مجلة مشكاتي للشعر ..... للشاعر هشام عوض

 

♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠ ♠ 

 

 ♠ ♠ ♠ مين يشتري الورد  مني ♠ ♠ ♠ 

 

 ♠ ♠  الحياة تحتوي على قصص ، مهما أَبدع خيال الكاتب فهو لن ينسنج مثلها ، وقصتنا الليلة قد تتشابه مع أُخريات في بعض الأحداث ، إلا أنها تنفرد عن غيرها في بعض المواقف ، ففي بيت بسيط يعيش رجل يعمل فراشاً في إحدى المكاتب التجارية وهذا الرجل له زوجة وخمسة أبناء ، بنت كبيرة تمتاز بجمال لا يمكن أن تخطأه العين أنوثه واضحة سببت لها الكثير من المشاكل ، في المدرسة أو حتى في الطريق العام ، ولكنها لا تشعر بهذا فهيى تعيش في بيت صغير وفقير ، وليس لديها خزانة ملابس فهي تعلق ما لديها من فستان وبنطلون وبلوزة على مسمار على حائط الغرفة التي تنام بها مع باقي الأخوات والأخوه ، حتى ملابسها الداخلية القليلة هي أيضاً على الحائط معلقة ، أنهت فوراً الأن دراستها وحصلت على دبلوم التجارة ، وعادة يكون هذا هو الطريق المختصر للخروج بسرعإ الي سوق العمل ، للبعض الذين لا يستطيعون مواصلة الدراسة الجامعية ، وتنفس الأب الصعداء فقد ذهب عنه حمل أحد الأبناء وهي الأن سوف تعينه على تربية باقي الأبناء ، وفوراً ذهب إلي صاحب الشركة التي يعمل بها ومعه صورة الشهادة الدراسية الؤقتة للإبنه ، وتوسل اليه أن يعينها معه في الشركة حتى تكون تحت عينه وتعينه على المعايش ، إبتسم صاحب الشركة  وطلب منه إحضار الإبنه لمقابلته ، فرح الأب بشدة وأبتسم بسعادة خصوصاً بعد أن تذكر أن إبتسامته هذه لأول مرة منذُ شهور ،  ولما عاد إلي البيت طلب من الإبنه أن تحضر نفسها لمقابلة صاحب الشركة ، وهنا كانت المشكلة فليس هناك ثياب لديها تليق بهذه المقابلة ، أو بالعمل في  شركة محترمه، إلا أن الأم قالت لها  ، مفيش مشكلة ، تعالي معي ، وأخذتها إلي محل بيع الذهب ، وباعت ما في أذنيها من حلق والذي يعتبر هو كل ثروة الأم ، وذهبت بالبنت إلي سوق لبيع الملابس الشعبية المستعملة (يسمى في مصر سوق الكانتو) ، وقالت لها تخيري لكِ فستان وحذاء ، ولكن إنتبهي فنحن لا نملك من المال الكثير ، فعلاً إشترت البنت لها فستان وحذاء ، ولاحظت الأم أن الجميع ينظر إلي البنت نظرات لا تخطأها عين المرأة المجربه ، عادوا إلي البيت والبنت فرحة ، ونظر الأب إلي أذن الأم فعرف من أين جاءت النقود ، وفي الغد إرتدت البنت ملابسها وكأنها أميرة كأميرات الحكايات خرجت من إحدى الكتب الأن ، وذهبت إلي الشركة مع أبيها ، ونظر الموظفين إليها نظرات كلها إشتهاء ، وقال بعضهم معقول كل هذا الجمال عند عم أحمد الفراش ، وعندما دخلت مكتب صاحب الشركة طلب من عم أحمد أن يحضر لها عصير ،  وأيضاً شعر صاحب العمل كم هي جميلة ، وجمالها غير ذلك الجمال الذي يحتاج إلي مُكملات حتى يشعر به الأخرين ، ولما إنتهت المقابلة طلب منها أن تنتظر في غرفة السكرتيرة بعض الوقت ، ثم طلب عم أحمد الأب ولأول مرة قال له إجلس يا عم أحمد ، فتعجب الأب وقال العفو يا سدنا البيه ، ولكنه كان متلهفاً لمعرفة رأي صاحب العمل فيها ، وقال له بدون مقدمات ، عم أحمد أنا