسي قول الله تعالى : (( ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خواناً أثيماً )) سورة النساء ، آية : 107 .

ويقول تعالى : (( ولا تكن للخائنين خصيماً )) سورة النساء ، آية : 105 .

إن على أهل الحق واليقين أن يربأوا بأنفسهم عن مجالسة الهازلين المستسخرين حتى يفوزوا برضاء رب العالمين ويحشروا تحت لواء سيد المرسلين .

6) الصدع بالحق اقتداء برسولنا صلى الله عليه وسلم فإنه لما كثر عليه الإستهزاء والسخرية ، قال الله له : (( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين )) سورة الحجر ، الآيتان : 94 ، 95
أليس قريش هي القائلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين )) سورة الحجر ، الآيتان : 6 ، 7 .

أليس نظراتهم الملتهبة الناقمة الهازلة الساخرة كانت تلاحق رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل مكان : (( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين )) سورة القلم ، الآيتان : 51 ، 52 .

كل ذلك حصل فما زاد نبي الله – صلوات الله وسلامه عليه – إلا مُضيّاً في طريق الحق ، والذين يتصدون للدعوة ثم تردهم كلمة ساخرة ، أو غمزة ساقطة ، ليسوا أهلاً لتحمل هذه الدعوة ، فإن الإيمان ليس كلمة تقال باللسان وكفى ، وإنما هو حقيقة كبرى لها تكاليفها وأمانتها وأعباؤها وجهادها . فمن ردته السخرية أو ثنت عزمه وسائل الإستهزاء فيجب عليه التنحى عن الطريق ، وليترك الأمر لمن هم له أهل وكفء .

والعجب في هذا الباطل ودعاة الضلالة ، فإنهم مع كل عقبة تقابلهم في طريق باطلهم إلا أنك تجد لديهم من الثبات على مبدأهم وإصرارهم وعنادهم ما يذهلك وأنت ترى بعض ضعاف الإيمان تنازل عن أمور دينه بسبب همزة أو لمزة أو كلمة لاذعة ، أو سخرية مسرحية ماجنة . فإلى الله نشكو جلد الفاجر وعجز التقي .

ولو تأملنا حال داعية من الدعاة إلى الله في العصور المتأخرة وهو الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – وقرأنا في تاريخه كم صعوبة لاقاها ، وكم سخرية عانى منها ضحكوا به ، ونفروا الناس منه ، وافتروا عليه بأنه يكره الرسول صلى الله عليه وسلم ويبغض الصحابة ، ويفرق جمع الأمة ، وأتى بمذهب خامس ، ويكره الأولياء و ، و ، … إلى آخر الإفتراءات والأكاذيب فماذا كان موقفه من ذلك – رحمه الله – ؟

إن هذا الأذى ما زاده إلا شجاعة في الحق وصدعاً بالدعوة إلى التوحيد الخالص وإعلان البراءة من الشرك وأهله ، وكشف شبهات أهل الزيغ والضلال ، كل ذلك صدر منهم وهو واثق من نصر ربه وأنه من يتوكل على الله فهو حَسْبُهُ ، فماذا كانت النتيجة ؟ أين ذكر الشيخ محمد اليوم وأمس ، وغداً – إن شاء الله – وأين أولئك الأعداء أمثال : أبن عفالق والقباني والكوكباني ودحلان وابن جرجيس والنجفي والنبهاني والدجوي والعاملي ، وغيرهم وغيرهم من عشرات الذين جلبوا بخيلهم ورجلهم إرجافاً وخذلاناً لهذا الدعوة السلفية المباركة (67) لقد ذهب هؤلاء النكرات ونسوا في خضم أحداث التاريخ ، وبقى تاريخ هذا الإمام المجدد علماً يتلألأ في سماء هذه الدنيا كلها ينهل من علمه وتترجم كتبه ، ويهتدى على دعوته آلاف الناس في مشارق الأرض ومغاربها ، ويظهر الله الحق الذي جاء به هذا الشيخ الإمام ويزهق الله ذلك الباطل الذي جاء به الخصوم : (( فأما الزبد فيذهب جُفَاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )) سورة الرعد ، آية : 17 .

أجل ! نسي الناس سخريات وكيد وسفاهة أولئك الأعداء ، وبقي هذا الخير العظيم ينفع الناس . ولا يكاد بيت من بيوت المسلمين اليوم يخلو – ولو من كتاب واحد – لذلك الإمام العظيم – رحمه الله – وغفر له وأجزل مثوبته ورفع درجته ، إنه ربي على كل شيء قدير .

