<!--[if gte mso 9]><xml> Normal 0 false false false MicrosoftInternetExplorer4 </xml><![endif][if gte mso 9]><xml> </xml><![endif][if gte mso 10]> <mce:style><! /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} -->
أنا لازم أتغير(من مذكرات مريض نفسى عرف يتغير )
أنا كان عندى حالة اكتئاب مزمن وقلق....دايماً مش مبسوط...علاقاتى بالناس دايماً فيها مشاكل...عندى احساس مزمن من الخوف من بكرة والخوف من الفشل.....دايماً كنت بأقول أهلى هم السبب أنا اتربيت بطريقة غلط...أبويا طول عمره هو اللى بياخد القرار لى ولكل اللى فى البيت بس اخواتى مش زيى هم عرفوا يتصرفوا فى حياتهم ويتغلبوا على مشاكلهم...من غير أى أعراض نفسية...دى أول حاجة طبيبى النفسى لفت نظرى ليها ليه هم اتربوا فى نفس البيئة الأسرية لكن لم يتوقفوا كثيراً عند هذه النقطة...أدركت ساعتها إنى أنا فى عيب أو عيوب....والمشكلة لو 50% أبويا هو السبب فيها يبقى ال 50% اللى باقية أنا المسئول عنها....أنا فعلاً كنت بأخاف منه قوى أو بأخاف أفقد حبه....حسيت إنى شخصيتى ذابت فى علاقتى بيه لدرجة إنى فى وقت من العلاج النفسى بقيت أحس كأنى مش موجود...كأنى ماليش كيان....مش واقف على الأرض...:انى بأتولد من جديد ولازم أبدأ أتعلم المشى....تعلمت من طبيبى النفسى أن أول خطوة فى العلاج هو هذه الخبرة الشعورية الصعبة....إنى أكتشف الحقيقة وإن شخصيتى من الهشاشة لدرجة إن أى ظروف من برة كانت بتكسرنى فما كنتش بألاقى لنفسى حيلة غير الاكتئاب والانزواء....أخد العلاج وبعدين أتحسن والأعراض تتلاشى وأرجع أجمع نفسى تانى على نفس المشاعر والأفكار السلبية جوايا....يعنى كنت بلم جرحى من غير ما أنضفه....كنت خايف من خبرة فتح الجروح القديمة...هى فعلاً كانت خبرة مؤلمة إنى ألاقى نفسى كأنى طول السنين اللى فاتت كنت عايش فى وهم وإنى لسه محتاج أبنى شخصيتى....ساعدنى طبيبى النفسى فى البداية لحل كل مشكلة....مشكلة مشكلة....بس كان لازم ييجى الوقت وأتعلم إنى بعد شوية لازم أكون طبيب لنفسى...لازم أتعلم اللى يخلينى أعرف أعيش وأكمل لوحدى مهما قابلتنى مشكلات فى حياتى....هنا وقفت وقلت أنا لازم أتغير....طيب أتغير إزاى....حأقول لكم أنا اتعلمت إيه ...
1- كان لازم أفهم حقيقة مشاعرى...أنا كثير كنت أعانى من لخبطة فى نظام الأكل...كنت ساعات أكل كثير لدرجة إنى يحصلى مشاكل زى القئ والاسهال من كتر الأكل وساعات كنت أرجع بنفسى علشات أرتاح من التخمة اللى بتحصل لى...ما كنتش متأكد ساعتها أنا جعان واللا لأ...بس كنت بأحس إنى لازم أعمل ده وماأقدرش أمنع نفسى عن كده وساعات كنت أحس إنى ما ليش نفس للأكل خالص ويبقى عندى شعور بالغثيان لو شفت الأكل....تخيلوا إن دى كانت بتعكس مشاعرى...لما كنت بأغضب وخاصة من سلطة أبويا وضغطه على عمرى ما كنت أعترف لنفسى إنى مضايق منه....فكنت أكل بشراهة شديدة وكأنى بأبلع خبرة الغضب وبأحاول أهضمها ولما ما ماأقدرش يبقى أتقيأ هذه المشاعر يمكن أحس بالراحة....وكمان لما بأتضايق من نفسى ما كنتش أحب أشوف الشعور ده...مش عايز أشوف نفسى ضعيف ومن غير شخصية...فكنت أكل كتير لنفس السبب...ولما المشاعر الغاضبة كانت بتزيد أوى جوايا....كنت أوصل لمرحلة الكراهية لأبويا ولنفسى...فبدل ما أعيش الخبرة دى كنت بأكره الأكل وكأنى بأرفض أبويا وأرفض نفسى....أول حاجة اتعلمتها إنى بأستخدم الأكل كرمز للمشاعر....طيب ليه ما نعيش مشاعرنا الحقيقية علشان نعرف نسيطر عليها ونضبطها....وليه الحب وليه الكراهية...مانبص للحاجة على بعضها...أبويا فيه حاجات حلوة وحاجات مش حلوة زى أى بنى أدم وأنا فى حاجات وحشة وأكيد عندى حاجات حلوة زى أى بنى أدم...بس أنا مش بأعرف أشوف الحاجة على بعضها....طيب هو ده عيبى أنا واللا عيب أبويا....لأ أنا مسئول عن ده بنسبة مش أقل من 50%.
