ذرف الدموع يطيب مع تذكار الأحبة الذين غابوا عن العين ولم يغيبوا لحظة عن القلب الذي سكنوا في حجراته وأقاموا في ردهاته ! هي الدموع محبوسة خلف الجفون ! تنتظر الافراج عنها إما عند لقاء حبيب طال غيابه لتنهمر منطلقة بمائها البارد الذي تتلألأ معه العينان بشعاع برّاق خلاّب أخّاذ فتسيل كشلال عذب على الوجنتين كجنتين رفرافتين ذواتي أفنان ! واما لفراق حبيب فقدته فجأة فينساب الدمع وينبجس من مقلتين حمراوين تتقدان كالجمر حزناً ! دمع يكوي الوجنتين من حرارته فتمسيان كجمرتين متفحمتين لشديد الأسى ولا تجد من اللسان الا قول لعل وعسى ! لا يعرف ما يقول ولا يدري كيف يجول أو يصول ! الا بالهمس الذي لا يبين ! والوشوشة التي لا تستبين ! فرحم الله أحباباً فارقونا بأجسادهم ! وتركوا لقلوبنا أن تحزن ولعيوننا أن تدمع ! فيا ايها الفراق المر والشر المستطير انا لك لكارهون وعن أدائك غاضبون ! لكننا أمرَ الله لا نناقش لئلا تجني على نفسها براقش ! رحم الله أحباباً غابوا عن العين وجمع الله شملنا بأحباب تكتحل من رؤياهم العين !!! بقلم الأديب وصفي المشهراوي !!
عدد زيارات الموقع
110,594