أريد الزواج من إبنتك ، دهش ولمعت عين عم أحمد من المفاجئة وقال إحنا نطول يا سدنا البيه ، قال له قبل أي شئ يجب أن تعلم أني رجل لا ينجب أولاد ، أجريت تحاليل في كل العالم ، وأخذت جميع الأدوية ولا نتيجة ،  أرجو عرض هذا الأمر عليها وعلى زوجتك ، وإذا وافقت فإني سوف أمهرها ب 100 الف جنية أدفها لك فوراً ، وأكتب لها مؤخر 100 الف جنيها مثلها ، ولا أريد منك أي تجهيز لها ، فأنا عندي فيلا فاخرة ، وسوف أأخذها بما عليها من ملابس ، وأترك لكم أسبوع للتفكير ، ولما عاد عم أحمد إلي البيت ومعه إبنته ، وتعجبت الإبنه أن أباها لم يتكلم طوال الطريق كلمة وأحدة ، فهو كان مشغول بنتيجة هو قد وصل اليها ، حيث أن هذا العرض لا يرفض من عاقل ، ولكن ما قول الإبنه ثم رأي الأم ، ولما وصلا إلى البيت أخذ زوجته في ركن البيت وأخبرها ، وقال لها قبل أي قرار منك ، ضعي أمامك 100 الف جنية ، لن نصرف منهم شئ على أي جهاز أو حتى ملابس ، هذه النقود تعيننا على العيش الكريم ، وتربية الصغار والخروج بهم من هذه الحارة إلى شقة معقولة ، قالت الأم قبل أي رأي لي أو لك يجب أن نسأل البنت ، وأحضر الأب البنت وقال لها أن عمرك الأن 18 سنه وهناك عريس تقدم لكِ عمره 36 سنه أي ضعف عمرك وهو رجل شريف وصادق ، حيث قال لي أنه لا ينجب وطلب رأيك علماً بأنه سيمهرك فوراً بـ 100 الف جنية ومثلهم مؤخر ، ولا يريد جهاز ولا حتى ملابس لكِ ، فسوف يتكفل بكل شئ وهو يملك فيلا كبيرة وجميلة ، وقالت لها الأم هذا عرض لا يرفض ولكن هل تصبري على عدم وجود أولاد ، فجأة صرخت البنت العروس وقالت أأتي بأولاد ويعيشون كعيشتنا هذه من أخر مناسب لي في العمر ، أو ُأحرم منهم وأعيش أنا حياة سعيدة بعيدة عن الفقر ،ولا أضطر في يوم من الأيام أن أبيع ما عندي لأشتري لأولادي ملابس تسترهم ، يا أبي من دون أن أعرف من هو ، أنا موافقة بل سعيدة بهذا الأمر ، قال لها الأب إنه عاصم بك صاحب الشركة ، قالت أنه رجل مهذب ومحترم في كلامه وأنا موافقة بالعشرة ، وتم الزواج وذهبت إلي قصر زوجها الثري ، وبصبر منه معها عودها على حياتها الجديدة التى لم تكن متعودة على مثلها ، وكانت تعلم أنه إشترى جمالها للمتعه بها فقط ولن يعطيها مقابل إلا حياة رغده ، لذلك كانت لا تقصر في إبراز جمالها له ليتحقق له ما يريد ، وهي تعلم أنها لن تحصل على ما تتمناه كل إمرأة وهي في فراش زوجها ، أن تكون أماً ، فهي قد قرأت أن الزوجة وهي مع زوجها تصرخ بصمت ليس مت المتعة فقط بل وتقول إمنحني أمومه ، إلا أنها كانت تقول دائماً لنفسها لا يأخذ الإنسان من الدنيا كل شئ ، فأنا بحياتي هذه وقدر الله لي راضية ، ومضى الوقت فإذا الأمومه في داخلها تصرخ ، وهي في كل مرة تسكتها ، حتى رأت الخادمة التي دخلت معها البيت لخدمتها تزوجت وأنجبت ولد وبنت ، تتحصر من داخلها كلما ترهما يتعلقان بزيل ثوب أمها ، وهنا سألت نفسها سؤال ، يا ترى من أسعد  حالاً في هذه الدنيا أنا أم هي .

 

♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 39 مشاهدة
نشرت فى 1 ديسمبر 2018 بواسطة Meshkaty2

عدد زيارات الموقع

103,186