<!--<!--<!--

هل أوافق على الزواج من هذا الرجل؟ هل أرتبط بتلك الفتاة؟....سؤال يرد إلى كثيراً ويبدأ صاحب الاستشارة فى سرد بعض الصفات الخاصة بمن يقدم على الإرتباط به..وفى كثير من الحالات بعد أن أعرف هذه الصفات يكون ردى فلنستخير ثم نتوكل على الله...لأننى فى كثير منها لا أرى سوى المخاوف الطبيعية من الحياة الجديدة التى يمر بها من يقدم على الزواج...لكن فى بعض الأحيان أرى أنه لابد من إعادة النظر والتفكير ملياً قبل إتمام مشروع الزواج وذلك عندما تشير الصفات المذكورة إلى شخصية دعونا نصفها مجازاً بالشخصية المسيئة وهى الشخصية التى تكثر من الإساءة للأخر نتيجة لإضطراب ما يكون خفياً فى الغالب ولايتضح إلا فى العلاقات الوثيقة وما من علاقة وثيقة تتضح فيها الإضطرابات النفسية الخفية والكامنة مثلما يكون فى علاقة الزواج.لكن ما هى الشخصية المسيئة؟وماهى علامات هذه الشخصية التى قد لايستطيع صاحبها إخفاءها -مهما حاول جاهداً-فى الأيام الوردية للإرتباط وهى أيام التعارف التى تسبق الإرتباط الرسمى والتى يتجمل فيها كل شخص ليظهر أجمل ما عنده فإذا ما انقضت تلك الأيام بعبيرها هبت رياح الحقيقة الدامغة لتصدم الطرف الأخر ليقف حائراً  يندب حظه ندماً ليقول مش ده شريك حياتى اللى اخترته. إذن للشخصية المسيئة علامات يمكن التعرف عليها وإن وجدت فليتوقع الطرف الأخر أنه قد يتعرض فيما بعد للإساءة من الأخر بكافة أشكالها وهى الإساءة الجسدية والعاطفية والمادية والجنسية.مع العلم بأن هذه الشخصية فى كثير من الأحيان يكثر من الإتذار للأخر ويسهب فى تفسير سلوكه  المسئ  بل ويصف سلوكه بأنه بسبب حبه الشديد للطرف الأخر وهذا لايعد خداعاً بقدر ما يشير إلى جسامة الإضطراب النفسى والسلوكى. والأن فلنتعرف معاً على هذه الصفات التى تشير إلى هذه الشخصية :

1-      الغيرة المفرطة: فى بادئ الأمر سيحاول هذا الشخص جاهداً أن يقنع الطرف الأخر أن الغيرة هى أحد علامات الحب مع أنه فى واقع الأمر الغيرة المفرطة لاتعنى إلا حب التملك و إنعدام الثقة..وسيبدأ فى سؤال الأخر مع من تحدث خلال اليوم واليوم السابق والسابق....ويتطور الأمر لتصل الغيرة من الأهل والأصدقاء أو الزيارة المفاجئة للأخر فى مكان عمله أو عند صديقه ليتأكد من صحة أقوال المتهم..أقصد شريك حياته الذى لايثق به ويستشعر فيه الخيانة دون سند أو مبرر سوى صراعات نفسية بدات منذ طفولته المبكرة عند تكوين علاقته بالأخر فى الحياة..وقد يزداد الأمر سوءاً فيكلف هذا الشخص من يقوم بمراقبة شريك الحياة أو ربما يتفرغ هو نفسه لهذه المهمة.

2-      التسلط والسيطرة: يبرر غالباً صاحب هذه الشخصية رغبته فى السيطرة على الأخر بأنه يخاف عليه ولايفعل ذلك إلا لأنه يود حمايته....لأن هؤلاء مثلاً يودون خداعه وهو أعلم منه بذلك..وقد يفسر سيطرته بأنه يرغب فى أخذ القرارات الصائبة من أجل حياة أفضل لهما...وقد ينتابه الغضب الشديد حينما يحيد الأخر عن الطريق الذى يرسمه هو بأفكاره وأرائه..فأنت تنفذ ما أريد إذن أنا أحبك أما إذا لم تمتثل فأنت عدو لى....وتحدث أيضاً نوبات الغضب الشديد حينما يتأخر الطرف الأخر عن ميعاد تم الإتفاق عليه لزيارة ما أو نزهة ما أو حتى ميعاد لاتصال هاتفى...وتبدأ الأسئلة...لماذا تأخرت؟ أين كنت؟ ماذا كنت تفعل؟...وقد يزداد الأمر سوءاً ليكون التسلط حتى فى ملبسك ومظهرك بل وماذا تأكل وماذا يجب أن تتجنب من أطعمة...وإلا سيحل عليك الغضب.

