مجلة مشكاتي للشعر ..... للشاعر هشام عوض

أغـصــان إلهــيــة فى الروضــة المحمــديــة ( صلى الله عليه وسلم ) 
====================== 
غصن ( 1 ) مولده (ص) 
******************
قــد دنـــــا فـــى الأفـــق نــور محمــــد ... نــــورا تجلـــــى بـحسنــه الظلمـــــاء
عظـــم المديــــح بمولــد خيـر الــورى ... بشـــرى تـنـيـــر العالميــــن ضيــــاء
ابــــن الـذبـيـحـيـــن أهــــداه الإلـــــــه ... وهـــــديــة الـرحمـــن جـــاه وثــــراء
عـــلــــم الـجــــــد أنـــــك مـــرتـقـــــى ... وأشــــاد الكـاهن بـك بـلسـم وشفـــاء
أثــــرى قــدومــــك نـصـــــر مــــــؤزر ... والله فــــوق غــلبـــــة الـسـفـهـــــــاء
أثــنــــى عـلـــيـــك الله يـازهــر الربــا ... فحبــــاك تحمـــــل أشـــرف الأسمــاء
تــــلـــــد النـســاء وكـلهـــن جـــــروح ... وبـنــــت وهــــب لا يصيـبـهـا شقــاء
عـجـبــــا لأم لا تـصيــــــح لـغـــيــــــث ... وتـــــرى نـــورا فـى حـجرهـا وبهـاء
خــــرج البــشيــر إلــى الـدنـيــا وقــــد ... غــِــــرْنَّ مــن حسنــــــه كل النســـاء
وطــــافت البشـــــــرى ســادة قـومـــه ... حـتـــى احـتـــــواه حجـــــر كــل رداء
ســـل كســــرى عـن اهتـــزاز عـرشـه ... وأهـــل فـارس أصــاب النـار إطفـــاء
وشرفـــــات سقطـــن ونضـــوب مـــاء ... بـشــــراك سَعُــدَتْ بهـا أهـل السمـاء
دان لـــك العــالميــــــن سمــــــاحـــــة ... وبشاشــة الأخلاق فى الفــؤاد نـقــاء
مـولـــد الهـــــادى البـشيــــر نـبـــوءة ... تـحيـــى القلـــــوب وتكشف الكربــاء
غصن ( 2 ) بيئته (ص) 
******************
يـــاواهبــــــا تــــــاج الـزمـــان محبــة … وجعـــــلت فى قلــــب المحـب صفــاء
هـــل مـن سبـيــــل أرتضــى عفـــــوك … فالقلــــــب قـد سكنــه السقـم والــداء
بـنـــــو قــريـش للـكــــرام مــنـــــــارة … ومــــروءة العــــربـى الشجــاع دواء
هــــم للـجيـــــران الآمـنـيـــــن نـجـــاة … وجـمــــرة نــــــار تـطــــوق الأعــداء
هــــم للـضعـــيــــف مـنـعـــة وحـمـــاة … والــحـق فـــــوق الـقــــوة البـطشــاء
أنــعـــــم عــليـهــــم ربــهـــم بـتـجـارة … راجــت فى رحلتى الصيف والشتــاء
والـرعـــى فـيـض من خيـــال طبـيـعـة … نـسجـــت بـقـــــدرة خالـــق الأشيــاء
وزيـــارة البـيـــت العـتـيـق مـنـافــــــع … تـجـنــــى قــريــش ثـمـــارهـا بـنـماء
ذكــِّـر فــــإن الخيـــر مـن رب الهــدى … أحــيــا قـفـــار الـصخــــرة الـصمـــاء
وفـــى النـقـيـض عجبــــا لـذى قيــــــم … بــالجهــــل تـقـبـــر الإنــــاث أحيــــاء
والــرق أصـبــح فـــى رواج تجـــــارة … والـفـخـــر يحسـب للأنسـاب إطـــراء
