هارون الرشيد وسيرته الحقيقية



ابتدأ الخليفة هارون الرشيد حياة الجهاد من صغره في عهد أبيه فقد أوكل إليه غزو الصائفة مرارا وكان يرجع منتصرا ‏في كل مره كما عقد الهدنة بين المسلمين وبين ملكة الروم ( اغسطة) على مال تدفعه للمسلمين كل عام .‏
حدث معاوية الضرير قال :حدث هارون الرشيد بهذا الحديث يعني قول النبي صلى الله عليه وسلم: وددت إن اقتل في ‏سبيل الله ثم أحيا ثم اقتل فبكى هارون حتى انتحب ثم قال : يا ابا معاوية ترى لي أن أغزو ؟ ‏
‏ قلت : ياامير المومنين مكانك في الإسلام اكبر ومقامك أعظم ولكن ترسل الجيوش .‏
أن هذه الرواية ترجح أن هارون الرشيد استشار معاوية الضرير في قيامة بالجهاد في مجلس ، وهذه يؤكد انه لم يكن ‏مرائيا في كلامه ، وإنما كان عازما كل العزم على خوض المعارك في سبيل الله بنفسه .‏
وفي سنه 187هـ نقض نقفور حاكم الروم الصلح الذي كان بين المسلمين وبين ملكة الروم00 ريني 00‏
‏ الملقبة بـــــ (اغسطه) وذلك ان الروم كان تحكمهم امراه و عزلوها وولوا 00 مكانها نقفور00 وكان شجاعا فكتب إلى الرشيد يقول : من ‏نقفور ملك الروم الى هارون الرشيد ملك العرب ، اما بعد أما الملكة التى كانت قبلي أقمتك مقام الرخ واقامت نفسها مقام ‏البيدق فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقا بحمل أمثاله إليها وذلك ضعف النساء وحمقهن فإذا قرأت كتابي هذا فاردد ‏إلي ماحملته إليك من الأموال وافتد نفسك به وإلا فالسيف بيننا وبينك. ‏
فلما قرأ هارون هذا الكتاب أخذه الغضب الشديد وكتب على ظهر الرسالة : من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب ‏الروم قد قرأت كتابك ياابن الكافرة والجواب ماترى دون ماتسمعه ،000 والسلام 000 وسار هارون بجيش كبير حتى ‏وصل إلى هرقل وفتحها وغنم منها مالاً كثيرا 00 فاضطر نقفور الى طلب الصلح على مال يؤدية كل سنة وقد حرص ‏هارون الرشيد على حضور مجالس العلم ، كما درس في أول حياته على أكابر علماء عصره كالمفضل الضبي في الأدب ‏وحمزة الزيات في القراءات وقراءة القران كما تعلم النحو وعلوم اللغة على الكسائي وكان الأصمعي من خاصة جلسائه ‏كما جالس عدد كبير من مشاهير شعراء عصره0‏
‏ وكان يستدعي إليه ابا معاوية الضرير محمد بن حازم يسمع منه الحديث ، قال أبو معاوية ماذكرت عنده حديثا إلا قال : ‏صلى الله على سيدي رسول الله ، وإذا سمع فيه موعظة بكى حتى يبل الثرى وقال كذلك : أكلت عنده يوما وقمت لأغسل ‏يدي فقام وصب علي الماء وأنا لا اره ثم قال : يا ابا معاوية أتدري من يصب عليك الماء ؟ قلت لا . قال : يصب عليك ‏أمير المؤمنين .قال أبو معاوية فدعوت له فقال : إنما أردت تعظيم العلم . ‏
لقد جمع هارون الرشيد بين صفتي العلم والجهاد وهو خليفة للمسلمين وتدل على انه كان شخصية فذة تقل نظائرها في ‏التاريخ والسير أن هارون الرشيد كان حريصا على أداء الفرائض والنوافل. فكان يتصدق من ماله الخاص كل يوم بألف ‏درهم وإذا حج أحج معه مائة من الفقهاء وأبناءهم وإذا لم يحج أحج ثلاثمائة بالنفقة والكسوة 0‏
‏(أن هارون الرشيد اعتمر في شهر رمضان وعاد إلى المدينة عام 179هـ وأقام بها إلى وقت الحج وحج الناس ، ومشى ‏من مكة إلى منى ثم منها إلى عرفات ، وشهد المشاعر كلها ماشيا على قدميه) ويؤكد السيوطي مظاهر حرص الرشيد ‏على العبادة فيذكر أن من عادة الرشيد في كل حج يحجها أن يوزع أموالا طائلة على سكان الحرمين وفقراء الحجاج.‏
وإيمان المرء إنما يظهر عند الشدائد ووقوع المحن والمصائب وليس اشد على الإنسان من مصيبة الموت وفراق الأهل ‏والولد . ‏
لكننا نجد هارون الرشيد يستقبل الموت بهدوء وطمأنينة ورضى بقدر الله وصبر واحتساب0‏

‏ ولقد كُتِب مع الأسف وانتشر بين الناس ماقيل في هارون الرشيد من أكاذيب ومفتريات كل ذلك من باب ‏الدس وتشويه صفحات التاريخ الإسلامي من قبل المغرضين والمشككين والمنافقين الذين اندسوا في ‏صفوف المسلمين ومنهم كتاب أبي فرج الأصفهاني كتاب 0الأغاني0
=  فيجب علينا جمعا التنبه إلى كل مايقال في سير النبلاء وعلماء المسلمين وحكام المسلمين =
وفي الختام اسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه و أن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ‏
وصلى الله على نبينا محمد وعلى واله وأصحابه أجمعين ‏

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 149 مشاهدة
نشرت فى 21 نوفمبر 2012 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

939,005

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.