3-      التوريط فى الإرتباط...عرفته وتزوجته فى بضع شهور ..أوعرفتها وتزوجتها فى بضع شهور...أقنعنى أو أقنعتنى أننى الشخص الوحيد الذى يمكن أن تتحدث إليه...لم أشعر بما أشعر به الأن مع أى شخص أخر....أشعر كثيراً بالذنب فى علاقتى معها...أو أشعر كثيراً بالذنب فى علاقتى معه...إنه يرتاح إلى أو إنها ترتاح إلى..أصبحت أنا الملجأ والملاذ لها أو له....كيف أتخلى عنه أو عنها...إنه بحاجة إلى...أو إنها بحاجة إلى....ويتم الإرتباط...وكيف بنيت هذه العلاقة؟ بنيت على أن صاحب الشخصية المسيئة تهفو نفسه دوماً ليجد من يثق به ويحنو عليه ويعوضه عما فاته من حنان وحب وثقة..ويسقط هذه الإحتياجات على من يتعرف عليه أحياناً دون تمييز..فيتوهم أنه أخيراً وجد الإستقرار النفسى والعاطفى لكنه فى الواقع يعانى اضطراباً جسيماً يحول بينه وبين إقامة العلاقات الحقيقية فسرعان ما يتبدل الحال بعد الزواج وتلقى صراعات الماضى بظلالها من إنعدام الثقة وإضطراب المشاعر وتبدأ الإساءة لمن تورط فى زيجة بنيت على أوهام.

4-      التوقعات الغير واقعية: يتصور صاحب هذه الشخصية أنك ستكون دوماً رهن إشارته لتفى بكل إحتياجاته العاطفية والمادية دون النظر لأى إعتبارات أخرى..فأنا دوماً رقم 1 فى حياتك ولا توجد أولويات أخرى مهما كانت الظروف....لن ترى فى الحياة سواى ..أنا قبل العمل..أنا قبل العائلة أنا قبل الأولاد ..

5-      عزلك عن الأخرين: لكى يحكم صاحب الشخصية المسيئة سيطرته على الأخر فلابد أن يعزله عن أى شخص أخر خوفاً من أن يتلاعب بأفكاره ويعدل فى توليف رأسه التى بذل فيها جهداً ليضبطها حسب هواه...لذلك سيتهمك دائماً  بإتهامات مثل...أنت شديد الإرتباط بأمك وعائلتك بشكل يثير الريبة...هم يؤثرون عليك..أو أنت شديدة الإرتباط بعائلتك......الخ...أنت تفضل أصدقاءك على أو أنت تفضلى أصدقاءك على....بل وصل الأمر فى حالة من الحالات إلى  أن الزوجة إتهمت زوجها بأنها تشك فى علاقات شاذة بينه وبين أصدقائه..وإلا فلماذا كل هذا الإرتباط بهم على حد قولها.

6-      لوم الأخرين على ما يعترض طريقه من مشاكل: إنه يبحث دوماً على من يصب عليه اللعنات...أما من شماعة أعلق عليها كل ما أنا به؟..أنت السبب..أنت من تعكرين صفو البيت فلا أستطيع التركيز فى عملى..ها أنا قيد التحقيق بسبب عدم إهتمامك بى...فى لحظة ينهار ما يدعيه من حب ليكون شريك الحياة سبباً مباشراً فى كل ما يصيبه من محن.

7-      كثرة اللوم لشريك الحياة على ما يعتريه من مشاعر سلبية: أنت السبب فى حزنى وضيقى..أنت لاتنفذى أو أنت لاتنفذ ما أقوله لك....أنت تتعمدى أو أنت تتعمد مضايقتى...صاحب الشخصية المسيئة دوماً يفعل ما يريده هو..لكن يستخدم مشاعره السلبية ليتلاعب بالطرف الأخر فيبقيه دوماً فى حالة من الربكة والشعور بالذنب..إنها أيضاً محاولة لإحكام السيطرة.

8-      الحساسية المفرطة: أنت تشعر أنك تتحسس كلماتك قبل أن تنطق بها فأنت لاتعرف كيف سيفهمها وكيف سيستخدمها لتكون مذنباً أو متهماً..أصبحت تشعر بالقلق وتفكر فى كل كلمة..أصبحت مقيداً ولسانك معقوداً لئلا تنطق بما يعكر مزاجه.

9-      لايتحمل الأطفال...بل ويكثر من عقوبتهم ولاينتهى منها إلا برؤية بكائهم..وربما يشعر بالذنب بعد ذلك.

10-   استخدام الجنس كوسيلة للتلاعب بالطرف الأخر...فإذا ما كنت راغباً ألقى بك وأهملك وإن كنت عازفاً غضب عليك وصب عليك اللعنات.