طيب كانت إيه الارشادات علشان أتغلب على ده؟
لازم تعيش مشاعرك وتتحمل خبرة الألم...إزاى؟...أول ما تحس برغبة الشراهة فى الأكل أو رفض الأكل...حاول تروح على سريرك....غمض عينيك....ركز على مشاعرك وعلى ما تشعر به من غضب أو حزن.....لاحظ انفعالاتك وتأثيرها على النفس وضربات القلب ....ركز وإعرف إيه اللى مضايقك....أرصد الموقف السابق لرغبة الشراهة فى الأكل والذى أدى بك إلى هذه المشاعر...دون ذلك فى نوتة يومية وضعه تحت بند رصد المشاعر...والأن هل أدركت خبرتك الشعورية....غضب....حزن....ضيق....ملل....دون الموقف الذى يسبق هذه المشاعر....
ولاتنسى العلاج السلوكى لمشكلة الأكل:
فى النوتة اليومية تحت بند متابعة الوزن والعادات الغذائية:
-دون كل حاجة بتاكلها أو بتشربها فى اليوم-هل انتابتك نوبات الشراهة (دون كل مرة يحدث فيها ذلك...هل حاولت أن تمنع نفسك ولم تنجح....؟
احذر اليأس لأنك لم تنجح فى منع نوبات الشراهة رغم أنك أصبحت تعى مشاعر الغضب...مازالت قوتك النفسية فى مرحلة البناء...ومن المتوقع أن تعود لك نوبات الشراهة من وقت لأخر...لكن إياك أن تعود للخلف وتختار الحل السهل وتمتنع عن فكرة العلاج....تذكر أنه ليس علاج بل هو بناء لشخصيتك وذاتك الهشة...إنها مرحلة لتبدأ الحياة كما يعيشها الأخرون أو كما تحب أن تعيشها أنت..
والأن تذكر...تأكل لما تكون جعان فقط....لو انتابتك نوبة الشراهة توقف عن الأكل وقاوم الرغبة فى القئ بعد نوبة الشراهة لأنها تسبب مزيد من النوبات....تجنب الوجبات السريعة كثيرة الدسم....أكثر من الخضروات والفاكهة....قد نحتاج لطبيب متخصص فى التغذية لضبط السلوك الغذائى بجانب العلاج النفسى....
