جبل شدا الأعلى

جنوب المملكة العربيه السعوديه 

ارتفاع جبل شدا 2202 متر فوق سطح البحر في أعلى قمة بين قمم جبال السروات الشاهقة اتخذ شخص يدعى إبراهيم بن آدم أو أدهم ( اختلفت الروايات) مصلى يتعبد فيه ... تلك القمة هي (جبل شدا الأعلى) أصبحت تسمى بمصلى إبراهيم ... إلا أنه رحل عنها ولم يبق فيها غير الرياح العاصفة والنباتات النائية وكائن آثر الانعزال فيها كآخر ما تبقى له من ملاذ ... إنه النمر العربي الذي اتخذها عرينه الأخير

وجبل شدا هما جبلان في تهامة يعانقان السحاب ... حيث يطلان على أرض السراة لعلوهما الشاهق ... ولذا فمناخ قمتيهما لا يختلف كثيراً عن مناخ أرض السراة ... ويسمى الشمالي منهما شدا الأعلى وهو يقع شمال غرب بلدة المخواة ... ويبعد حده الشمالي عن المخواة بتسعة عشر كيلاً ... وجهته الشمالية لزهران ... ومن قراها فيه: الصُقران وهي على بعد سبعة كيلو مترات من بدايته عن الطريق العام الذي يربط بين المخواة وقلوه وبارتفاع قدره ألف وأربعمائة متر عن سطح البحر ... ثم تليها قرية الصور وتبعد عن الأولى بكيلين اثنين وعلى ارتفاع ألف وستمائة متر ... وقرية العربا وهي تقع في منتصف الجبل من الجهة الغربية ... أما جهته الجنوبية فهي لغامد ومن قراها فيه: الكبسه وتبعد عن قرية الصور بثلاثة أكيال وعلى ارتفاع قدره ألف وسبعمائة متر ... وتعلو هذه القرية قمة شدا البالغ ارتفاعها من على قرية الكبسه أكثر من ثلاثمائة متر ...وهي أعلى قمة في شدا الأعلى ... إذ يبلغ ارتفاع الجبل عندها أكثر من ألفي متر عن سطح البحر كما سلف ...ومن ثنية جنوبي قرية الكبسه ينحدر المرء إلى قرية السلاطين والتي تبعد عن أسفل الجبل من جهته الجنوبية بخمسة كيلومترات وعلى ارتفاع قدره ألف ومائتي متر ... وإلى الجنوب من هذا الجبل يقع جبل شدا الأسفل ... وهو أقل ارتفاعاً منه ... وهذا الجبل لغامد خاصة ... ولا يفصل بين الجبلين سوى وادي واحد يسمى وادي الحُوة ...
طريق شدا الأعلى الجديد يتسم بالوعورة ولم يعبد إلا مؤخراً في طريق (عقبة ) يمتد لـ 11 كم حتى آخر قرية في ارتفاع يقارب 1600 متر ... حيث كان الجبل من أشد الجبال وعورة ... ويبدأ الطريق متفرعاً من طريق المخواة - قلوة ... بعد مسيرة 30 كم تقريباً من المخواة ...


جبل شدا الأعلى جبل فريد وعجيب في آن واحد ... قطنه السكان منذ فترة طويلة ... مازالت آثارهم وبيوتهم القديمة الجميلة شاهدة حية على قوة إرادة الإنسان في محاولة العيش في أماكن تحميه من الأعداء و تكفيه بجودة أرضها وطبيعة تكوينها المفيدة لهم ...
في شدا النحت والعادات والتقاليد والمخرجات الصوتية من أهازيج ... وألحان تصدح بها النساء ويرددها الرجال وترددها أصداء الجبال بمفرداتها الفصيحة التي لم تتأثر بعد بحضارات أخرى ... لا تزال تحتفظ بأصالتها العربية الفصحى ... نظراً لعزلة وانزواء السكان قديماً في حتمية جغرافية داخل هذه التضاريس الوعرة ... وقد استخدم الشدويون فن النحت وتطويع صخور الجرانيت واستخدمت الكهوف الطبيعية منها للسكن مع إضافة بعض اللمسات الفنية في تلك التشكيلات الصخرية وجعلها مناخاً صالحاً للسكنى وخلافاً للانتفاع بأشكالها المحفورة لأغراض معيشية ونفعية ... وتجميلية فريدة ...
عندما يعرج الزائر إلى قمم شدا الشاهقة يرى قدرة الأهالي على نحت هذه الصخور واستخدامها للسكنى بهذه الطرق الجميلة وإصرارهم على أنها أفضل من القصور والمنازل الحديثة ... وهذه الكهوف متقنة في تصاميمها الطبيعية ومنها ما تدخلت في نحتها الأيادي كأعمال السباكة الدقيقة التي تخترق الصخور وأسلاك الكهرباء وغير ذلك ... غير أن هناك أشكالاً طبيعية ... صنعتها عوامل التعرية ...

