أُحِبُّكِ بِحَذَرْ
أُحِبُّكِ لَكِنْ بِحَذَرْ
فَأَنَا لَسْتُ جُنْدِياً يَهْوَى الخَطَرْ
أَنَا بِحُبِّكِ قَائِدٌ
الحَرْبُ عِنْدُهُ وِجْهَةُ نَظَرْ
أَكِرُّ حِيناً,
أَفِرُّ حِيناً,
وَفِي الحَالَتِينِ أُحَقِّقُ القَدَرْ
قَلْبِي لَيْسَ كَبَاقِي البَشَرْ
عَوَّدْتُهُ العِشْقَ مُنْذُ الصِّغَرْ
يَهْوَى الأُنُوثَةَ يُقَدِّسُ الجَمَالَ
وَيَسْكَرُ إِذَا مَا الخَجَلُ
عَلَى الوَجْنَتَيْنِ انْتَشَرْ
أُحِبُّكِ كَشَاعِرٍ
اعْتَنَقَ الصَّبَابَةَ وَالسَّهَرْ
أَشْرَبُ قَهْوَتِي مِنْ شَفَتَيْكِ
وَفِي حُسْنِكِ
أَجِدُ حَلاَوَةَ البَصَرْ
أُحِيكُ مِنْ مَشَاعِرِي قَصِيدَةً تَلْبَسِينَهَا
كُلَّمَا عَصَفَتْ بِكِ رِيَاحُ الشُّوْقِ
فَبَلَّلَ وَجْنَتَيْكِ المَطَرْ
وَأُرْسِلُ لَكِ فِي سَجَى اللَّيْلِ تَنْهِيدَةً
تُوْقِظُ الوَتَرْ
فَيَبْتَسِمُ لَهَا القَمَرْ
أُحِبُّكِ كَمُزَارِعٍ
تَحِنُّ الأَرْضُ لِزِنْدِهِ
وَتُصَفِّقُ حِينَ تَرَاهُ الشَّجَرْ
أُحِبُّكِ كَمُهَاجِرٍ أَنْتِ وَطَنُهُ
عَادَ إِلَيْكِ بَعْدَ طُولِ سَفَرْ
مَرَّغَ أَنْفَهُ فِي تُرَابِكِ
أَحْيَا صَدْرَهُ بِعَبَقِكِ
وَأَمَامَ بَيَارِقِ عَيْنَيْكِ
سَكَبْ الدَّمْعَ ثُمَّ اعْتَذَرْ
فَلاَ تَلُومِينِي يَا صَغِيرَتِي
إِنْ أَنَا عَشِقْتُكِ بِحَذَرْ.
بقلم العاشق
جهاد فيتروني