وبعد :

فهذا جهد المقل ، وبضاعتي المزجاة وضعتها بين يديك – أيها القارئ الكريم – ليكون في هذا لفت نظرك وغيرك إلى خطورة هذا الأمر الذي كثر الإبتلاء به ، والذي كثر التساهل فيه ، والذي قد يقع من الإنسان ولو بدون قصد .

راجياً من الله حسن المقصد وتنبيه الأمة إلى خطورة ما يهدم دينها ويفسد عقيدتها . وجدير بنا أن نأخذ ديننا بجدية تامة ، وأن نبتعد عن السفاسف والهزء والسخرية ، وأن نربي أنفسنا وأجيالنا على الجدية وعلو الهمة ، فإن ذلك من معالي الأمور ، وصدق القائل :

وإذَا كَانت النّفُوسُ كِبَاراً 0000 تعبتْ في مُرَادِهَا الأجسامُ

فما وجدت – حفظك الله – من خلل أو زلل فقدمها لأخيك كات هذه السطور هدية ونصحاً ، ولك منه الانصياع للحق والدعاء بظاهر الغيب ، وما وجدت من صواب وخير فادعوا لكاتبه ، ونبه إخوانك وذويك إلى خطورة الإستهزاء وحفظ الألسنة والأعين عن هذا العيب المشين والله يتولانا جميعاً بحفظه ومنّه وكرمه .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

