محاضرة (كنت مدمناً فأصبحت مؤمناً)


ايها الأحبة .. عالم المخدرات عالم غريب ، مليء بالأحداث والمآسي .. وقد وقفت على كثير من أحوال هذا العالم خلال عدة سنوات عملت فيها في مكافحة المخدرات قبل انتقالي إلى العمل بالتوعية .
وخلال هذه السنوات .. اجتمع عندي العديد من المواقف والدروس والتجارب .
ولا زلت حتى هذه الأيام أقف على العديد من الصفحات المآساوية في هذا العالم المظلم .
قبل أشهر يصلي معي شاب منكس الرأس مسود الوجه ، ويقول : عندنا مدمن في البيت نريد له حلاً ، من المدمن؟ إنه والد الشاب .
يقول : أصبح الوالد مصدر خوف وقلق في البيت .. حتى أخواتي البنات أصبحن لا يأمن على أنفسهن في البيت ، والله المستعان .
وفي أحد الأيام يتصل بي أحد الإخوة من المنطقة الغربية ، ويخبرني بحادثة مؤسفة لأسرة ابتليت بأب مدمن .. لما فقد هذا الوالد عقله وقع والعياذ بالله على ابنته التي في العشرين من عمرها .. لم تحتمل البنت الصدمة فألقت نفسها في خزان الماء وماتت غريقة .
يقول : الآن أختها الأخرى في البيت عمرها سبعة عشر عاماً ، وهي تخاف أن يحصل لها ما حصل لأختها ، فماذا تفعل؟
إنه عالم المخدرات .. عالم الدموع والعبرات ، والآلام والحسرات .
موضوع محاضرتنا هذا اليوم : قصتان عجيبتان لشابّين من مدمني الهيروين .. هذان الشابان قاما بزيارتي في المنزل ، بعد أن نجّاهما الله من جحيم المخدرات .
وقد رأيت أن أجمع في هذه المحاضرة بين المتعة والفائدة .. المتعة بمتابعة أحداث قصة الشابين من عالم المخدرات .. والفائدة بحيث أذكر في ثنايا القصتين بعض الدروس والخبرات التي يستفيد منها الشباب المدمنون وغير المدمنين ، ويستفيد منها كذلك الأهل والمربون وكل من له علاقة بالمدمن .
ولنبدأ بالشاب الأول ..
يقول الشاب : نشأت في بيئة سيئة .. عندما كنت في السنة الثالثة الابتدائي ، كنت أرى والدي يدخن السجائر ، فآخذ السيجارة وأتعلم التدخين في دورة المياه .. مضت الأيام وكان الوالد يحضر المسكر إلى المنزل ، فكنت أشرب معه .

@ وهذه وقفة سريعة في خطورة القدوة السيئة التي تكون في بعض البيوت ، بحيث يكتسب الطفل بعض السلوكيات الخاطئة من أبيه نظراً لشدة محاكاته له .. وهذا الأمر من أهم أسباب الإدمان والانحراف .
يقول الشاب : مضت الأيام .. وكنت أشعر بالفراغ والملل .. قال لي أحد الشباب : جرب هذي الحبوب .. أخذت حبوب الهلوسة ، ودخلت حينها عالم المخدرات .
وعندما بلغت سن السادسة عشرة ، كنت أجلس مع بعض الشباب ، فدخل علينا أخي الأكبر وقال : عندي لكم شيء ، لكنه سر . قلنا : ماهو؟ قال : حشيش . قلت له : تريد أن تورطنا في المخدرات ؟ قال : لا يا أخي ، الحشيش مثل الدخان ، ليس فيه إدمان .. أحضَرَ لنا الحشيش وقمنا بتدخينه ، ومنذ ذلك اليوم أدمنت على الحشيش .. والعجيب أن أخي لم يستمر في تعاطي الحشيش .. وإذا تذكر الآن أنه هو السبب في دخولي عالم الحشيش يشعر بالأسى والحزن .
تطورت علاقاتي مع المدمنين والمروجين حتى تعرفت على المروج الكبير ، فكان يعطيني كميات من الحشيش لأقوم ببيعها في مقابل نسبة منها .