إنـــى عـجـبـت لـقـــوم هــــذا حــالهـم … لـعبـادة الأوثــان أبـكى الـدمع إعيــاء
كيـــف النجــــاة وكلهـــــــم سـَكْــَــرى … واللهــو صــار لهتـك العـرض إهـداء
ذاك زمـــان الـفـخــــر بـــــالأنـســــاب … وفـى عكــاظ للمجـد تفـاخر الشعــراء
غصن ( 3 ) نشأته (ص) 
******************
ولــد البشيـــــر يتـيــمـــا مات والــــده … حيــن استـكــان الغيـب فى الأحشــاء
والأم قـــد رحلــت وخيــــر وداعهــــــا … أن أهـــــدت الدنـيـــا خيــــر عطــــاء
سبـحـــان من وهــب الحيـــاة يـتـيـمــا … قــد غــاص بالأقـدام صخـرة البـيـداء
ورضــا الرضاعــــة مـن غيــــر أمـــه … وافـتـــرش البساط وتنفس الصعــداء
لــه فى الرضاعة أخــوة حفـلــوا بــــه … فـكـانــوا مـن فـــرط حـبــــه أمــــراء
هـــو الـمـعـلـــم مـن بـعـــد جـهــالــــة … فــالعـلـــم من شديـــد القـوى إعـــلاء
هـــذا الرضيـع من أم أيمـن قــد روى … وأذاب مـــن درر الـقــلـــوب جــفـــاء
هـــذا الرضيـع من الحليمـة فـى عـــلا … هــــلا ســـألـــت الـنــاقــة الـغـبــــراء
أوشـــك الــوهــــن أن يـخــتــــالـهـــــا … وكــــذا تـحـــط بـقــــدرهـا الـومضـاء
سبحــــان من ذلـــــت لــــه الأسبـــاب … ومشيئـــة الرحمن حرفـان جوفــــــان
يــامـن رعــــاك الله بـعـــــد مـحــنــــة … والـحقـد قـد زال من قلبـــك الـزهـراء
جـــاء المــلائـكـــة الـكــــرام مـحـمـــد … بـيــض الـوجـــوه أصـــابـه الإغمــاء
شقــوا الفـؤاد عن الحبيـب وأخرجــوا … مــن الـجــــوف قــطــعـــــة ســــوداء
إن يـبقــى فى الصـــدر كـل سـريـــــرة … فـقــــد ذاب منـــه الحقــــد والأهــواء
غصن ( 4 ) كفالته (ص) 
******************
كــل الشبـــاب تسـابقــــوا الأهــــــواء … ومحمـــد فى الصبـــا ينبــذ الفحشـاء
أتـى الصـِدِّيـقُ إلـى محمد فى الـدجــى … أبــشــــر بـحفـــل راقـــص وغـنـــــاء
ذهـبـــا إلى حيــث الـتـقـــا بـرفاقهـــــم … هــدْيــاً أصـابــا النــوم فى الأضـــواء
هـــلا عـلـمـــت الآن ســــر محــمــــدا … قــلــــب تـجـلـــى فـى الشبـاب سنــاء
وعظـيـم عجبــى أن أرى فـى صديقــه … كــل الــــذى فـى ســــرائـر الحكمــاء
بــدا بــن عبد الله فى الصبـا صـادقــــا … وطــلاقـــة الصــــدق شيمــة الأمنــاء
أسعـِــــدْ بـفـتــــى دربـــــه الأخـــــلاق … وكفـالــــة الـجـــد تجــلــب الـرحمــاء
اشتــد عـَـوْدُكَ يـــامحمـد فى الـصبــــا … وغـدوت تهـوى الرعى فى البطحــاء
صـــار الكفـيــل بـعـــد جـــده عـمــــــه … أضـحـــى ظــــلالا وارفـــــا ولــــــواء
لــــه فى المكانـــة بيـــن أهلـــه سلمـا … يـــرقــــــى بــــــه قـمـــة العـظـمــــاء