ضحى يوم الجمعة 20/11/1412هـ
مكة المكرمة – حرسها الباري من كل مكروه

----------------------------
(1) الفحش
(1) المغني : كتاب المرتد (12/298 ، 299 ) تحقيق الدكتور التركي والحلو ، ط 1 سنة 1410هـ دار هجر .
(2) روضة الطالبين / كتاب الردة 10/64 ، نشر المكتب الإسلامي سنة 1396هـ .
(3) الجامع لأحكام القرآن 8/397 ، تحقيق : أطفيش سنة 1380هـ .
(4) مجموع الفتاوي 7/273 ، جمع ابن قاسم ، الطبعة الأولى سنة 1381هـ وأنظر أيضاً جـ 15/48 .
(5) كتاب التوحيد مع شرحه فتح المجيد ص 520 تحقيق : الأرناؤوط سنة 1402هـ دار البيان  .
(6) انظر : الجامع الفريد ص 283 .
(7) انظر فتاوى الشيخ محمد بن ابراهيم 1/174 ، 12/195 ، وفتاوى الشيخ ابن باز ، 3/165 ، والمجموع الثمين من فتاوى الشيخ بن عثيمين 1/62  .
(8) تفسير القرآن العظيم 7/356 ، تحقيق البنا وآخرين ، أما الحديث فقد أخرجه أبو داود في السنن كتاب اللباس 4/352 ح 4092 وهو في صحيح مسلم كتاب الإيمان ح 91 ، وأحمد في المسند 1/385 ، والترمذي في أبواب البر ، ح 1999  .
(9) في ظلال القرآن 6/3344 بتصرف .
(10) الصارم المسلول على شاتم الرسول ص 370 ، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد .
(11) جاهلية القرن العشرين للأستاذ محمد قطب ص 322 دار الشروق  .
(12) المصدر السابق ص 325 ، وأنظر : أصول الدعوة لعبد الكريم زيدان ص 368  .
(13) انظر : المصدر السابق 330 – 337 وأصول الدعوة لعبد الكريم زيدان ص 371  .
(14) مسند أحمد 3/469 ، وابن ماجه ح 3969 وانظر : سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 888 وصحيح الجامع 1615  .
(15) مسند أحمد 5/5 ، والترمذي في الإستئذان 2/206 ح 2705 ، وأبو داود في الأدب 5/265  .
(16) المسند 2/402  .
(17) غذاء الألباب 1/131  .
(18) المصدر نفسه 1/134
(19) تفسير القرآن العظيم 7/218 .
(20) الظلال 5/3193  .
(21) الظلال 6/3386
(22) انظر : تفصيل قصته – عليه السلام – في قصص الأنبياء لأبن كثير 1/74 ، نشر مصطفى عبدالواحد
(23) أنظر : قصص الأنبياء لأبن كثير 1/279  .
 (24) المحرر الوجيز 1/341
(25) دقائق التفسير 3/332 جمع الدكتور محمد الجليند  .
(26) السيرة لأبن هشام 1/308 – 309 ، بقليل من تصرف  .
(27) انظر في هذا : كتاب مذاهب معاصرة للأستاذ محمد قطب فإنه فريد في بابه .
(28) المجلة العربية عدد شعبان 1405 هـ نقلاً عن كتاب الحداثة في ميزان الإسلام للشيخ عوض القرني ص 86 .
(29) ديوانه كلمات لا تموت ص 526 نقلاً عن كتاب الحداثة للقرني ص 93 .
(30) مجلة الناقد العدد 13 سنة 1989 م .
(31) الأعمال الشعرية الكاملة 2/65 طبعة 1983 م بيروت  .
(32) ديوانه ص 24 الناشر دار العودة  - بيروت .
(33) ديوانه ص 395 دار العودة – بيروت  .
(34) ديوانه ص 399 .
(35) تفسير الطبري 10/173 ، وتفسير ابن كثير 4/111 وأسباب النزول للواحدي ص 250  .
(36) تفسير الطبري 10/172 ، وتفسير ابن كثير 4/112 وأسباب النزول للواحدي ص 250  .
(37) السيرة النبوية لابن هشام 4/168 وتفسير ابن كثير 4/112 .
(38) السيرة لأبن هشام 4/166 وزاد المعاد 3/533 قال محققه : ورجال سنده ثقات .
(39) مجلة اليمامة عدد 887 ، وجريدة الشرق الأوسط بتاريخ 15/8/1407هـ نقلاً عن الحداثة للقرني ص 69 .
(40) واقعنا المعاصر للأستاذ محمد قطب ص 358  .
(41) السنة النبوية من ص 50 –51 .
(42) الحداثة للقرني ص 138 ، نقلاً عن عكاظ عدد 7601  .
(43) المصدر السابق ص 71 نقلاً عن مجلة الشرق عدد 362 .
(44)  فضائل الصحابة للإمام أحمد 2/843 ، وقال محققه : إسناده حسن ، والمسند 1/421  .
(45)  مجلة المصور عدد 3507  .
(46) تفسير ابن كثير 5/168  .
(47) صفوة الآثار والمفاهيم 2/22 ط 1 ، 1401 هـ دار الارقم  .
(48) انظر تفسيرها في الظلال 5/2704 دار الشروق  .
(49)  روز اليوسف عدد 3322  .
(50)  مجلة الدعوة عدد 978  .
(51)  الولاء والبراء ص 404 .
(52) جريدة الأهرام بتاريخ 12/10/1412 هـ . 15/4/1992 م .
(53)  اليمامة عدد 887 نقلاً عن الحداثة في ميزان الإسلام ص  70 .
(54)  مجلة اليمامة عدد رقم 1082  .
(55)  السنة النبوية ص 19 .
(56)  انظر : الإجماع لابن المنذر ص  147 .
(57)  صحيح البخاري كتاب اللباس باب اعفاء اللحى 10/351 ح 5893 ، ومسلم في الطهارة 259 ، أحفوا الشوارب : أحفوا ما طال على الشفتين  .
(58)  فتاوى سماحته 12/195  .
(*) إشارة إلى المسلسل الكويتي ( خرج ولم يعد ) انتاج سنة 1402 هـ والذي عرض على شاشة تلفزيوننا المحلي وجميع محطات الخليج أكثر من مرة  .
(59)  مجموع الفتاوى 15/48 – 50  .
(60) تفسير القرآن العظيم 4/125  .
(61) جريدة السياسة بتاريخ الخميس 28/11/1991 م  .
(62) جريدة السياسة بتاريخ 12/12/1991 م  .
(63) جريدة عكاظ العدد 9405 في 26/10/1412 هـ
(*) يقال ذلك عن الهُزْء بكل من أخبر عن نفسه ، ساقطاً ما لا يريده إظهاره  .
(64) الغزالي يروي بالمعنى . أما أصل الحديث فهو في صحيح مسلم برقم 1770  .
(65) جريدة الشعب المصرية بتاريخ 6/8/1991 م .
(*) وذلك مما يفعله بعض الساقطين ومن يسمون فكاهيين سواء كانوا هنا أو في البلاد العربية  ، وبعض ما ينشر من مقالات في الصحف وبعض مواقع الإنترنت .
(66) الصارم المسلول 164 ، 165 ، أما الحديث فهو في صحيح البخاري كتاب الرقاق باب التواضع 11/341 ح 6502 .
(67) هناك كتاب قيم جداً يحمل عنوان (( دعاوى المناؤئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب )) عرض ونقد للشيخ عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف يجدر بطلاب العلم قراءته والإستفادة منه فإنه فريد في بابه 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 77 مشاهدة
نشرت فى 5 فبراير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,472

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.