مجلة مشكاتي للشعر ..... للشاعر هشام عوض


بعد الإنفجار الذي هز مدينتنا الغافية على حلم الحريه... لم نسمع إلا صوت أنين يكتظ به المشهد.. وصفارات لسيارات الإسعاف تبحث عن حلم ناج بين ركام... أسمع صرخات الموتى... استجداء ونحيب...أطل عجوز مات إثر الإنفجار صارخا... لله دركم ما ذنب الأطفال جاؤوا للدرس... ماتوا ومعلمهم يرفع شاهدة.. هل كان درس للتاريخ... أم جاؤوا يسطرون تاريخ نضال لم يسبق... وغير بعيد عنهم... أم ترفل في دمها ... تصرخ بأي ذنب تقتلني... مازال أطفالي جياع... ما زال الأطفال صغارا ... ما أكمل أكبرهم عشرة أعوام... والأصغر منذ الصباح لم يرضع... من يكون قاتلي ... ولماذا؟؟؟ قام صاحب دكان الخضرة المستهدف أصلا بالتفجير وخاطبها... لا تقلقي سيدتي... هم لحقوا بالركب .. فصاحبنا قد بدأ بمدرسة الأولاد فجرها بسيارة مفخخه... وقريبا المنزل.. وعجوز تقارب السبعين عاما قد ماتت توا... تمسك بقبضتها شابا كان وسيما فيما مضى ... وبعض بقايا من لحية من التصاقها تشعر أنها كانت كثيفة يومآ... تضربه باليد الأخرى... سائلة إياه بتعجب من أحل لك دمنا... بأي ذنب تقتلنا... وهو يحاول التملص من قبضتها ويستجدي ضحاياه الرحمه... يقول لها... هو أخبرني أن هنا ريح من ريح الجنه... هو أخبرني... أن الحور العين بانتظاري هنا... ألفا.. ألفين.. سبعون ألفا .. لا أعلم... 
مد صغير رأسه الذي لم يتأثر كثيرا... مازالت براءته تكسو وجهه الملائكي الجميل رغم مفارقة الروح... وأشهر قلمه الرصاص الذي كان يمسك به قبيل الإنفجار... وأخبره ... أغواك دليلك... لن تنعم روحك بالجنه.. من أحل لك سفك دماء لم تذنب... أم ذاهبة للسوق تحضر حاجيات لصغارها... رجل يشري ويبيع ليعيل الأسره... طفل يدرس ... ما ذنب الطفل .. ومعلمه... لن تدخل باب الجنه... اذهب أخبرهم أنه يكذب ... قبل القتل القادم... 
...ما زال الطفل يراقبه.. وهو ينادي... لا تصدقوه.. هو يكذب... لم يسمع أحد صرخته.. اتركوا أرواحهم تغفو براحتها... وإذا دخلتم حدائقهم... اجعلوا الكلام همسا... وليكن ترنيمكم عندهم آيات خشوع ودعاء...
مد صغير رأسه الذي لم يتأثر كثيرا... مازالت براءته تكسو وجهه الملائكي الجميل رغم مفارقة الروح... وأشهر قلمه الرصاص الذي كان يمسك به قبيل الإنفجار... وأخبره ... أغواك دليلك... لن تنعم روحك بالجنه.. من أحل لك سفك دماء لم تذنب... أم ذاهبة للسوق تحضر حاجيات لصغارها... رجل يشري ويبيع ليعيل الأسره... طفل يدرس ... ما ذنب الطفل .. ومعلمه... لن تدخل باب الجنه... اذهب أخبرهم أنه يكذب ... قبل القتل القادم... 
...ما زال الطفل يراقبه.. وهو ينادي... لا تصدقوه.. هو يكذب... لم يسمع أحد صرخته.. اتركوا أرواحهم تغفو براحتها... وإذا دخلتم حدائقهم... اجعلوا الكلام همسا... وليكن ترنيمكم عندهم آيات خشوع ودعاء...
"حسام العمري"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 22 مشاهدة
نشرت فى 5 يوليو 2015 بواسطة Meshkaty2

عدد زيارات الموقع

108,410