التدخين نافذة للمخدرات

%30 من الاحداث المدمنين يتعاطون «المذيبات الطيارة»

الادمان من المشكلات الكبيرة التي تواجه المجتمعات في شتى مناحي الكرة الارضية. وتشير دراسة حديثة اجريت على الاحداث ان %30 من هذه الفئة ممن هم يخضعون للارشاد والتوجيه في دور التوجيه الاجتماعي يتعاطون المذيبات الطيارة كحالة من حالات الادمان.. كما تؤكد الدراسات ان التدخين يعد نافذة من نوافذ الادمان على المخدرات. «لم اكن اعلم بأنني قد ادمنت على المخدرات إلا بعد ان ذهبت الى المستشفى» بهذه العبارة بدأت «م.ن» حديثها لـ«عكاظ» واضافت: كنت التقي دائما مع صديقاتي في احدى الاستراحات بعد ان تخرجنا وحصلت كل واحدة منا على وظيفة.. كانت احدى الزميلات تحضر إلينا شايا بنكهة مميزة، وبعد اشهر بدأت صحتي تراجع ولم اكن اقدر على التركيز وبعد مراجعة المستشفى اكتشفت اني مدمنة فكانت صدمة لي ولاهلي واكتشفنا ان احدى «الصديقات» كانت تصنع لي المخدر في كأسي وكأس صديقة اخرى، وبعد ان عولجت من ذلك قطعت علاقتي مع كل صديقاتي.

تعديل المزاج
وتقول هند.ع: «عمي يتدخل في شئون حياتي وحياة اخوتي على الرغم من وجود ابي، وحينما حاولت افهام والدي بعدم صدق نوايا عمي اشار الى انه هو من سيختار زوجي والوظيفة المناسبة لي، وقتها اظلمت الدنيا في وجهي ففكرت في الانتحار، وحينما ساءت حالتي دلتني بنت الجيران الى ما سيخلصني من ذلك فقدمت لي حبوبا بيضاء قائلة: «هذه ستعدل مزاجك» وباستخدامها لفترة محددة بدأت اشعر بالتعب واصبحت اشتريها بمبالغ كبيرة، وذات مرة اغمي علي ولم افق الا في المستشفى وعرفت وقتها اني قد ادمنت المخدرات اثر ذلك تدخلت احدى الاخصائيات الاجتماعيات في المستشفى واقنعت اهلي بضرورة ان يكون لي رأي في مستقبلي وبذلك تجاوزت محنة الادمان.
مادة بيضاء
وتشير (رنا.ق) ان والديها كانا كثيري الخصام لذلك ملت الحياة وتقول: فهربت من منزل اهلي الى منزل احدى صديقاتي وبعد ايام طلبت مني صديقتي مغادرة المنزل فلجأت الى احدى الشقق المفروشة التي عرفتها عن طريق احد الشباب الذي كان يحادثني بالهاتف، وهناك وجدت فتاتين كبيرتين دلتني احداهما الى شم مادة بيضاء «تروق الاعصاب» حسب قولها فدفعني فضولي الى استخدامها ومن هنا سلكت طريق الادمان وتم نقلي للمستشفى وحجزت به لاني مدمنة، ورفضت اسرتي استلامي وندمت على مااقترفته ولكن حيث لاينفع الندم.

ضحية المخدرات
اما (جميلة.خ) فقالت كنت ضحية للمخدرات وضحية لاخي الذي قادني الى ذلك الطريق الشائك.. كان اخي يضع لي المخدر في الشاي والعصيرات وبعد ان ادمنت اصبح يقودني معه للتعاطي مع اصدقائه، وفجأة توفي اخي بجرعة زائدة وبعدها بعت شرفي وندمت على ذلك ولكن بعد فوات الاوان.

تدهور الخلايا
وتقول «ام نجوى» وهي باكية: ان ابنتي في المستشفى تعاني من تدهور الخلايا العصبية لانها كانت تشفط الغاز داخل المطبخ فدمر خلاياها العصبية، اما (وداد.هـ) فقالت كانت بداية ادماني من التدخين الذي قادني الى ذلك.. كنت ادخن بكثرة حينما كنت ادرس في الخارج وبعد عودتي الى ارض الوطن خضعت الى علاج مكثف وشفيت من ذلك ولن اعود الى التدخين مرة ثانية.


التدخين بوابة الادمان
استشارية الطب النفسي للاطفال والمراهقين بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض د. فاطمة الحيدر تؤكد انه من خلال عملها كاستشارية نفسية للاطفال والمراهقين تقول انها لاحظت من خلال الدراسة التي اعدتها حول هذا الجانب بعنوان (ابناؤنا والادمان) ان اغلب حالات ادمان المراهقين يكون على النيكوتين، والمنبهات، والمذيبات الطيارة، وفي احدى الدراسات للاحداث وجد ان 30% من هذه الفئة الموجودة بدور التوجيه الاجتماعي يتعاطون المذيبات الطيارة كحالة ادمان كما يمثل تعاطي هذه المذيبات رابع سبب لدخول الدار، ويقل استخدام الافيون، والمهدئات، والمهلوسات.
وتشير الى ان التدخين هو بوابة الادمان الاولى بين المراهقين حيث يميل كثير من المراهقين لدينا للتدخين ترويحا عن النفس او ليشعروا برجولتهم أو ليكونوا اكثر تقبلا من قبل اقرانهم أو اقتداء بوالدهم أو اساتذتهم أو اخواتهم الكبار.
والمذيبات الطيارة (التشفيط) يدمن عليها صغار السن (طلاب المتوسطة) منخفضو الذكاء لتوفرها وسهولة الحصول عليها لرخص ثمنها ويمكن التعرف على احتمالات الاستخدام من خلال الرائحة والآثار على الملابس ووجود بعض المذيبات في غرف المراهقين بدون حاجة وتكرار شراء الغراء بدون داع ووجود علب فارغة مثل الببسي برائحة غريبة وآثارها السلبية شديدة منها مشاكل في التنفس، الوفيات، تدمير الخلايا العصبية، التخلف العقلي، وخرف مبكر، وتدهور عام.
والعوامل المحفزة للادمان: عدم استقرار الحياة الاسرية، الاحياء الفقيرة ذات الخدمات القليلة والنوعية الهابطة من السكان حيث ينتشر فيها الادمان ويروج، مصاحبة الاصدقاء ذوي التوجهات العدوانية والمدمنين وغير المتدينين او غير المنضبطين اجتماعيا، صعوبات التعلم، البطالة، العمل في بعض المهن، المقاهي، الاحتكاك بالمجتمعات الخارجية (كالسفر للدراسة أو الترفية) الفراغ، من العوامل المبقية للادمان: الظروف الاجتماعية، نوعية الاصدقاء، السمات الشخصية، سوء التعامل مع الحالة او التأخر في طلب المساعدة، وتفاعل العقار مع المراكز العصبية التي تعطي شعورا بالرضى، والحرمان العاطفي سر الادمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
 

المصدر: المصدر/ جريدة عكاظ/ العدد/ : 1868
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 589 مشاهدة
نشرت فى 21 نوفمبر 2012 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,232

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.