@ التدرج .. خطوات الشيطان .
وبعد ثلاث سنوات من إدمان الحشيش ، كنت أجلس مع بعض الشباب فنقول لبعضنا: ما عاد يكيّفنا الحشيش ولا الشراب ولا الحبوب . فقال لي أحد الشباب : أمس تعاطيت هيروين . قلت له : كيف الهيروين؟ قال : تصير ملك . ووالله إنه كذاب .

@ الشعور الزائف .
دخلت عالم الهيروين فتحطمت حياتي ، وزادت مصروفاتي .. كنت أدخل البيت والوالد نائم ، فأسرق النقود من جيبه .
وفي بعض الأحيان كنت أكذب وأحتال على الوالد المسكين .. في إحدى المرات أخذت كرتون علاج من البيت ، ثم ركبت مع الوالد وقلت له : أريد أن أشتري الدواء من الصيدلية الفلانية .. توقف الوالد عند الصيدلية وأعطاني النقود وجلس في السيارة .. فنزلت وذهبت إلى أحد المروجين واشتريت منه هيروين ثم رجعت للوالد بسرعة .. قال لي : تأخرت؟ أين ذهبت؟ قلت : الصيدلي كان رايح يصلي . قال : أين الدواء؟ فأخرجت له الدواء الذي أخذته من البيت .
وفي يوم آخر ، دخلت على الوالد وطلبت منه فلوس . قال : ما عندي . فهددته : إلا تعطيني اذهب إلى بيت عمي أو أي مكان وخذ منهم فلوس . قال : يا حبيبي السيارة ما فيها بنزين . قلت : تصرف ، امش على رجليك .. كان الوالد يخاف من حصول مشاكل في البيت فذهب يبحث لي عن فلوس ، ثم اتصل علي ، فرديت عليه بعصبية : هاه حصلت فلوس . فقال: نعم تعال في المكان الفلاني وخذها .

@ وفي هذا الموقف درس للآباء .
بعض الآباء عنده غفلة ، وتنطلي عليه أدنى حيلة ، وهذا الأمر يشجع الولد على الاحتيال واختلاق الأكاذيب .
وبعض الآباء عنده ضعف وسوء تصرف .. إذا اكتشف الموضوع ، وعلم أن الولد بدأ في الإدمان تستر عليه ولم يحرك ساكناً ، ,قد يرضخ لبعض مطالب الولد بدعوى أنه قد يسبب مشكلة أو فتنة في البيت .. ونحن نقول: ( ألا في الفتنة سقطوا) .. إن هذا التصرف لا يحل المشكلة بل هو كالحطب الذي يلقى في النار المشتعلة لا يزيدها إلا اشتعالاً ، وكان الأولى بهذا الوالد إذا فقد السيطرة على الموقف ألا يستسلم ، وأن يستعين بمن يعينه على حل المشكلة .
يقول الشاب : كان الوالد يعيّرني أمام الأسرة إذا غضب : يا حشاش !! يا مخدراتي – وأقول : وهذا أيضاً من الخطأ - ، يقول : وفي يوم من الأيام ، قلت لأخي الصغير : ادخل البيت . فقال لي : اسكت يا حشاش .. حشاش؟ يقول : أعطيته كم كف وضربته حتى دخل البيت وهو يبكي .

@ وهنا درس سريع في خطورة استفزاز المدمن أو السخرية منه ، لأن هذا التصرف ينفّر النفوس ، ويقطع الروابط ، ولا يقدم حلاً للمشكلة .
يعني أعرف بعض الشباب الذين ازدادوا في الانحراف بسبب سوء تعامل الأهل معهم .
أحد الشباب الموقوفين في دار الملاحظة عمره ستة عشر عاماً ، يقول : علم والدي أني أدخن .. فقام بسبي وضربي في الشارع أمام الناس ، فهربت إلى زملائي وجلست عندهم أسبوعين .
يقول الشاب : كانت الوالدة تتألم لحالي ، فقالت : أنت لا يصلحك إلا العمرة .. وأخذتني معها إلى مكة .. في الحقيقة ، كنت في شوق كبير لرؤية الكعبة التي لم أرها في حياتي ، كلما قطعنا مسافة ، أقول للوالدة : متى نصل إلى مكة ؟ .
ووصلنا أخيراً.. ودخلت الحرم .. ولما رأيت الكعبة كنت كالذي يرى الجنة .. أصابني شعور غريب .. أحسست بالندم .. وتذكرت ذنوبي وغفلتي .
رجعت من العمرة وقد تأثرت بما رأيت .. لكن هذا الأثر بدأ يضعف فعدت إلى المخدرات مرة أخرى .. ومع هذا كان أعظم شيء استفدتُه من العمرة أني بدأت أحافظ على الصلاة .. كنت أصلي حتى بعد رجوعي للمخدرات .

