قصة قصيرة
صحوة ضمير
كانت عيناهما تحدق فيها ذهاباً وإياباً , ترقب خطواتها , نظراتهما تخترق الحجاب الذى ترتديه توقفت كل الحواس لديهما كما غاب العقل والضمير معاً . أصبحت النشوة والرغبة تتملكهما كل منهما يرضى غريزته ويشبع رغبة بداخله. عادت ذات يوم فى طريقها إلى المنزل . نظر كل منهما إلى الآخر اصطدمت عيناهما وهز كل منهما رأسه أنها البداية.. نظرت إليهما ملامحهما جامدة ترتسم عليهما خيطان رفيعة من العرق. شد إنتباهها ملابسهما الرثة ورائحتهما العفنة. اقترب كلُ منها شيئا فشيئا , تسمرت مكانها , أخفت كفيها داخل حجابها , صارا بمقربة منها .. نظرت مرة أخرى: ماذا تريدان ؟ بدا كل منهما يتلعثم فى صمت.. قالت مرة أخرى : إذا كان هدفكما السرقة, فلكم حافظتي بها نقودي وهذا مصاغي و....... قاطعها أحدهما وهو يتلوى
: نحن لا نريد نقوداً ولا مصاغاً بقدر ما نحتاج إليكِ. لوحت بيدها وهى توقف زحفهما
: الآن عرفت ماذا تريدان, دون عنف أو ثورة, إنما لى مطلب واحد !! صرخ أحدهما وقد نفذ صبره: لكى ما تريدين . أشارت بأصابعها: قبل أن يمسسنى أحدكما أريد أن تقطعوا لسانى . همس الآخر مندهشا : هل تصدقين القول ؟! قالت: نعم إن لسانى, لم يكف عن ذكر الله . نظرت إلى الآخر وقد تغيرت ملامحه وهدأت ثورته, واختفت خيطان العرق خلف دموعه التى تغسل وجهه, بدأ كل منهما يجر الآخر وهما يتعثران بالأرض تارة, ويتخبطان ببعضهما البعض تارة أخرى, حتى غابا عن بصرها , ابتسمت ورفعت يدها صوب السماء .
مجدى متولى إبراهيم