أبــــا طـالـــب هـــــذا مـحمـــد شـأنـــه … بـلـــــغ الآذان والـسـمــــــا العــلـيــاء
عمـَّـــاهُ قـــــد دعَـوْتـُـــكَ فـــى ســــلام … والــديـــن عـنـــــد الله قبلة السعــداء
عمـَّـــاهُ إنــِّـى أُحِــبـُّـــــكَ تــهـتـــــــدى … والله يـــهــــــدى عـبــــــده إن شــــاء
إرجـــع إلـى ربــُّـكَ وحــاسب نـفســـك … فــــالتوبــــة تــــــاج ديـنـنا السمحـاء
غصن ( 5 ) اصطفائه (ص) 
******************
يــاخيـــر مــن زان البـــرايـــا جلالـــه … والأرض صارت من فيضه خضـــراء
إن ينشــد القـــوم عـظيــــم بـلاغــــــة … عـــلا فـى المقـــام أعظــم الفصحــاء
فـتــى يـــراوغ فى الحديــث ضــــراوة … ويخـــاطــب السفهـــــــــاء والعقــلاء
كـــل القبــائــــل تعــــــرف صــدقــــــه … ورجـــاحــــة العقــــــل بـغيـــر دهــاء
أدب الحـــــديـــــــــث درة نـفـســـــــــه … عــجــــز لـوصــــف بيـانـــه الخطبـاء
وتــَـوَهـَجـَـــتْ مـــن هَــدْيـــه قــيـــــــم … نــُسـِجــتْ فـى در قصـائـــد الأدبــــاء
إنــى اصطفـيـتـُـك يـامحمـد للـهـُـــــدَى … ورفعـــــت قــــدرك فــــوق الأنـبـيــاء
أبـشــر بـأنـــك فى السمــــاء مـتـــوج … إذ صـــرت تـرقـــى زمـــرة الشفـعـاء
قـــوم تــراهـــم فـى المشـــورة قــــوة … ومشــــورة الـــــرأى حســن وإسـداء
كســــوا الشــريفــة من نفـيس ثـيــاب … وتنــــازعــوا الأسعـد شرفـا وارتقـاء
أقـْبــِلْ علـــى المـلأ العظيـــم مـحكمـــاً … ومحمــــداً فــى الحــق أسمـى قضـاء
بـَسـَـطـَ الـرداء للـــــرحيق الأسعـــــــد … حـتــى ارتـقــــى بـســواعـد النبــــلاء
إنـــى اصْطفيـتــُـكَ للخـلائــق رحمــــة … عــَمـــَّت فـصـــارت أعـظــم الإرسـاء
صـــارتْ لـدعـوتـــك الشفــاعـة تـقبـل … فـــدعـــوت ربــــك فـى شديــد حـيــاء
غصن ( 6 ) دعوته (ص) 
******************
دعـــوة الحــــق المـبيــــن هــــدايـــــة … بهــــا تمـــــلأ النفس رضــا ووجـــاء
يــاخيــــر من رقـــَّـتْ إليــــه خـديجــة … وقــَـبـِلـْتَ عـــرضــاً لـلــزواج بنـــــاء
هــــذا محمـــد فــى الفـــلاة يـتـعـبـــــد … يشهــــد على شوق المحـب حـــــراء
هــــذا كثيـــــر أن أرانــــــى مـقيــــــدا … فــالجهــــل نــال الســادة والزعمــــاء
مـالـــى أراهـــــم للحجـــــارة سُجــَّـداً … وبــــــلاد ربـــــى قبلــــــة الجهـــــلاء
نـــزل الأميـن على البشيــر متـوجـــــا … بــالعلـــــم لــب الصفـــوة البسطــــاء
هـُبـــُّـوا وزيلـوا من الصدور جهـالـــة … فـالجهـــل غيــمٌ فــى سمـــا البُـلـَهــاء
دعـــوة الرحمــــن غـايـــة مطلبـــــــى … وشفــــاء صـــدرى أن ألـَبـِّـى نــــداء