11-   العدوان اللفظى..وهذا لايعنى السب بقدر ما يعنى الكلام الموجع والنقد اللازع : فأنت لاتعرف كيف تتصرف فى أمور الحياة...أنت لست طموحاً...أنت لست مثل من أعرفهم ممن فعلوا الكثير ..أنت لاتعرف كيف تتخذ قراراً..أنت تابع لأهلك وأصدقائك ولا تتصرف بدونهم...أو ربما لم تكن لتحقق ما حققته من إنجازات لولا وجودى معك فى الحياة...ومن الطريف أن هذه الشخصيات قد تتذكر أمراً ما وتثور ثورتها بينما شريك الحياة مستغرقاً فى النوم لكن هيهات أن تنام فلتستيقظ لنبدأ جولتنا فى معركة كلامية شرسة....وإذا انصرفت لتنام....ياللا قوم أنا لسة ما خلصتش كلامى.

12-   التغيرات الحادة فى الحالة المزاجية: مش عارفة هو ده مجنون واللا إيه...مش عارف هى دى مجنونة واللا إيه؟ كان لطيف جداً منتهى الحب والرومانسية أو كانت لطيفة جداً منتهى الحب والرومانسية...وفى دقيقة تبدل الحال وانفجرت نوبة الغضب العارمة وهذا يتكرر كثيراً...هو أنا قلت حاجة زعلته؟ واللا أنا قلت حاجة زعلتها؟...مش عارفة.. أومش عارف..إطلاقاً لم تقل شيئاً غريباً كل ما هنالك أن تقلبات المزاج الحادة ترجع إلى الحساسية المفرطة وأنك لست ماهراً بعد لتتحسس كل كلمة قبل أن ينطق بها لسانك...

13-   معروف عنه أنه كثير الإساءة...سمعت عنه من خطيبته أو زوجته السابقة أنه كان يفعل الكثير حتى أنه كان يضربها أو سمعت عنها أنها شخصية مزاجية حادة المزاج..لاتتصور ولاتتصورى أن الشخصية المسيئة ستتغير بتغير الأشخاص فمن أساء لغيرك حتماً سيسئ إليك.

14-   كثرة التهديد...بإنهاء العلاقة..بترك المنزل..بالضرب...بالقتل...بتكسير الرقبة...ثم ما يتبعه من إعتذار إن ده كلام عادى يقال عند الغضب.

15-   محاولات الإرهاب من أجل الخضوع والإذعان: وكيف يكون الإرهاب...بتحطيم ممتلكاتك...بإلقاء شئ صلب فى إتجاهك أو بالقرب منك..بغلق الباب بعنف...بقيادة السيارة بسرعة جنونية..ولا أنسى مطلقاً زوجتين كانتا الأغرب فى العيادة النفسية فهذه أشهرت سكيناً تجرى به خلف زوجها فى المنزل مهددة إياه بالقتل أمام أطفالها إذا لم يكف عن مشورة أمه فى كل أمر من أمور الحياة...وأخرى قامت بدفع زوجها أرضاً وكسرت ذراعه لأنه مش بيسمع الكلام.

16-   استخدام العنف والقوة...الجذب من الملابس...الدفع نحو الحائط والضغط حتى يستمع إليه الأخر..التقييد مثل الحبس لعدم مغادرة المنزل أو فى أبشع الصور التقييد بالحبال فى غرفة لعدم مغادرتها


وكل ذلك.....يتبعه الإعتذار...والإعتراف بأننى أحبك ياحبيبتى أو أننى أحبك ياحبيبى ولا أستطيع البقاء بدونك.


ما من شك أن الحياة الزوجية بشكل عام بها الأوقات الحلوة والأوقات الصعبة...لكن الشخصية المسيئة لاتوجد معها أوقات حلوة على الإطلاق...فالعلاقات الزوجية السوية تبنى على الثقة والإحترام المتبادل والحقوق والواجبات والإيثار فى بعض الأحيان...لكنها قط ما بنيت على القوة وفرض السيطرة...السيطرة داء يحتاج لعلاج..بيد أن صاحبه دوماً لايرى داءه فلايطلب دواءه.

 

المصدر: New Beginnings A Women's Crisis Center - Laconia, NH بالإضافة للخبرات الخاصة من العيادة النفسية
  • Currently 55/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 1057 مشاهدة

ساحة النقاش

د.نهلة نور الدين حافظ

Mostasharnafsi
موقع يهدف لنشر الوعى بالصحة النفسية والتدريب على مهارات تطوير الذات من خلال برامج العلاج المعرفى السلوكى السيرة الذاتية: الاسم: نهلة نور الدين حافظ الجنسية: مصرية الحالة الاجتماعية: متزوجة وأم لطفلين المؤهلات الدراسية: ◊ بكالوريوس الطب والجراحة-قصر العيني- دفعة ديسمبر 1993-تقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف. ◊ ماجستير الطب النفسي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

368,586