مجلة مشكاتي للشعر ..... للشاعر هشام عوض

 

أضعنا في مواطننا الأمانه

لم الحكّام في وطن العرب***أساؤوا الحكم فانتــشر الشّغــب؟

يمارس جلّهم قمعا رهيبا***وفي أوطانهم كثر العـــــــــــــجب

وأمّا الغرب فالحــكّام فيه***يسوســــــــــــون الخلائق بالأدب

تراهم في تعاملهم عظاما***وليسوا في التّســــــــــلّط كالعرب

سقطنا كالقذارة في المجاري***وصرنا في الحرائق كالحـطب

////

تحيط بنا الوساوس والكآبه***فنشعر بالحنيـــــــــن إلى الكتابه

ونسأل هل هناك بزوغ فجر***يردّ على التّــــــــرقّب بالإجابه

ولولا فسحة الأمل انفجرنا***بفعــــــــل اليأس في نفق الرّتابه

وإنّ اليسر بعد العسر آت***فنخـــــلـــع ما يــــــعدّ من الرّقابه

ونحيا كالطّبيعة من جديد***فتزهر في ضمــــائرنا المهــــــابه

////

أنا العربيّ أرفــــــض ما أراه***وربّ الــــــــنّاس لا ربّا سواه

أريد عزائما بالعــــــلم تحيا***ورؤيتها تجــــــــــــــــدّدها رؤاه

فما الإسلام إلاّ دين حــــقّ***ومن عـشق الزّنى أرضـــى هواه

كأمّتنا الّتي فقــدت هداها***فكدّر عيشها الصّـــــــــــــــمد الإله

وجرّدها من التّقوى فضلّت***وقد عكست ضلالتها الجــــــــباه

////

أفكّر في التّعلّم والدّراسه***ويحزنني التّأمّل في الــــسّــــــياسه

تلوّثت الثّقافة في بلادي***فأضحت في النّوادي كالــنّجاســــــه

ومن عشق المعارف صارعبئا***وظلّ مراقبا تحت الحراســه

كأنّ طبيعة التّفكير أمست***سبيلا في الحياة إلى التّـــــــــعاسه

ومن ظنّ التّحرّر مستحيلا***فذلك قد تشبّع بالخـــــــــــــساسه

////

تسوس شؤوننا نخب الحثاله***لتقذف بالشّـــــــباب إلى البطاله

توارثت المناصب والمعالي***وتلك برأيهم قيم الأصـــــــــــاله

ونحن كما ترانا منذ كنّا***نغيش على التّملّق والعمــــــــــــــاله

نقبّل في الرّؤوس وفي الأيادي***ونرمـــى في القمامة كالزّباله

وتلك ضوابط دأبت علـــــــيها***إدارتنا المليئــــــــــــة بالحثاله

////

نفتّش كالكلاب على القمامه***ونرضــــــــى بالإهانة والملامه

ونسرع كالذّباب إلى المجاري***لننعم بالقذارة في القـــــــمامه

وإن هجم اليهود على الأهالي***رفعنا راية نرجوا السّــــــلامه

وإنّ الصّمت دون الرّدّ جبن****وجبن الشّعب ترفضه الشّهامه

كأنّ شعوبنا أضــــــحت رقيقا***فضيّعت الشّــــهامة والكرامه

////

أضعنا في مواطننا الأمانه***وبدّلنا التّعهّـــــــــــــــــد بالخيّانه

نراوغ كي نفـــوز بكلّ صيد***ونرضى بالتّسلّـــــــط والإهانه

ونركع للـــــبغال ولا نبالي***ونفرح إن وصــــــــفنا بالرّزانه

وهذا حال من خدع الأهالي***وضيّع في تصـــــــرّفه الأمانه

فلا أهلا ولا ســـــهلا لقوم***تربّوا في الحياة على المـــــهانه

محمد الدبلي الفاطمي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 25 مشاهدة
نشرت فى 17 أكتوبر 2018 بواسطة Meshkaty2

عدد زيارات الموقع

103,237