خيــــر النســـاء آمنـــــت بـمحمــــــــد … وصـديقــــُــهُ فـــى بـــوادر الـرفقـــاء
هــــذا علِــىُّ فــى الصبـــــا متـعـقـــــل … قـــد كـــان من شـدو العفـــاف دعــاء
نـشــر البشيــــر على الخلائـق دعـوة … وهـــدايــة الرحمن ســرور وهنـــــاء
دخـَـلـَـتْ فى ديـــن الله جـــم قـبـائـــــل … وقــريش أضحـــت ربــــوة التعـســاء
صــاحـتْ قـريش بـالكفيـــــل تحــــــذر … وتســـــاوم العــــمِّ كمـــــا الحـربــــاء
يــاخيـــــر من شمـل العبـــاد بعـطفـــه … والـدعــــوة فى درر القـلــوب غـــذاء
غصن ( 7 ) هجرته (ص) 
******************
مــا أجمــــل الـديـــن الجـديـد عـدالـــة … للــعبـــد حــق مثـلمـــا الحـــر ســواء
العَـــمِّ والــزوْج كــانــــا لــــك حمــــى … حـتــــى إذا هــبَّ إعـصــــار الفنــــاء
حــــزن الحبيـــب على فـــراق أحـبـــة … والصبــــر فـــــاض من جـليـل عـزاء
أىُّ عــــــام لـلـفـــــراق قــــــد أهــــــلا … وأىُّ شـِعْــــــرٌّ أسـْكـُبُ الدمـع رثــــاء
طـــاف الجهـول أبا جهـل فى الـــورى … أن ذاك نــصــــــــر آزر الــجــلـســـاء
مــــاجت قريش على الصحاب تعـــذب … والصبــــر تــَوْجَ زهـــــرة الضعفـــاء
بـيـعـتـــــا العـقـبــــة أحـيـت صحــــوة … والحـقــــد نــــار فـى حشـــا الجبـنـاء
ظــن الرسول بـأهــل الطـائــف خيـــرا … حـتــــى شــكــى من ذروة العمـــــلاء
نــــزل الــعـــــذاب بــآل يـاسـر حـتــى … لاقـــــــــوا الإلـــــــه بـغـيــــر مـكـــاء
كـتــــب الإلـــه علــى نبـيــــه هـجـــرة … والهجـــرة ظـلـــت فى القـلـوب رواء
إنـــى أحبــــك من فـــــؤادى يــامـكـــة … والـضعف صاب القلب وازداد البكـاء
جمعـــت قـــريش شبـابـهــا فى وحـدة … والـنـــور لاح ومس البصـر إغشـــاء
ثـاروا وأحمد والصديق تحت الثــــرى … لولا معيـــة ربــــه لأصابـــه الضـراء
شــــدا أهـل يثــرب بـالغنــاء حبيـبـهـا … أهـــداه رب الـــروح هـبـــة وثـنــــاء
غصن ( 8 ) إقامته دولة الإسلام (ص) 
***************************
إن تعشق الشمس وتحظــى بــدفـئهــا … فــالدفء من حـــب البشيــــر كســاء
نــزل الحبيـب على المدينــة بـبـقعــــة … شرفــت بمسجد كان بالأمس قبــــــاء
أرسيـت فى قمــم الصحــاب مبــادىء … قــد صاروا من نهـــج الهــدى وزراء
وكنــت للـنـــــاس خـيـــــــر معـلـمـــــا … فـبـلغــت فـى دعـــوى القلـوب رجـاء
قــــرآن ربــــك قـــد شفــــى متـــوعـك … سبحــــان مـــن دانـــت لــه النعمـــاء
ونشــــرت فى كل البقـــــاع ديـانـــــــة … ظـلـــتْ فــى دنيــــا النـاسكيــــن الآء
قـــد كنــــت للأنصــــار خيـــر بشــارة … فجمعــــت شمـــــل بعـــد سفـك دمـاء
