اضطراب الحالة النفسية عادة ما يلقي بظلاله على أسناننا في شكل عادات سيئة التأثير

الإفراط في تناول المشروبات الغازية والليمون يؤديان إلى تآكل الأسنان !

 

 

    كثير من الناس يعاني من تآكل الاسنان بشكل أو آخر. وهي عبارة عن تآكل لطبقة المينا قد يمتد ليشمل طبقة العاج، أي الطبقة الداخلية المكونة للأسنان، ونتيجة لذلك يشعر المرء بحساسية تتناسب طرديا في الشدة حسب مقدار التآكل الحاصل. ويختلف تآكل الأسنان باختلاف مسبباته وموقعه في الأسنان المصابة. فالبعض يعاني من تآكل في الجزء من التاج القريب من اللثة، وقد يمتد الى جذور الأسنان اذا كان مصاحبا بانحسار لثوي. وأحيانا تتآكل الأسنان في الأسطح الطاحنة والأجزاء القاطعة من القواطع والأنياب.

قد يكون التآكل عاما يصيب جميع الأسنان، وقد يصيب بعض الأسنان فقط. ويختلف أيضا في شدته فقد يكون بسيطا لا يسبب أي مضاعفات محسوسة وقد يكون شديدا يؤرق صاحبه بسبب المضاعفات التي من أهمها الحساسية المفرطة.

* أسباب تآكل الأسنان

* ان مسببات تآكل الأسنان عديدة، ومعظمها بيئية، تعتمد على نوعية أكل المريض وعمره وحالته النفسية. ويمكن تلخيصها في الآتي:

* عامل الوراثة: وهو ان تكون الأسنان مصابة بخلل في تكوينها أدى الى ضعف طبقة المينا أو العاج أو كليهما مما يجعل الأسنان عرضة للتآكل تحت تأثير أي احتكاك عادي مثل التفريش والمضغ وغير ذلك. وهذا النوع قد يصيب الأسنان اللبنية والدائمة، ومضاعفاته كثيرة منها تلون الأسنان وحساسيتها ومشاكل في الأطباق مما ينعكس سلبا على مفاصل الفك السفلي.

* نوع الغذاء: تناول الأطعمة القاسية بصفة عامة يزيد من تآكل الأسنان والذي ظهر تأثيره جليا في أسنان القدامى في العصور السابقة، حيث أثبت العلماء تآكل أسنانهم بسبب نوعية الغذاء القاسي وغير المطبوخ على عكس العصور الحديثة. كذلك فإن استخدام المشروبات والأطعمة الحمضية له تأثير قوي على الأسنان، حيث ان تناول المشروبات الغازية والليمون وأي مأكولات حمضية وبكميات كبيرة يؤدي الى تآكل الأسنان بسبب تأثير الأحماض على طبقة المينا والتي تسبب ذوبان المينا ومن ثم تآكلها. وتأثير الأحماض ملاحظ أيضا عند الناس الذين يعانون من أمراض معوية قد تسبب التقيؤ والغثيان المستمرين، حيث يصل حامض الهيدروكلوريك المعدي الى الفم ومن ثم يؤدي الى تآكل الأسنان. ويحصل ذلك أيضا أثناء فترة الحمل حيث تتعرض المرأة لعدة نوبات من الغثيان والذي بدوره يسبب تآكل الأسنان.

* الحالة النفسية: اضطراب الحالة النفسية عادة ما يلقي بظلاله على الأسنان في شكل عادات سيئة التأثير عليها مثل اصطكاك الأسنان او طحنها خاصة أثناء النوم. واستمرار مثل هذه العادات قد يؤدي الى تآكل الأسنان، خاصة في السطوح الطاحنة والأطراف القاطعة مما يؤدي الى قصر الأسنان واختلال تطابق الأسنان المثالي للانسان. فقصر الأسنان بسبب التآكل قد يؤثر على توازن عضلات الفك ومفاصله مما يؤدي الى آلام في المفاصل والعضلات ممزوجة بآلام الحساسية المفرطة التي قد تحدث أيضا بسبب انكشاف طبقة العاج الحساسة بسبب الاصطكاك وبالتالي قد يدخل المريض في دوامة الآلام وتسوء حالته النفسية أكثر.

