من يسيطر على عقولنا؟؟؟

نعيش في عصر الاعلام المرئي والمسموع….عصر الصورة حيث تسيطر وسائل الاعلام على عقول وقلوب الناس الاعلام يحدد لنا مانشتري ومانحب ومانكره….الاعلانات الجذابه في وسائل الاعلام المختلفة تؤثر على اختياراتنا للسلع ….

ليس هذا فحسب بل ان الاعلام يؤثر في افكارنا ….في ديننا ….من يسيطر على الاعلام هو من يتحكم بنا….فهل سلمنا عقولنا وقلوبنا هكذا بسهولة لمن يسيطر على الاعلام؟؟؟؟ الاعلام يحدد لنا من هو العدو وتظل نشرات الاخبار تعيد وتكرر الخبر لأيام ونحن أمام شاشات التلفاز نستمع للخبر ونستمع لتحليل الخبر وماوراء الخبر ….وبعد فترة نجد الاعلام يقول أخبار وآراء مناقضة لسابقتها لكننا ننسى ذلك ونتأثر من جديد مع الخبر الجديد ونتفاعل معه ….اصوات من لايزالوا يمتلكوا عقولهم تختفي في زحمة الاعلام الذي يسلب عقولنا بأساليبه المبهرة….

نحن نعلم أن من يسيطر على الاعلام في بلادنا هي الحكومات التي نتهمها بالظلم والطغيان ….لذا  هربنا من الاعلام الرسمي للاعلام الخاص لكن من يملك تلك الوسائل الاعلامية؟؟؟؟ نحن نحسن الظن بتلك الجهات ونحسن الظن بضيوف القنوات الاخبارية فهل نحن على حق؟؟؟؟ في موضوع مثل الخلاف بين السنة والشيعة ….يلعب الاعلام دورا سيئا للغاية …دورا تحريضيا يثير الكراهية والبغضاء ….لقد تم تخصيص قنوات سنية لسب وشتم الشيعة علماء ودعاة ومشائخ يسبوا ويشتموا ويكفروا أهل الشيعة وفي المقابل هناك قنوات شيعية تلعب الدور ذاته ضد السنة….