وأقـمـْـتَ فـى دنيـــــا الإلــــه شريعـــة … أرســتْ حــدودا تخلــوا مـن الأخطـاء
يــامن منحــتَ أســرى بـــدر فـرصـــة … أن قـوموا وامحوا الجهل من الأبنـاء
وأقـمـتَ تـبـنـى من علـــومك دولــــــة … وكــــرهتَ فــى أفــق الزمـــان غبــاء
وأقـمـتَ من شـــرع الإلـــــه عـدالـــــة … وحـــــدود ربـــِّـك تمحــو كـل وبـــــاء
إنْ تـــرَى فــى الخـلــق سـوء جهـالـة … فـقــد ســـادتْ الأخـــلاق شبـه عــراء
يــاخيــــر من صــــار بـجـنـــده قـائــدا … حـتــى تـمـنـى الجنــد رتبـة الشهـداء
إن تـظمـــأ النـفس ويـــأتــى طبيـبهـــا … فــالطـــب فى سنــــن الرسـول سقـاء
غصن ( 9 ) غزواته (ص) 
*****************
إن تحظــى بالشــرف العظيــم كرامــة … فبفـيــض ذكـْــرُّكَ تـنـشــد الشيمــــاء
يــاقــائـــدا ألِــفَ الســــلام بـفطــــــرة … وأثــــاب من ذات الشــــرور جــــزاء
كنـــتَ المعـلـــمَ حيـــن أرداك العـــــدا … ولعـــلَّ بـــــدر درس للـخـلـطــــــــــاء
تـبـكـــى قريش فى القبــور شبــابهـــا … وتـمـزق الأشجـان ثـيـابهـا السمــراء
هبــُّـوا قـريش من عظيــــم ثـبـاتـكــــم … فـالثــــأر نــــار قــد يكـبكـبهـا اللقــاء
إنْ يــُـكتـــَـب النصـــر بجــــم تـوابـــع … فــالنصــــر يـــأتى بـطاعـة الخلفــــاء
رشــق الجنـــود على العــــدو نبالهــم … قـسَـمــَــــاً بـأحـــــدٍ أدوا خيـــــر آداء
وتـمـزقــوا شيعــاً وهــذى صفـوفهـــم … أضـْحـَـتْ ورب العـــرش كالعشـــواء
بــــاتت قـــريش فى الظــــلام كـئـيبــة … تجنـــى ثمــــــار الحقــــد كالبـؤســاء
يـامؤتـة لملمــى فـى التـراب رجـالــك … قــد قـَضـُوا نحبَـهــم بصــدق فــــــداء
زيـــد وجعفــر وابــن رواحـة شاعــرا … قــد كانــوا فى جـــوف الفـؤاد هــواء
جمعـتْ قـريش من القبـائـل حــزبـهـــا … والــرأى خـنــدق فى مــدى الأرجــاء
هــَـذِى تـبـــوك فى التـاريـخ بسـالــــة … وحنيـــن عـِبــْــرة والغــــــرور عنــاء
أقـْبــِل علـــى نــــور الهـدايـــة مكبــرا … فحـبـيـــب ربـــى قـبـلـــة الخـنســــاء
غصن ( 10 ) صفاته (ص) 
********************
إن تجـمــع الأحـيــــاء كـل خـصـالــــه … فـخـصـــال ربـــى للـرســـول وعــــاء
الصــــدق والعـفــــو سبـــائـــك قـلـبــه … وأمــانــة الحـــــق المـبـيـن وفـــــــاء
إن يــــأخــــذ الأعـــراب كـــل مَـالــُـــه … فهــُـــوَ الكــريـــم إن أتــى الغـربــــاء
قـــتد غـفــــر ربــى مـاتـقــدم ذنـبـــــك … وكــــذا التــأخــــر فى الذنـوب جــلاء
فــاقبــــل يـــاربى للـرســول شفـاعـــة … وتــعـالـــى ربى عن ذنوب من أسـاء
هـــو للـمـــروءة والشجـاعــة قـــــدوة … ويـهــــاب مـن إصـــراره الحـلـفـــــاء