@ أثر العمرة والأجواء الروحانية على الشاب المدمن أو المذنب بشكل عام .
ثم عملت سائقاً في أحد الفنادق .. وكانت سمعتي في الفندق ممتازة .
وفي أحد الأيام ، اتفقت مع أحد الأصدقاء على شراء كمية من الهيروين .. دفع هو نصف المبلغ ودفعت النصف ، ثم ذهبت إلى أحد المروجين واشتريت الكمية ، لكني خنت صديقي ، فأخفيت بعض الكمية في جيبي .. تعاطينا الهيروين ، ثم ذهبت بعد الظهر إلى مطعم الفندق .. وبينما أنا أتغدى ، جاءني موظف المطعم ، وقال إن شؤون الموظفين بالفندق يريدونك . دخلت على شؤون الموظفين وإذا برجلين غريبين في المكتب .. لما دخلت قالا لي : أنت فلان؟ قلت : نعم . قالوا : تفضل معنا .. من معي؟ .. معك مكافحة المخدرات .
أصبت بالانهيار .. وكأنهم أعطوني صفعة على وجهي .. ثم قاموا بتفتيشي فوجدوا كمية الهيروين التي خنت فيها صديقي .. وضعوا الكلبشة في يدي أمام موظفي الفندق الذين تفاجأوا بالموقف : فلان؟ كيف؟ .. فتأثرت كثيراً بهذا الموقف .
دخلت السجن لأول مرة .. فأظلمت الدنيا أمام عيني .. وأصبت بالـهم والغم وضيق التنفس ، كنت أرى نصائح أمي وأهلي في جدران السجن .. لم يعد لي حيلة فلجأت إلى الله .. كنت أصلي ، وأدعو في صلاتي بإخلاص واضطرار : يا رب عافني من هذا البلاء .. يا رب افتح لي باب الهداية .. يا رب .. يا رب .

يا من يرى مد البعوض جناحها *** في ظلمة الليل البهيم الأليل
ويرى نياط عروقها في نحرها *** والمخ في تلك العظام النحل
ويرى خرير الدم في أوداجها *** متنقلاً من مفصل في مفصل
امنن علي بتوبةٍ تمحو بـها *** ما كان مني في الزمان الأول

@ نداء عاجل أوجهه إلى كل عاصٍ ومذنب أن ينكسر بين يدي ربه .. ويمرغ وجهه على بابه .. يستغفره ويستهديه .. نداء عاجل ..يقول الله فيه : يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم .. و (الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب) .
يقول الشاب : فتح الله علي باب الدعاء حتى إني والله كنت أدعو الله أن يفتح لي باب طلب العلم .. وبعد ثمانية أيام فتح الله لي باب الفرج ، فخرجت من السجن ، وقالوا لوالدي : إذا عالج الولد في مستشفى الأمل في السعودية ستلغى عنه القضية .
خرجت من السجن ، وسافرت أنا وأحد الإخوة إلى مستشفى الأمل بالدمام .. تلقيت العلاج .. ثم التقيت ببعض الإخوة الصالحين في المستشفى .. دعوني إلى الله ، ففتح الله على قلبي ، وحضرت بعض المحاضرات والدروس .. ثم التحقت بدورة في القرآن الكريم والتجويد .. وبدأت في حفظ القرآن الكريم فحفظت خمسة أجزاء ، ولا أزال مواظباً على الحفظ حتى أختم القرآن إن شاء الله .
لقد فرحت أمي بتوبتي فرحاً شديداً .. وكانت تقول : إذا كنتَ في السعودية أشعر بالراحة ما دمتَ على هذه الحال مع أنك بعيد عني ، وأما إذا كنتَ عندي فإني أخاف عليك من رفاق السوء .
وفي هذه الأيام فتح الله علي .. فتفرغت لطلب العلم على المشايخ في السعودية ، وأسأل الله أن يثبتني على ذلك حتى ألقاه .
وصدق الله : (أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ، كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون)

