معلومات سرية تقود لإحباط كمية من المخدرات قبل وصولها للسعودية
مشروبات غازية استخدمت في عملية تهريب الحبوب المخدرة.
قادت معلومات مررتها وزارة الداخلية السعودية ممثلةً في المديرية العامة لمكافحة المخدرات إلى نظيراتها في الدول الشقيقة والصديقة، إلى رصد مخدرات تستهدف المملكة، وتم في ضوء تلك المعلومات ضبط الأجهزة المختصة في تلك الدول لما يزيد على 235 مليون حبة مخدرة، إضافة إلى ما يفوق ـ 94 طناً من الحشيش المخدر، وذلك في ضربات استباقية نفذتها تلك الدول لتجفيف منابع المخدرات. وفي تقرير خاص لـ ''الاقتصادية'' عن جهود السعودية في محاربة المخدرات والتصدي لها في الخارج قبل دخولها للمملكة وبالتنسيق مع الأجهزة المختصة في الدول الشقيقة والصديقة، تم ضبط ما يزيد على 26 كيلو جراما من الهيروين المخدر النقي وما يربو على 19 كيلو جراما من الكوكايين، بينما تقدر القيمة السوقية لتلك الضربات الناجحة إلى ما يفوق 21 مليار ريال وفق ما هو متداول بين مهربيها ومروجيها.
رجل أمن يعاين علبة بقوليات عبئت بحبوب مخدرة. (صور خاصة بـ «الاقتصادية»). استخدمت البطاريات في عمليات التهريب من قبل المروجين.ويأتي تنفيذ هذه العمليات الاستباقية على الصعيد الميداني الدولي خلال الأعوام الأربعة الماضية، وذلك للتصدي لعمليات تهريب المخدرات التي كانت تستهدف المملكة، وإعداد الخطط الأمنية التي أثمرت ـ بفضل الله ـ عن تحديد ورصد الضبطيات آنفة الذكر وتمرير مواقعها للجهات النظيرة التي تولت القبض على تلك المضبوطات ومن كان وراءها وتقديمهم ليد العدالة في تلك الدول. وأثمر التنسيق الدولي رفيع المستوى في رصد وتعقب مهربي المخدرات، والإطاحة بهم وضبط ما بحوزتهم من سموم ومؤثرات عقلية قبل شروعهم في تمرير مقاصدهم الخبيثة ونشر سمومهم، في إيقاظ مضاجع عصابات المخدرات ومروجيها، وهو ما يضاف بالتالي إلى نجاحات وزارة الداخلية السعودية المتواصلة في حربها على المخدرات، ولا سيما خلال السنوات الأخيرة في مكافحة تلك الآفة والتصدي لها في الداخل، وهو ما تؤكده أيضا أرقام وإحصائيات الضبطيات المعلنة خلال الفترة الماضية. وفي حرب وزارة الداخلية في المملكة على المخدرات، قدم أبناؤها أرواحهم رخيصة للذود عن الدين والوطن والحفاظ على مقدراته ومكتسباته، وذلك خلال مواجهتهم لمهربي ومروجي تلك السموم، إذ نتج عن تلك المواجهات استشهاد ما يزيد على 400 من رجال الأمن خلال الأعوام الأربعة الماضية. وعلى صعيد الجانب الوقائي وتوعية المجتمع بشتى شرائحه بتأثيرات المخدرات، نفذت وزارة الداخلية عدداً من البرامج والندوات بما فيها الندوة الإقليمية الأولى لمكافحة المخدرات التي رعاها الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، إضافة إلى تبني العديد من البرامج والدراسات والبحوث فيما يتعلق بالتوعية بأضرار المخدرات، وما تسببه من ذهاب للعقل وتشتت للأسر.
مبالغ مالية وكميات كبيرة من الحبوب المخدرة تم ضبطها بحوزة مهربين. عقاقير طبية حولها مروجون إلى أداة لتهريب المخدرات.كما وقعت وزارة الداخلية ممثلةً في المديرية العامة لمكافحة المخدرات عدداً من الاتفاقيات مع كل من وزارة التربية والتعليم، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، جامعة الملك عبد العزيز، جامعة طيبة، وجامعة الأمير سلمان بن عبد العزيز، وجامعتي المجمعة وشقراء، بينما تم توقيع اتفاقية مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وذلك بهدف نشر التوعية بأخطار ومضار المخدرات على جميع الأصعدة. وتحتضن المديرية العامة لمكافحة المخدرات، إدارة تُعنى بتتبع خطوط التهريب وإجراء الفحوص والتحاليل على عينات مستقطعة من تلك السموم. وتخوض المملكة حربا بلا هوادة مع عصابات المخدرات، وهو ما قاد إلى تسخير جل الدعم والمتابعة من قبل قادة البلاد لرجال الأمن البواسل، وتذليل كافة العقبات والصعوبات التي قد تعيق عملهم في تعقب المهربين والمروجين والضرب بيد من حديد لمعاقل عصابات المخدرات ودك حصونها الهشة، وهو ما توضحه الأرقام والإحصاءات للأعوام الثلاثة الماضية لضبطيات المخدرات داخل المملكة، حيث أسفرت الجهود عن ضبط ما يزيد على 61 طنا من الحشيش المخدر، وما يزيد على 227 كيلو جراما من الهيروين المخدر (النقي). في حين تم ضبط ما يربو عن 181 مليون حبة مخدرة (إمفيتامين)، وما يزيد على 982 ألف حبة من المواد المحظورة الخاضعة للرقابة الطبية. وتفوق القيمة السوقية لمضبوطات المواد المخدرة خلال الأعوام الثلاثة الماضية الـ 18 مليار ريال، في حين بلغت القيمة السوقية للأشهر الأربعة الماضية من العام الجاري 1.7 مليار ريال، ليصل بذلك إجمالي القيمة إلى قرابة 20 مليار ريال. وقد تجاوز عدد القضايا المسجلة خلال الفترة نفسها 94 ألف قضية، و119 ألف متهم تورطوا في جرائم تهريب واستقبال ونقل وترويج وحيازة وتعاطي المخدرات.