 

إلى جانب وجود النمر العربي في شدا حتى فترة قريبة والذي مسك إحداها بغرض إكثاره وإجراء البحوث عليه في المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف ... يتواجد العديد من الحيوانات مثل : الوبر وقرد البابون ... و ثبت وجود آكلات اللحوم من الذئاب والضباع وكذلك عناق الأرض (الوشق) والنمس ونوعين من الثعالب هما الثعلب الجبلي ويسمى محليا أبو غرّة والآخر هو الثعلب الأحمر والنيص والغربان والصقور والنسر الأحمر الجبلي ...

يتكون جبل شدا الأعلى من صخور جرانيتية تناسب عملية الإنبات الطبيعي في جميع سطوحها ... لنوعية تربتها المسامية واحتفاظها بمياه الأمطار ... لذلك تكون سمتها الازدهار بصور الحياة الفطرية ... والبروزات الصخرية حادة الانحدار فوق الجبال الوعرة وعلى جوانب التلال ... وتحوي في معظم أجزائها مجاري وأدوية كبيرة متقطعة تبدأ عشوائية وتتحد في شبكة متشعبة كاملة التكوين تصب في الأودية الكبيرة ... وتوجد التربة الطينية مخلوطة بحبيبات الجرانيت المتفتتة التي تتساقط من جوانب الجبل خصوصا في المستنقعات وفي المدرجات القديمة التي تحجز التربة للاستخدام الزراعي ... والمنطقة تحوي 450 نوعا نباتيا تمثل 25% من نباتات المملكة ...

 

من الأنواع النباتية الهامة التي تنبت في الجبل : شجر اللبن و أشجار اللبخ المعروف محليا بالصومل وكذلك شجرة العثرب  وتوجد في شقوق وسفوح الجبال والعدن ونبات الشار الذي يعتبر هاما في إنتاجية العسل والقطف والسيال ... وهي الشجرة السائدة من السنط في أغلب مناطق جبل شدا الأعلى والأسفل ... كما يوجد العرعر في أعلى المواقع ... والرنفل في حواف الأودية السفلى ... والصندل في السفوح الشمالية الوعرة ... ومن النباتات الطبية الموجودة : الينسون البري والسدر والتين الشوكي والخروع والعثرب واللوز ... ومن نباتات الزينة التراثية الكادي والريحان والبعيثران والورد البري ...

نبات الريحان

إن جبل شدا بتكوينه الجيولوجي واحتوائه على العديد من الأنواع النباتية الفريدة ونشاط سكانه التراثي وكرمهم وإنتاج العسل التقليدي واحتواء الجبلين شدا الأعلى والأسفل على صور مزدهرة من الأنواع الحيوانية ومختلف أنواع الطيور المستوطنة والمهاجرة وطبيعة المناخ المعتدل حيث الارتفاع الكبير ... يجعل من الموقع بحق معلما مميزا للسياحة البيئية ...

Sedr Tree شجرة سدر

شجر اللبن

الزهور الجبليه

صخره من صخور شدا الاعلى

 

 

 

المصدر: شبكة شدا الاعلى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 827 مشاهدة
نشرت فى 7 ديسمبر 2012 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,475

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.