@ إنها صفحة مشرقة في التوبة ، وفي طلب العلم
هذه قصة الشاب الأول .. أما الثاني فيقول :
بدأت طريق الانحراف في المرحلة الابتدائية ، حيث تعلمت شرب الدخان من بعض الأصدقاء .. كان أهلي يسألوني عن رائحة الدخان في ثيابي فأعتذر بجلوسي مع بعض المدخنين .
مضت الأيام فوقعت في شرب المسكر .. ثم الحشيش .. ثم تعلمت من أحد الأصدقاء تعاطي الهيروين .
عندما تعاطيت الهيروين كنت أتقيأ وأشعر أن جسمي محطم . فقلت لصديقي : أين جو الهيروين الذي تقول؟ . قال : هذا هو الجو .

أثر الرفقة السيئة ..
دخلت على مدير شرطة إحدى المدن ، وكان عندهم رجل موقوف في السجن ، سألت عن قضية الرجل .. فقال لي مدير الشرطة: هذا الرجل قصته عجيبة ، الرجل سائق شاحنة ، موقوف بسبب شربه المسكر ، وعندما قاد الشاحنة تسبب في حادث شنيع .
العجيب في القصة أن الرجل من أهل الصلاة والخير ، وكانت هذه أول مرة يشرب فيها المسكر ، كيف حدث ذلك؟
في يوم الحادث دخل الرجل على أحد زملائه ، وكان يشكو من بعض الآلام في جسده ، فقام زميله وخلط له المسكر مع العصير ، وقال : اشرب هذا وسترتاح .. يقول الرجل : شربت المسكر ، وخرجت من المكان .. كنت أقود الشاحنة وأرى أن الطريق مائل ، حاولت أن أسيطر على السيارة ، لم أشعر إلا والشاحنة تنحرف باتجاه الرصيف لتتسحق أربع سيارات كانت على جانب الطريق ، ومن لطف الله انه لم يكن بداخل السيارات أحد .
هكذا أيها الأحبة يكون أثر الصاحب الفاسد الذي يفتح للإنسان أبواب المعصية ، ويزين له الوقوع فيها .
اكتشف أهلي الموضوع .. فتأثر والدي كثيراً ، وقام بنصحي فكنت أواجهه بالإنكار.
كنا نعيش في حي سيء ، فتحمل والدي الديون في سبيل الانتقال إلى حي آخر .
وأقول : هذه مسألة هامة لأن الجار والحي له أثره كبير على سلوك أفراد الأسرة .
يقول الشاب : بقيت ستة أشهر في الحي الجديد لا أتعاطا المخدرات ، لكني تعرفت بعد ذلك على بعض الشباب فعدت إلى المخدرات .
ثم سافرت إلى باكستان .. وبقيت فيها قرابة الشهر وأنا أحقن نفسي الهيروين يومياً ، ولم أدري أني قد أصبت بالمرض .. أي مرض؟
رجعت إلى بلادي ، وفي المطار لاحظ رجال الأمن آثار الحقن فقبضوا علي ، وأدخلوني السجن .
وعندما دخلت السجن ، لاحظت أنهم يعاملونني معاملة خاصة ، فالمكان معزول ، والأكل دون بقية السجناء ، ويدخل علي أطباء وضباط .. امتلأ قلبي الخوف .. هل أنا مريض؟ .. هل أنا مصاب بالإيدز؟ .. رفضت كل شيء يأتيني حتى قالوا لي : إنك مصاب بالملاريا ، وحالتك ليست بخطيرة .. اطمأنت نفسي ، وخضعت للعلاج ، وبعد شهر شفيت بحمد الله .
خرجت من السجن ، لكني لم أتب .. فسدت أخلاقي .. وهجرني الناس
فما الناس بالناس الذين عرفتهم ولا الدار بالدار التي كنت أعهد
صرت أبيع أثاث البيت للحصول على الهيروين .. ثم تعلمت السرقة فكنت أفتش ملابس أمي وآخذ منها النقود .. وأسرق الذهب والنقود من البيت .. وإذا لم أجد شيئاً أتسلل في الليل إلى بيوت الجيران ، وأسرق أسطوانات الغاز لأبيعها وأحصل على الجرعة .
