عاصفة بريئة
أنا الملكُ جئْتُ إليكم، قالَها ليشاطرَ همومَ شبابِ بلدِهِ، كانَ يروجُ لمعلوماتٍ عجيبةٍ غريبةٍ فيقولُ لهم: اليابانُ تقعُ في أفريقيا، ويومُ الأثنينِ يأتي بعدَ الجمعةِ مباشرةً، وهناكَ حشدٌ من طائرِ العنقاءِ الأسطوريّ، سيعبرُ السماءَ في ساعاتِ الصباحِ الباكرِ، لتمطرَ السماءُ زمرداً ومرجاناً!
أضافَ قائلاً: الثقبُ الموجودُ في أعلى الحوتِ الأزرقِ، يسكنُهُ قومٌ يدعوهم النبيُّ يونسُ (عليهِ السلامُ) الى التوحيدِ، وإن اليقطينَ الذي أكلَهُ ذلكَ النبيّ سنزرعُهُ في القمرِ والمريخِ، وما يحتاجُه للنمو هو ثاني أوكسيد الكاربون، وهذا ما يكفيكم اليوم، الحكمُ الذي جئتُكم بهِ ستشاهدونَهُ فوقَ ما تستحقونَ!
صاحَ أحدُ الحاضرينَ وسطَ المتجمهرينَ: ليسَ عجيباً أنْ تكونوا كالحمير؟!!! فأحدُ الشبابِ حلمَ بعالمٍ أفضلَ، لكنَّ حصارَ الأيامِ الموحشةِ أحدثّ غُصةً في قلبهِ فسألَ ملكُهُ: أنا أعلمُ أنَّ المكانَ لا يعملُ بكاملِ قوتِهِ، بيدَ أنَّكَ بحاجةٍ لتركِ إنطباعٍ جيدٍ لدينا، فماذا ستقدمُ لشعبِكَ في قادمِ الأيامِ؟
أجابَهُ الملكُ بتهكمٍ: أيُّها الأنثى لقد قالوا عنكَ ناقصةُ عقلٍ، ولكنَّي الآنَ عرفْتُ أنَّكَ لستَ كذلكَ!
سأقولُ لكَ ما سأقدمُ لشعبي: لي أملٌ يراودُني، في أنَّ الجواريَ ستكونُ في خدمتِكم ليلَ نهارَ..
ولي قلبٌ يتمزقُ على قردي المسكينِ الذي وافتْهُ المنيةُ قبلَ مجيئي إليكم.
ولكم أشياءٌ في خُلدِكم لا يشملُها قانونُ الفضفضةِ، هل تعي ما أقولُ؟
أجابَ الشابُ: نعم يا سيدي الملكةَ!!انتَ لستَ مجبراً على أنْ تكونَ خارقاً دائماً، يكفيكَ أنْ ترتدي زيَ النساءِ!!!
سقطَ الملكُ مغمىً عليهِ إثرَ كثرةَ شُربهِ للخمرِ، وسقطَتِ الجماهيرُ لكثرةِ ضحكِها، فخلعوا كلَّ ملابسِهِ ومجوهراتِهِ وقالوا لهُ: اخرجْ للفقراءِ واشعرْ ببردِهم القارصِ...
تمتمَ الملكُ التافهُ بكلماتِ، ليسمعَها أحدُ الشبابِ الثائرِ وهو يقولُ: سأستمرُ بإرغامِ الجميعِ على مغادرةِ بلدي!!
قرصَهُ صاحبُ قلمٍ نزيهٍ قائلاً: ما لكَ؟ ربما يضايقُكَ إزدحامُ الجمهورِ، لكنْ إمنعْ نفسَكَ من الإنهيارِ أولاً.