* تفريش الأسنان بطريقة خاطئة: إن تفريش أسنانك بطريقة خاطئة وعنيفة وذلك عن طريق استخدام طريقة النحت، أو تفريشها بفرشة أسنان ذات شعيرات خشنة قد يضعف طبقة المينا على سطح أسنانك، خاصة في منطقة الضروس والأنياب. وهذا يؤدي بدوره إلى تآكل طبقة المينا وانحسار اللثة مما يجعل طبقة العاج عرضة للمثيرات الخارجية.

* عادات أخرى: عندما يستخدم الانسان فيها أسنانه للقيام ببعض الأعمال مثل فتح قوارير المشروبات الغازية ووضع القلم بين الأسنان أو عادة عض الظفر، وغير ذلك من العادات التي قد تسبب تآكلا في أسنان معينة مثل القواطع.

* فقدان الضروس الخلفية: وهو ما يجعل الأنسان يستخدم القواطع لطحن ومضغ الطعام، وبالتالي يتسبب ذلك في تعرضها لضغوط زائدة تتسبب في طحنها.

* كيف تعرف أن لديك هذه المشكلة؟

* الاجابة عن هذا السؤال مهمة، كون هذه الظاهرة خطيرة جدا بسبب ان تآكل طبقة المينا لا يمكن تعويضه بسهولة، والوقاية خير من العلاج. لذلك فاذا كنت تعاني من مثل هذه العلامات التي سنتكلم عنها فلا تتردد في زيارة طبيب الأسنان لمنع حدوث مشاكل أكبر وهذه العلامات هي:

- المظهر العام للأسنان. حيث يتغير لون الأسنان المصابة وحجمها أو شكلها بالتدريج. - الشعور بحساسية مفرطة خاصة عند التعرض لمؤثرات باردة أو حارة.

- آلام الوجه والفكين وأصوات في مفاصل الفك.

- تغيير في اطباق الأسنان مصاحب بتغيير في شكل الذقن والشفاه.

- تكسر الحشوات من دون التعرض لأي نوع من الحوادث الظاهرة.

* كيفية العلاج

* بالطبع الوقاية خير من العلاج وعند اكتشاف وجود أي نوع من التآكل البسيط يمكن تداركه باكتشاف المسبب والعمل على عدم التعرض له. ولكن هناك خطوطا عريضة يجب اتباعها للتقليل من فرص حدوث أي نوع من التآكل وبالتالي اعطاء الأسنان عمرا افتراضيا أطول وهذه الارشادات كالتالي:

1. اتباع اسلوب غذائي صحي وعدم الافراط في تناول الحمضيات والمشروبات الغازية. وعادة ما يتكون غذاؤنا من كثير من المواد الحمضية والتي نستخدمها كنوع من النكهات المشهية وأحيانا لتسريع الهضم. وهذه بدورها تجعل الوسط الفمي حامضيا، والذي بدوره يقوم بالتأثير في الطبقة الخارجية للأسنان وذوبان الأملاح منها مما يجعلها عرضة للتآكل. ويؤدي تفريش الأسنان مباشرة بعد تناول وجبة كهذه، الى تآكل الطبقة الخارجية تدريجيا ومن ثم الاصابة بحساسية الأسنان المفرطة. ولذلك ننصح بغسل الفم والمضمضة بعد الأكل والتريث قليلا الى ان تتم معادلة تلك الأحماض في الوسط الفمي، ومن ثم القيام بتفريش الأسنان بعد ذلك. كما ان أكل بعض انواع الفاكهة مثل التفاح والموز والتقليل من المشروبات الغازية يساعد على تعديل الوسط الحامضي.

2. الحرص على عدم تكرار الغثيان والتقيؤ، وعلاج أي اضطرابات معوية وذلك باللجوء الى الطبيب المختص.

3. اتباع أسلوب صحيح لتفريش الأسنان. وهناك مبادئ عامة يجب اتباعها لتفريش الأسنان وهي كالآتي: -

اختيار الفرشاة المناسبة لفمك وأسنانك، فالفرشاة المثالية تكون ذات حجم مناسب تصل الى آخر ضرس في فمك. والحجم الشائع هو المتوسط. كذلك يجب ان لا تكون الشعيرات خشنة لتفادي تآكل طبقة المينا من كثرة الاستخدام والأنسب استخدام فرشة ذات شعيرات متوسطة الخشونة أو ناعمة وطويلة وذلك لضمان انسيابها مع منحنيات الأسنان والفراغات البينية لها.