بالرغم من أننا في بلاد الاسلام لم نسمع من قبل كل هذا العداء والبغض بين السنة والشيعة…بل نعرف أن السنة والشيعة يتزاوجون دون اية مشاكل وهناك أسر حيث الأم شيعية والأب سني أو العكس وتعيش الأسرة السنية إلى جوار الأسرة الشيعية جيران بينهم الاحترام والود….مالذي تغير؟؟؟ في اليمن لم نسمع من قبل أن في اليمن مجوس كفار رافضة يجب ابادتهم وقتلهم إلا في الفترة الأخيرة….لقد شارك الكل في ثورة اليمن ضد النظام الفاسد ….وكان الشهداء من الجميع مالذي تغير؟؟؟ في موضوع بعنوان (الخلاف السني الشيعي ) يبين كاتب المقال زهير كمال:  تستمرهذه العلاقة منذ الفاً واربعمائة عام تقريباً هي عمر الاسلام نفسه، عاش الناس فيها سوية تصاهروا مع بعضهم البعض ولم تعرف المدن المختلطة مناطق خاصة بطائفة دون الاخرى. فيما يعرف الآن بالشرق الاوسط امتد عمر الدولة العباسية السنية على مدى خمسمائة عام لم يتأثر فيها المسلمون الشيعة او يقضى عليهم، فليس هناك من سبب لايذاء من يحب آل البيت اكثر. على امتداد الشرق الاوسط ايضاً وبعد العباسيين سيطرت الدولة الفاطمية الشيعية ولمدة مائتين وخمسين عاماً لم يتشيع الناس فيها ليصبحوا على دين خلفاءهم. في زمن طويل كهذا لا بد ان تصيب هذه العلاقة بعض المشاكل مثل كل علاقات اغلبية مع اقلية. ولكن ما عرف عن الاسلام من تسامح ومحبة وضع هذه المنغصات في حجمها الطبيعي. قليل من الكلام عن التاريخ الحديث ضروري للتذكير بما يجرى الآن. في الستينات من القرن العشرين كان يحكم ايران الامبراطور رضا شاه بهلوي الذي كان يحلم بالعظمة وباعادة امجاد امبراطورية الساسان التي دكتها جيوش عمر بن الخطاب وكان له اطماع توسعية في المنطقة فكوّن جيشاً عظيماً وتحالف مع امريكا واقام علاقات دبلوماسية مع اسرائيل. وللتذكير فالرجل كان ايرانياً من الطائفة الشيعية. ارسل الشاهنشاه جيوشه الجرارة عبر مضيق هرمز واحتل سلطنة عمان وكان الهدف القضاء على جبهة تحرير ظفار وهي احدى مناطق عُمان التي لها مشاكل مع سلطان متخلّف من العصور الوسطى. الشعب العماني خليط من الاباضيين والسنة يعيشون في وئام مع بعضهم منذ الامد. وظفار منطقة سنية ولكن الجبهة كانت ماركسية. يومها لم يحتج احد من العرب السنة على قتل الشاهنشاه الشيعي للسنة من اهل ظفار والتنكيل بهم بابشع صورة والقضاء على ثورتهم. وسيطرت ايران الشيعية على مضيق هرمز سيطرة محكمة من طرفيه والتحكم بخطوط امداد البترول لم تزعج احداً، بل كانت مجال ترحيب من انظمة الخليج فالاخوة الايرانيين ساعدوا في وقف المد الشيوعي  وجعلهم ذلك يسكتون عن اطماع الشاه بشط العرب فالصلح خير. ثم قامت الثورة الاسلامية بقيادة الخميني وظهر نوع جديد من الحكام المسلمين، اناس بسطاء ياكل زعيمهم التمر واللبن والخبز الجاف ( وهذا نفس طعام المتسولين في عاصمة النفط في العالم مدينة الرياض) ويخطب بنفسه في المسجد يوم الجمعة ويعطي الدروس الدينية ويتكلم عن الفقراء والمحرومين وعن حق الفلسطينيين في ارضهم. لا شك ان هذا مثل سيء للشعوب على الضفة الاخرى للخليج، ستبدأ هذه الشعوب بالتفكير في الواقع المرير وسيبدأون بالتساؤل عن سرقة حكامهم للثروة العامة ولن يفيد تدريسهم ان هذا ما قسمه الله من الرزق، وان طاعة اولي الامر من طاعة الله،  فهناك مثال يقارنون معه. وهكذا شجعوا صدام على اشعال فتيل الحرب العراقية الايرانية التي حصدت عدداً كبيراً من الشعبين بدون سبب وكانت النتيجة غير المباشرة خدمة حكام الخليج وتوجيه الرأي العام وجهة بعيدة عن النهب والفساد. في تلك الحرب بدأ صدام يتكلم عن قادسية جديدة أسماها باسمه لدق إسفين بين العرب واشقاءهم الايرانيين الذين سماهم الفرس ليعيد للاذهان عهد الفتوحات الاسلامية الكبرى. ولكن هذه الحيلة لم تنطل على سكان المنطقة الذين يؤمنون بان الاسلام يَجُبُّ ما قبله. بعد هذه الحرب انكفأت ايران على نفسها وتوقفت عن ممارسة اعمال المراهقة الثورية مثل مظاهرات الحج وتحريض المسلمين ولكنها كانت تبني نفسها رغم العقوبات الدولية والخلاف المزمن مع الشيطان الاكبر امريكا كما يصفونها. يوجد في ايران مجلس نيابي منتخب وعدد من رؤساء الجمهوريات السابقين. وتمر الايام والنظام العربي قلق من المثال الايراني وممارسة الاسلام بصورة مختلفة فالنظام يعطي مثلاً في نظافة اليد والبساطة. والنظام يعطي مثلاً في اسلام ديمقراطي تجري فيه انتخابات عامة ليس للحاكم مصلحة في تزويرها.

والنظام يدعم قوى المقاومة العربية ضد اسرائيل وقد مكَّن هذا الدعم هذه القوى من اجبار اسرائيل على الانسحاب من جنوب لبنان الغني بالمياه ومن غزة ايضاً وفرض نوع من التوازن وانهى الى الابد النزهات العسكرية الاسرائيلية في الاراضي العربية والتي كانت مهانة كبرى لجميع الناطقين بالضاد.  

