فضل الاستخارة عند وقوع الإنسان في الحيرة والتردد في أمر ما
كثيراً ما يقع الإنسان بالحيرة في عديد من الأمور، ويحتار بأستئنافها أو تركها، أو يحتار في إتخاذ قرار من عدمه، وبالتالي فلطالما كان في ديننا المتكامل الحل لمختلف أنواع أحتياجات الإنسان، فكان لرسولنا الكريم ﷺ الحل لهذا الأمر بصلاة الاستخارة .
فقد رَوَى الْبُخَارِيُّ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي مَوَاضِعَ مِنْ صَحِيحِهِ (١١٦٦) . وَفِي بَعْضِهَا ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ .
وهناك من الناس من يظن أن الاستخارة تكون فقط في الأمور الهامة جداً، كمسائل الزواج أو التقدم لعمل أو لسفر وما شابه ذلك، وهذا خطأ فصلاة الاستخارة مشروعة في كل ما قد يطرأ على الإنسان ويحتار في عمله والمضي فيه، أو تركه،
هذا ما دل عليه الحديث في قول جابر رضي الله عنه كان يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها .
كما ولا يشترط للمستخير أن يرى رؤية في المنام حتى يتأكد له الظن ويمضي في أمره أو يتركه، بل يكفي له الاستخارة ثم المضي في أمره فإن كان خير سهله الله له، ويسر له السبل الموصلة لهذا الأمر فإن شعر المستخير بهذا فيكمل، وإن كان شراً له صرف عنه الأذى أو سد له السبل الموصلة لهذا الأمر تحقيقا لدفع الضر عنه فيترك الأمر،
وفي هذا تحقيق الالتجاء لله تعالى وطلب الرحمة والتوفيق منه، وفيه بيان ضعف الإنسان وحاجته الدعاء لله تعالى في أي شيء من أموره طلباً لبركة الله وتوفيقه، والله الموفق لكل خير .
قناة القلم تيليجرام