- تأكد من تفريش جميع أسنانك بانتظام ثلاث مرات يوميا. وذلك بالنظر الى المرآة اثناء التفريش والتأكد من عملية التنظيف وانك فعلا قمت بتنظيف جميع أسنانك. - قم بوضع الفرشاة بزاوية خمس واربعين درجة باتجاه الطرف اللثوي للسطح المراد تفريشه، وتحريك الفرشاة في مكانها لضمان تحريك الشعيرات دون نحت للأسنان. كذلك يجب التأكد من تفريش اسطح الأسنان بالكامل والتأكد من تفريش منطقة التقاء طبقة المينا باللثة وذلك لضمان سلامة اللثة من أي تراكم جيري. ويجب أيضا ان تصل الشعيرات الى مناطق ما بين الأسنان لتنظيفها.

- أما اذا كنت ممن يعانون من انحسار في اللثة وحساسية الأسنان وتآكلها الشديدين، فيجب استخدام طريقة مختلفة نوعا ما وذلك باستخدام فرشاة ناعمة الشعيرات وتحريك الفرشاة باتجاه عمودي ابتداء من الجانب اللثوي باتجاه السطح الطاحن وذلك لضمان ايقاف الانحسار والتقليل منه ومن حساسية الأسنان.

- يجب التقليل من استخدام مبيضات الأسنان وأي معاجين تبييض قد تزيد من تآكل الأسنان.

-هناك من الناس من لا يملك المهارات الكافية لاستخدام الفرشاة اليدوية بالطريقة الصحيحة أو لديه مشكلة في يديه من ضعف أو نقص في الأصابع أو غير ذلك، ولهؤلاء يحبذ استخدام الفرشاة الكهربائية أو الفرش المائية الضاخة للماء، وهي مفيدة جدا لهم بشرط اتباع نفس المبادئ السابقة الذكر. وهذا لا يعني ان هذه الفرش لا تنفع لغير هؤلاء بل على العكس تماما فإن لها فوائد جمة وذلك كونها تسهل عملية التفريش وتسرعها.

4. الامتناع عن استخدام الأسنان في غير وظيفتها واستخدامها كأداة في الأعمال اليدوية، فهي لم تخلق الا لمضغ الطعام ولبعض الوظائف الفمية فقط.

5. عند وجود مشكلة اصطكاك الأسنان أو جزها وطحنها أثناء النوم وعند وجود أي من العلامات المصاحبة فان العلاج يكون جزءا من علاج عام للتقليل من أي آلام أعراض قد تحصل في عضلات الوجه ومفصلي الفك ويتم ذلك بالتقليل من الاجهاد الحاصل لعضلات الوجه والفكين وغضاريف المفاصل وعظامها، وذلك بإعطاء المريض بعض الأدوية المضادة للالتهاب مثل بعض المسكنات والتي لديها تلك الخاصية، مثل الفولتارين أو البروفين. وفي نفس الوقت يعطى المريض دواء مرخيا للعضلات وذلك للتقليل من تشنجات عضلات الوجه. كذلك فإن عمل كمادات ماء حارة يساعد في بعض الأحيان الى التقليل من الآلام والتهابات المفاصل. وأهم ما في هذا العلاج هو عمل جهاز مانع لاصطكاك الأسنان Hard Mouth Guard وذلك للبسه خاصة أثناء الليل، حيث انه أيضا يقلل من تشنج العضلات ويساعد على اراحتها. ويتم عمله بمواصفات خاصة تناسب كل مريض وحالته. 6. اما في الحالات المتقدمة وعند حدوث التآكل فعليا، فيمكن استعاضته عن طريق حشو الأجزاء المتآكلة، أو تلبيس الأسنان والعمل على وضع الأسنان في الاطباق المناسب. وأحيانا يتطلب العلاج اعادة تأسيس للاطباق الأصلي للمريض ووضع الفك في وضعه الصحيح وذلك عند تعرض الضروس الى تآكل شديد. ويتم عمل ذلك بفتح العضة ومن ثم تلبيس جميع الأسنان وخاصة الضروس لإعادة تأسيس الاطباق المناسب للمريض. 

 

 
المشروبات الغازية ثؤثر كذلك  


الليمون يؤثر في الأسنان

 

<!-- article-view -->
المصدر: جريدة الرياض - طب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 476 مشاهدة
نشرت فى 27 نوفمبر 2012 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,454

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.