 ولكن انظمة الحكم في الخليج لم تجرؤ ابداً ان تحارب ايران بمحاربة المذهب الشيعي، فلا بد من ايجاد اسانيد قوية لمثل هذا العمل. وجاء جورج بوش وجاءت معه قاعدته الى المنطقة.  ولما كانت حسابات الحقل تخالف حسابات البيدر كما يقولون ووجهت قوات الغزو بمقاومة عنيفة بدأها اهل السنة.  بدأ استعمال الفروقات الدينية البسيطة وتضخيمها وبدأ استعمال كلمات غريبة انقرضت منذ زمن طويل مثل الرافضة والوهابية، وبدأ القتل على الهوية وتدمير المساجد والتدمير المضاد للحسينيات. هذه المرة تشجع النظام العربي كله وبدأ على استحياء يتكلم عن الخطر الشيعي والقوس او الهلال الشيعي. ولكنهم يعرفون في قرارة النفس مدى خطورة الموضوع."  اکد الباحث المصري في القضايا الإسلامیة "علي ابو الخير" في حوار خاص ادلي به الي مراسل وكالة انباء التقريب (TNA) بأنه "تم تسییس الصراع بین الشیعة و السنة"مبينا، فی البدایة و خاصة في زمن شاه ایران لم یکن احدا یتکلم عن موضوع الخلاف الشیعة و السنة و کانت هنالک علاقات طیبة بین حکومة ایران و الدول العربیة و لکن بعد انتصار الثورة فی ایران حیث اصبحت لإیران فلسفة خاصة و معینة؛ تعزز هذا الأمر بإجبار او توکیل صدام حسین بخوض حرب ضد الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بالنیابة عن الولایات المتحدة الإمریکیة و الکیان الصهیونی علی مدار ٨ سنوات و بالتالی خرجت ایران مرفوعة الرأس من هذه الحرب المفروضة.
و اردف ابو الخير : بعد ما خرجت ایران مرفوعة الرأس من هذ الحرب؛ اقتنع العالم و القوي الكبري بأن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لم تسقط فأصبح نوع من الإلتفاف حول موضوع الصراع بین الشیعة و السنة بمعنی أنه تم تأجیج هذا الصراع بقیادة علماء وهابیین متطرفين و سلفیین تكفيريين حیث قادوا هذه الحملة. 


الدور الاعلامي للقنوات التي يتم تمويلها من السعودية لتكفير أهل الشيعة وأنهم روافض ومجوس وأن ايران هي العدو الحقيقي للمسلمين دور لايخدم الاسلام بل يخدم أعداء الأمة.. القوات الأمريكية تتجمع في قواعدها في الخليج وحتى في اليمن والأساطيل في البحر الأحمر والخليج العربي استعدادا لضربة قريبة لإيران…ويبدو ان اليوم الذي  سينزع النظام السعودي فيه ورقة التوت الاخيرة ويتحالف مع اسرائيل علناً بات قريبا. وسيفاجأ العالم ان الطائرات التي ستقصف ايران قد انطلقت من المطارات السعودية واغارت على ايران …والاعلام اليوم يمهد لذلك بتكفير الشيعة كلية…ويثير سخطنا ونقمتنا عليهم….

يقع على عاتق مثقفينا وكتابنا وشيوخنا ان لا يغذوا الفتنة ويصبوا الزيت على نارها…فالسني والشيعي لهم عدو واحد يخطط لإبادة المسلمين ولايفرق بين السنة والشيعة …هو يضرب المسلمين ببعضهم فقط لتسهيل مهمة القضاء على الاسلام الذي تم اعلانه العدو الجديد لأمريكا…

شعوبنا واعية يصل رقي وعيها الى التفريق بين اليهودية كدين والصهيونية كحركة سياسية عنصرية. شعوبنا تحتضن اليهود وتحارب الاسرائيليين. ولن تنحدر الى ضيق افق كما هو مطلوب منها او يخطط لها… أم أننا فقدنا ذاكرتنا وسلمنا عقولنا لقنوات التحريض واعلام الفتنة؟؟؟ وسيظل المسلم السني يحب اخاه الشيعي ويخشى عليه الغلو. وسيظل المسلم الشيعي يحب اخاه السني ويتمنى عليه ان يحب آل البيت كما يحبهم. 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 248 مشاهدة
نشرت فى 20 يناير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,977

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.