2- كان لازم أغير طريقتى فى التفكير....كثير أوى من الحاجات اللى كانت بتحصل فى حياتى من أحداث أو تصرفات من الناس كنت بأفسرها بشكل شخصى وفى الغالب كل اللى كنت بأفسره كان محطم لذاتى وده كان بيخلينى أدخل فى حلقة مفرغة من الشعور بالحزن ومزيد من التفكير وتفسير الأمور بشكل شخصى وسوء تأويل للأحداث والتركيز على الخوف من الحسد لأن الناس بتغير من بعض وما حدش بيحب حد وما حدش بيحبنى ...ما كنتش قادر أبداً أكسر الحلقة دى حزن-سوء تأويل-حزن وهكذا....وهنا من خلال العلاج عرفت إنى لازم أكتشف هذه الأفكار وأعرف إزاى أسيطر عليها وأغيرها...كانت إيه الأفكار دى؟ -لازم الناس تحبنى ولازم الناس تقدرنى وتشكرنى على كل اللى بأقوم بيه...لو الناس انتقدتنى علطول أتوماتيك ده كان معناها إنى مش محبوب أو شخص غير مرغوب فيه...عمرى ما كنت بأراجع الفكرة وأختبر مدى صحتها....- دايماً كنت مقتنع إن الأفكار والمشاعر دى بتحصل غصب عنى ودى كلمة كنت دايماً بأكررها أثناء العلاج..أعمل إيه ده بيحصل غصب عنى...كان الرد وفين إرادتك تقدر تسيطر عليها لو أنت عايز تتغير وأنا فعلاً كنت عايز أتغير - كانت فكرتى دايماً عن نفسى إنى ضعيف ومحتاج صديق أقوى منى بيعرف يتصرف سند لى فى أى حاجة أعملها أو أى قرار بأفكر إنى أخذه...- اكتشفت إنى دايماً كنت بأفكر إنى لازم أكون صح طول الوقت....صح من وجهة نظر مين؟ ما أعرفش بس المهم إنى ما أغلطش...وما حدش يقول إنى غلطان....وأى حاجة ح أفكر أعملها لازم أنجح وأتفوق فيها بشكل يعجب كل الناس...وده كان بيخلينى دايماً أجل كل حاجة أفكر أعملها أقعد أيام وشهور أفكر أعملها إزاى وإزاى تكون متقنة من غير غلطة...وعلشان كده توقفت كتير وما عملتش حاجة تقريباً...وعلى فكرة الناس اللى كنت مستنيهم يقدرونى ويشيدوا بنجاحى كانوا فى الأصل أبويا...لكن أنا عملت نوع من التعميم كان معناه لو الناس ما عجبهاش نجاحى يبقى ده كان بينشط خبرتى المؤلمة اللى كانت مع أبويا....كنت لو نقصت درجة بس من الأوائل عمره ما كان يقول لى برافو كان يقول لى طيب ليه ما طلعتش الأول؟ فكان مفهومى إن النجاح بتاعى ده مش نجاح...مش بأقولكم أبويا مسئول عن 50% من مشكلتى...بس أنا صدقت والموضوع كبر معايا...فأنا مسئول عن ال50% اللى فاضلين واللى من خلالهم ممكن أتغير ودنيتى كلها تتغير....يعنى أنا اللى ممكن أتغير لكن ما ينفعش أغير الكون من حولى.- دايماً كنت بأجلد ذاتى....كل خطأ أعمله أبكت نفسى بالساعات والأيام وأحس بالذنب...خاصة لو قلت لحد لأ على حاجة وحسيت إنه زعل...عارفين مين اللى كان بيجلدنى لو حسيت إنى زعلت حد؟ صورة أبويا اللى اتكونت جوايا أثناء الطفولة وكبرت معايا وبرضه عملت تعميم فأى موقف أقول فيه كلمة لأ....ينشط الخبرة القديمة مع أبويا لما كنت أرفض حاجة عايزنى أعملها....كلامه كان بيوجعنى أوى...كنت بأحس إنى أسوأ إنسان فى الدنيا...بس برضه أنا مسئول عن ده-كنت مقتنع إن السعادة لاتتحقق إلا من خلال الأحداث الخارجية....يعنى عمرى ما عرفت أصنع سعادتى بإنى أعرف أعمل الحاجات اللى تسعدنى...دايماً كنت أدور على اللى يسعد الناس علشان ينبسطوا فيقولوا على كويس .كمان كنت فاهم إن سبب حزنى من برة مش من جواى أنا...وطبعاً بما إن برة مش بتاعى ولا لى سيطرة عليه عمرى ما عرفت أحس بالسعادة دايماً الكأبة كانت جزء من حياتى.وطبعاً كنت عايز دايماً الناس تعمل اللى يسعدنى يعنى لازم يتصرفوا زى ما أنا شايف وطبعاً ده كان مستحيل علشان كده علاقتى بالناس كانت دايماً فيها مشاكل.كان الأسهل دايماً إنى أهرب لو واجهت أى موقف فيه مسئولية ولو حصل وكنت مضطر أواجهه كان ييجى لى قلق شديد ولازم أخد أى علاج للقلق علشان أعرف أكمل ولو النتائج كانت على عكس توقعاتى بأحزن حزن شديد وأقرر إنى أتجنب أى موقف زى ده مرة ثانية...
وللحديث بقية لنتعرف على الطريقة التى غير بها أفكاره....
د.نهلة نور الدين حافظ
أخصائى الطب النفسى
ساحة النقاش