قصة وعبرة

 

قرأتُ البارحة قصةً جميلة حدثت في العراق في العام 1956،

حيث افتقد الأستاذ الجامعي تلميذه العبقري في مرحلة الدكتوراة،

فقرر أن يذهب إلى بيته ليزوره فقد اعتقد أنه مريض،

وأنه ليس غير المرض قد منعه عن الحضور إلى الجامعة!

وعندما وصل إلى بيت تلميذه،

وجد أن البيت كله عبارة عن غرفة واحدة متصدعة،

وأن الطالب فقير جداً بشكل لم يكن يتصوره،

وبعد أن قدَّم التلميذ كوب الشاي لأستاذه،

قال له الأستاذ: لماذا لم تعد تحضر إلى الجامعة؟

فقال له التلميذ: العلمُ لا يشتري باقة فجل!

دُهش الأستاذ من كلام تلميذه،

وقبل أن يسأله عن سبب قوله هذا،

سارع التلميذ وقال:

يا أستاذي العزيز لقد شعرتُ بالجوع منذ أسبوع،

ولم يكن معي إلا فلساً ونصف،

اشتريتُ رغيفاً بفلس من الفرن،

وتوجهتُ إلى بائع الخضار أريد أن أشتري فجلاً بنصف الفلس المتبقي،

فقال لي: باقة الفجل بفلس!

فقلتُ له: بامكاني أن أُعلمكَ مسألةً في النحو أو أروي لكَ قصةً في الأدب،

مقابل أن تبيعني باقة الفجل بنصف فلس!

فقال لي ساخراً: علمكَ لا يشتري الفجل!

فعلمتُ أنه على حق،

وقررتُ أن أترك الدراسة،

وأحصل على عمل يمكنني من شراء الخبز والفجل!

لم يُعلق الأستاذ على كلام تلميذه،

وإنما أعطاه خاتماً ذهبياً، وقال له: بِعْ هذا لي!

وتعالَ غداً إلى الجامعة وسنتحدث، وقام وانصرف!

وبالفعل في اليوم التالي جاء التلميذ ومعه ثمن الخاتم،

فقال له الأستاذ: هذا سعر ممتاز أين بعتَ الخاتم؟!

فقال له: لقد بعته في سوق الصاغة.

فقال له الأستاذ: ولِمَ لمْ تبعه لبائع الفجل؟!

فقال له: بائع الفجل لا يعرف قيمة الذهب!

فقال له الأستاذ: وكذلك هو لا يعرف قيمة العِلم!

المشكلة يا عزيزي ليس أنَّ علمكَ ليس له قيمة،

وإنما قد بذلته لمن لا يُقدِّره!

     ........................................................................ 

 

قصة التلميذ وبائع الفجل تتكرر كثيراً،

أحياناً لا نلقى صدىً لما نفعله،

ليس لأن الذي نفعله لا قيمة له،

بل لأننا نفعله مع من لا يُقدِّره!

إذا قدمتَ الحُبَّ ولم تجنِ إلا الشوك،

فهذا لا يعني أن الحُب ليس له قيمة،

وإنما يعني أنك قدمته إلى الشخص الخطأ!

وإذا صنعتَ معروفاً مع إنسانٍ وقابله بالإساءة،

فهذا لا يعني أن المعروف لا يُثمر في الناس،

وإنما يعني أن بعض الناس فقط ليسوا أهلاً للمعروف!

 

اُنظُر أين تضع نفسك أولاً، 

ثم اسأل عن نتائج ما تفعل!

 

القضية كلها ليست كيف وإنما أين؟

ليست متى وإنما مع من!

والسلام لقلبك

 

#أدهم_شرقاوي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 25 مشاهدة
نشرت فى 24 يوليو 2022 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,348

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.