وفي أحد الأيام رفض والدي أعطائي النقود ، فرفعت عليه السكين وهددته حتى أعطاني المبلغ .
ثم عدت إلى باكستان مع ثلاثة من الشباب .. وفي أحد الأيام تعاطينا الهيروين ، ثم خرجنا نمشي في أحد الشوارع إلى أحد المروجين ، وكان على جانب الطريق حفرة مجاري عميقة .. وبينما نحن نمشي وقع أحد الشباب في المجاري ، فتجمع الناس علينا ، وقالوا : صاحبكم وقع في المجاري . قلنا : ما ندري . قالوا : كم كان عددكم؟ قلنا : أربعة . قالوا : أنتم الآن ثلاثة ؟ فانتبهنا وقلنا : نعم ناقص فلان . حاول الناس إنقاذ صاحبنا ، لكن المجاري كانت عميقة فغرق صاحبنا فيها ومات .
وبعد عودتي إلى البلد ، قبض علي وأنا في عملي ، وحكم علي بالسجن سنة كاملة ، وفصلت من العمل .
خرجت من السجن بعد أن تعرفت على أحد المروجين فكنت أروج معه الهيروين .
وفي آخر أيامي انفتح لوالدي باب السفر والعلاج .. فقرر على أن يسافر بي إلى السعودية للعلاج .. لم أكن مقتنعاً ، لكنه هددني بالطرد من البيت فوافقت .
سافرت أنا ووالدي إلى الدمام ، ودخلت مستشفى الأمل .. وفي بداية العلاج أصابتني أعراض انسحابية شديدة ، بسبب إدماني المتواصل خلال التسعة أشهر الماضية .. تحملت وصبرت عشرة أيام أو أسبوعين ، ثم شعرت بالراحة ، أحسست في الحقيقة أني إنسان .
اقتنعت بالعلاج .. واتصلت على أهلي وقلت لهم : إن تحت سريري كمية من الهيروين كنت أريد أن أبيعها إذا رجعت من السعودية .. خذوها وأتلفوها.
ولكن .. لم تنته قصتي مع المخدرات .. فقد وقعت الانتكاسة !!
بعد فترة من العلاج ، كنت أخرج مع بعض الشباب في الدمام فأوقعوني في تعاطي الهيروين .. ثم اكتشف المستشفى أني أتعاطا الهيروين .. فمنعوني من الخروج .
وتحطمت نفسي ، قلت : ما عاد فيه أمل .. لا أمل في العلاج .. قضى الله علي أن أكون مدمناً .. دعوني أرجع إلى بلادي .
وفي هذه اللحظات العصيبة جاء الفرج من الله .. التقيت ببعض الشباب الصالحين في المستشفي وفي المسجد .. ودعوني إلى الاستقامة ، وشجعوني وأعانوني حتى أقلعت تماماً عن المخدرات .. وذهبت معهم إلى العمرة ، وكان لهذه الرحلة أثر كبير على نفسي .. ثم أديت فريضة الحج .
لقد فرح والدي وأهلي باستقامتي فرحاً شديداً ، وقالوا : لا ترجع من السعودية ما دمت على هذه الحال .
وبهذا انتهت قصة الشابين .. وبقي أن تعرفوا أيها الأحبة أن هذين الشابين بعد أن من الله عليهما بالهداية تفرغا لطلب العلم وحفظ القرآن في الرياض .. كنت أدعوهما إلى زيارتي ، فلم يجدا وقتاً للزيارة إلا يوم الخميس ، بسبب برنامجهما اليومي الجاد وارتباطهما بالمشايخ ، فنسأل الله لنا ولهما الثبات والتوفيق .
وصلِّ اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

المصدر: صيد الفوائد _ سامي بن خالد الحمود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 96 مشاهدة
نشرت فى 5 فبراير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,348

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.