يـــاواصــل الأرحام فى الهدى واصــلا … تهـوى التصـدق فى الضيـم والسـراء
لــه فى السماحـــة درب لا يمــاثـلــــه … إنـــس ولا جـــــــان ولا زمـــــــــــلاء
إنـــى ابتـعـثـتـكَ فـى الخلائــق رحمــة … تــمحــى الضــلال وتطـلـق السجنـاء 
يـــاخيــــر من ربط العهـــود بـمـوثــق … وسلامـــة الإخـــــلاص عهـــدا وولاء
لـــك فى المعـــــارك حســــن مشــورة … ورزانـــــة العـقـــــل الـرشيـــد ذكــاء
أرى النــــــور فى وجـهــــــه بـــــــدرا … أضـــــاء الكــــون ذكــــــرى وإحيــاء
كــل الفضـائــل مـن هـُـــدَى أخـلاقــــه … وعـطـــــاء ربــــى يمقــــت البخـــلاء
إن تـــــزرع الخيـــــر وتـجـنـى ثمـاره … فـــرســـــول ربـــــى دعـوة النصحـاء
غصن ( 11 ) بكة وحجة وداعه (ص) 
***************************
يــابكــــة قـــد أبـكـيـتـنــــى لـــوعــــــا … والفــتـــح نـصـــر لـمـلـم الأشــــــلاء
هـــــذا محـــمــــد فـــى الأزل رحـــــــل … واليـــوم عــــاد وعـطـــر الأجــــــواء
مـــاذا ظـنـنـتـــــم أنـــى فـاعــل بكــــم … قــالــــوا أخـــاً مــن خيــــرة الأشقـاء
هــــو الرحيـــــم وأحســـن قــَـوْلـــُــــه … قـــــال اذهبـــــوا فـأنـتــــم الطـلقــــاء
أبـشــــر بـديـــــن نـــهجـــــه سـمــحــا … والخـيــر فى عفــوه منبـت الشهـبـاء
أذهــَـبَ الـنــــور بــالهــــدى جـهــــــلا … والبيت قد حطمت أصنامـه الخرسـاء
مــن أغـلـــق البـــــاب عليـه قـد أمــن … وبـيـت بـــن حـــربٍ لـلآمنيـن فـــراء
يــاخيــــر من ختــم الرسالـــة بنـــوره … وأضـــاء فـى قـلــــب الـزمـان مسـاء
يـابـكـــة قــد اشتــاقـت إليـــك نفســـى … والشـــوق قــد شـدنــى بكـــل إغــراء
دخـــل الخـلائــق فى الإســلام كـلـهـــم … إلا أنـــــاس فـــى ثــــرى الـجـــدبــاء
يــاخيــــر مــن عــــز عـليــه وداعــــه … فــلقـيـــت ربـى فـى السمـا الـزرقــاء
إن تجـــد فـــى النــــاس مـــا خـطـبـــا … فـخـيـــر خـلــق الله صفـوة الفـقـهــاء
يـاخاتــم القرآن فى العـاشر الهجــرى … هـــلا قـــرأت المــــوت فــى الأنـبــاء
يــابكــــة قـــد عــز عـليـــه وداعــــــك … فرضى بحسن الصبر أيمــا إرضــــاء
غصن ( 12 ) معجزاته (ص) 
********************
أهـــدى الإله الأنبيـاء بعض معجــــزة … ومعجــزات النبى قد فـاقت الإحصــاء
قـــد أيـنـــع الـزهــر إشــراق مـولـــده … والنـــور من ظهــره شــارة الإسـراء
الخـيــر بيــــن يـديــه يسـرى منـدفعــا … والضـــرع بيــن يـديــه يمـــلأ الإنــاء
والجـــذع يـبـــكـى لـلإلــــه مـشتــكـيـا … أن الفـــراق عن الحبيب شر بغضـاء
مــن للرسول شبيـــه فـــى منـــاسكــه … وخيــــال ظـلـــه فــى الأنــوار إخفـاء
