عليها تجنب الأطعمة ذوات النكهات المميزة حتى لا يتغير طعم الحليب


البروتينات ضرورية للام والجنين

    استكمالا للحديث حول الغذاء المناسب للام المرضع يجب علينا التأكيد ان الخطر الأعظم في زيادة السمنة لدى المرضع يقع في الأسبوع السادس من الإرضاع ولتجنب هذا الخطر الانقطاع عن تناول عدد من المواد الغذائية وأهمها تجنب كل مادة سكرية وفي مقدمتها السكر الأبيض والمربيات والسكاكر والنشويات والشوكولاته والمعجنات . كما يجب الاعتدال في تناول النشويات وفي مقدمتها الخبز الأبيض والأرز الأبيض والمكرونة والأكل بين الوجبات . كما يجب تجنب استهلاك الأطعمة شديدة الملوحة كاللحوم المحفوظة أو ثمار البحر المملحة والتقليل من ملح المائدة . كما يجب الإقلال من مشروبات الشاي والقهوة . إن هذه الاحتياطات المذكورة لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تسبب أي أذى لصحة طفلك الرضيع . وعلى الأم المرضع الإكثار من الأطعمة التالية . حيث أن الأم المرضع يجب أن تدر بين ثلاثة أرباع الكيلوجرام إلى كيلوجرام واحد من الحليب خلال 24 ساعة . ولكن تركيب الحليب المفرز بهذه الكميات يظل بعيداً كل البعد من ان يكون متماثلاً ، ففيه تنعكس إلى حد بعيد ، نوعية الأطعمة التي تتناولها الأم ، فإذا ما حدث نقص في بعض العناصر الرئيسية كالكالسيوم بشكل خاص فإن الجسم يسعى إلى تعويض هذا النقص من الاحتياطي لدى الأم ولكن هذا لا يؤدي دائماً إلى تعويض كل النقص الحاصل في الحليب وعلى العكس في حالة زيادة النسبة فإن هذه الزيادة لا تأخذ طريقها إلى الحليب بل إنها تتراكم في أنسجة الأم.


السمك

وعليه فإن غذاء الأم المرضع يجب أن يؤمن جميع الاحتياجات اللازمة للطفل دون أن تظل هناك بقايا تتراكم في جسم الأم . إن البروتينات تشكل المواد الأساسية في كل بنيان نسيجي وهذه البروتينات هي التي تعطي الشكل للحم الطفل ، فاللحم الأحمر المقلي والسمك والجبنة الصلبة والبيض والحليب يجب ألا يخلو منها غذاء أي أم مرضع . أما الأملاح مثل الكالسيوم والفوسفور فإن هذه المواد التي لا يجهل أحد أهميتها في بناء العظام فهي تشكل في الوقت نفسه صلابة الهيكل العظمي والبنيان الأولي للأسنان . ولبن البقر الصافي هو الأفضل كغذاء يؤمن للأم المرضع احتياجها من الفوسفور والكالسيوم . يجب على الأم عند الاستيقاظ ، وفي الساعة العاشرة والساعة الرابعة بعد العصر شرب ربع لتر من حليب البقر على الأقل وهو ضرورة كبرى . أما النساء اللاتي لديهن قصور في المرارة فيمكن تناول الحليب المنزوع الدسم وفي مثل هذه الحالة عليهن أن يكملن غذاءهن بتناول فيتامين د لأن إزالة قشدة الحليب تفقده هذا الفيتامين بالذات . وكمصدر للمواد العكسية تعد قبل كل شيء الجبنة وبعض الخضار أو الفاكهة مثل التين المجفف والزيتون والجرجير والهندباء . أما الأنواع الأخرى من الأملاح الكيماوية والحيوية والعناصر المعدنية التي لا بد من توفرها في حليب الأم فهذه المواد موجودة بكثرة في الخضار الطرية والبطاطا ولاسيما في الفريك ، ولتكوين الدم لا بد من الحديد

وهذا ما يتوفر بكثرة في البقدونس وصفار البيض وكبد العجول وغيرها . لا بد لحليب الأم من أن يكون غنياً بالفيتامينات بشكل خاص ولتحقيق هذا الغنى لا بد من أن يكون غذاء الأم نفسه غنياً به والفيتامين أ يجب أن يعطى للطفل بكثرة وإلا تسبب نقصه في الإسهال ثم في التهاب المنضمة العينية ، وقد يؤدي إلى تقرح القرنية . ان الحليب الكامل وصفار البيض والجبنة هي مصدر رئيسي لهذا الفيتامين وكذلك يعطي هذا الفيتامين البقدونس والجزر وخضار السلطة والسلق والسبانخ وكذلك بعض أنواع الفاكهة مثل المشمش والخوخ والبرقوق . أما فيتامين د الضروري لتشكيل العظام كما ذكرنا مسبقاً فهو يتوفر في الحليب إذا شربت الأم ثلاثة أرباع اللتر من الحليب كذلك يمكن الاعتماد على صفار البيض والزبدة الطرية أما الفيتامين ج فهذا الفيتامين لعلاج نزلات البرد والأنفلونزا وحالات انفصام الشخصية والشيخوخة ولمقاومة الأمراض ذات التأثير السام وبالأخص السموم البكتيرية وكذلك فساد التأثيرات السامة للرصاص والزئبق والزرنيخ حيث يتحد معها ويكون مركبات يمكن للجسم طردها كما أن له دورا في الوقاية من أورام الجهاز التناسلي على الأم أن تتغذى على الفواكه مثل البرتقال واليوسفي والليمون وليمون الهند ( الجريب فروت ) والفراولة والبطيخ الأصفر والبطاطس والكيوي.

 

على الأم المرضع تجنب الأغذية التي تغير طعم الحليب والتي يرفضها الطفل الرضيع عند مص الحليب من الثدي بعد أن يكون شديد الرغبة فيه . وقبل التفكير في مرض مباغت داهم للرضيع ينبغي على كل أم أن تتذكر ماذا تناولت عشية ذلك اليوم ، حيث ان هناك أطعمة من شأنها تغيير طعم الحليب وأن كثيرا من الرضع يكونون شديدي الحساسية بالنسبة لطعم الحليب حتى أنهم يرفضون تناول أي لعقة من حليب طعمه غير عادي الأمر الذي يعرضهم لاضطرابات هضمية إذا ما أجبروا على تناول هذا الحليب بالقوة.

وعليه فإنه من الضروري تجنب الأطعمة ذوات النكهات المميزة مثل الثوم والبصل والملفوف وبعض أنواع الأسماك كما ينبغي على كل أم الإقلال جداً من شرب الشاي والقهوة حيث أن الكافئين يتسرب إلى حليب الأم وبالتالي يرضعه وليدها ويتسبب الكافئين في اضطرابات نوم رضيعها وقلة نومة . كما يجب على الأم عدم استخدام الأدوية المسكنة والهرمونات حيث أنها تتسرب إلى حليب الأم والتي يتناولها الرضيع وهذه الظاهرة تحدث كثيراً . وتسرب المركبات الكيميائية عبر خلايا غدة الثدي يشكل حالياً قضية خطيرة جداً مطروحة على طاولة النقاش.

إن الإنسان يختلف عن كل الأحياء فهو الناطق المفكر الواعي لما يدور حواليه وعليه فقد جعل الله سبحانه وتعالى غذاءه في بداية حياته مليئاً بكل العناصر التي يحتاجها جسمه وسخرها بنسب ثابتة وموزونة في حليب الأم فعلى الأمهات ألا يبخلن على أولادهن بهذا الغذاء الثمين الذي لا يوجد في غذاء آخر. إن وليدك هو فلذة كبدك فلماذا تحرمينه من هذه النعمة التي أنعم الله بها عليك لتمنحيها إلى رضيعك . إن رسولنا محمدا صلى الله عليه وسلم عندما توفيت أمه آمنة لم يعطه جده حليب البقر أو النياق أو الشياه أو الماعز بالرغم من توفر هذا الحليب لدى عبد المطلب بل أرسل حفيده محمد إلى حليمة السعدية لترضعه من ثديها الذي يتوفر في حليبها كل العناصر اللازمة لفلذة كبده محمد صلى الله عليه وسلم.

المصادر:

1 كمال الدين حسين الطاهر: التركيب الكيميائي والخواص الطبية للألبان وأفيوناتها. العمر 2007 الرياض.

2 صبري القباني: الغذاء لا الدواء: دار العلم للملايين الطبعة التاسعة عشرة 1987م بيروت لبنان.


<!-- article-view -->
المصدر: جريدة الرياض ــــأ.د. جابر بن سالم القحطاني
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 404 مشاهدة
نشرت فى 9 نوفمبر 2012 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

939,006

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.