فـــارس يـأتــــى فــى الغـــداة مـلثــــم … يهـبُّ كالإعصـار فى ذروة الهيجــــاء
قــد شفـــى بـالغـــار جــــرح صـاحبــه … وعـنـــايــة الله تـحفــــظ النــجـبـــــاء
الســـِّمُ قــد سـرى فى الشـاة مكـتـمــلا … والمـــوت قـــد دنــــا لــــولا احـتــواء
اســم الحبيـب مع الرحمــن مقـتــرنــا … فـتـح الجــنـــان نبــى عطــره فـيحـاء
قــَبــَـلَ الهـــديـــة مــن غـيــر مسـألــة … ورد الـــصــــدقــَـــــــــة َ دون ازدراء
هـــو النــــور يسطــــع مـن سمـاحتــه … إذا النـاس أمـسـت فى الحقـد عميـاء
كـل العـِبـــَادِ اليـــوم تـرجـوا شفـاعتـه … والكــُفـْرُ يـلقى فى النـار كالموميـــاء
لـــه فى الجـنـــــان قـصــــر مـشـيـــــد … والحــور زوج له والسيـدة العـــذراء
والــذِكــْــرُ قـرآن فى أسمـى معجــــزة … وَحفِـظـتــَــهُ ربـــى من كـــل إغـــواء
غصن ( 13 ) وفاته (ص) 
**********************
يــامن حبــــــاك بـــالأخـــلاق قــــــرآن … بـــل كنـــت أعظـم مـا أنجبـت حــواء
يمـــوت النــاس حيـن ينتهـى الأجــــل … ويبـقـى ذكـــرك نبــع للزمـان سخــاء
فـلـيس بـصحـيح الجسم يطـول العمـر … ولـيـس بـعــز المـــال يحيـا الشرفــاء
الصحــب والأهـل فى شـوق لـرؤيتـــه … طوبى تتـوق للرحمن نفسه الرحبــاء
ويفيض بالخيرات فى اليسر والعســر … فهو الكريم المصطفى خيرة الكرمـاء
يـافـاطمـــة ادنيـــن من ذات الهـــــدى … فـبـكـت وســرت مـن عـظيـــم ابتـلاء
الحـزن والدمـع إخبـار بقـرب وفـاتـــه … وســررتِ أنـَـكِ أول اللاحقات ابتغـاء
والموت يقفـز بالأسباب حماً يكابـدها … ويحوم حول الروح كالحية الرقطـــاء
قلب الرسول معطر بالصلاح وبــالتقى … ويفـوح المسك فى أكفـانـه البيضــاء
يـجــود بـالمــــال لـكل ذى حـاجــــــــة … وعـفـاف نفســه تـرقـى قمة الإنشـاء
مـا كان رهــن الــدرع حـاجــة لـذاتــه … فالدرع فى الغلال كالواجم المستــــاء
خيـــر الأنــــام قــُبـِـضَ يـَـومَ مـولـــده … نعـمَّ الثواب وحسن ختمة الإصطفـاء
هــَوِّن عـليـنــا العـَيــْـشَ بعـد مـحمـــد … لله أنت الغنى ونحن عصبة الفقــراء
مـاجـال فى خـُـلــْدِ الفــاروق رحـيـلـــه … بئـس الحياة وخسر من طلب الشراء
.....................................
//////////////////////////////
اللهم اجعله فى ميزان حسناتى يوم القيامة  

اللهم آمين
+++++++++++++++++
أيمن يوسف أحمد يوسف
مصر - بورسعيد 

....................................................................................................

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 33 مشاهدة
نشرت فى 8 يوليو 2015 بواسطة Meshkaty2

عدد زيارات الموقع

108,530