ورقلة: نحو إنشاء قطب هام في تربية المائيات
تتوجه ولاية ورقلة الصحراوية جنوب شرق الجزائر للتحول إلى قطب هام في تربية المائيات بالجزائر ، وقد قطع فلاحو المنطقة شوطا كبيرا في هذا مجال استزراع السمك في المياه العذبة الذي يبقى جديدا في البلاد لا سيما وان المؤهلات الطبيعية لإنجاح هذه المشاريع متوفرة في منطقة ورقلة .
وتبرز بلدية حاسي بن عبد الله كنموذج ناجح في هذا النوع من المشاريع التي تبناها الفلاحون ومعظم القرويين في المنطقة نظرا للفوائد المزدوجة لتربية الأسماك، وهو ما سيضع استثمارات حاسي بن عبد الله الفلاحية في تنافس جاد مع استثمارات حاسي مسعود البترولية غير البعيدة، محولا واجهة الجنوب الشرقي للجزائر إلى قطب متميز في إنتاج الأسماك حسب استشراف رئيس بلدية حاسي بن عبد الله .
ويأتي مركب تربية الأسماك للسيد مولاي محمد في صدارة التجارب الناجحة في البلدية ، حيث يهتم المركب باستزراع السمك البلطي النيلي والبلطي الأحمر بتكنولوجيا رفيعة المستوى جعلت من المركب حقلا مميزا لتطبيقات الطلبة والباحثين الجامعيين في المنطقة، و يفصل فيما يلي السيد مولاي محمد العربي مدير النتاج في المركب في فكرة إنشاء هذا الأخير وآفاق العمل في هذا المجال بالصحراء الجزائرية .
ويعمل المركب بطاقة إنتاجية سنوية تقارب الألف طن سنويا، و تبدا سلسلة الإنتاج في هذا المركب بالتفريخ الذي يقوم بإنتاج ما بين 3 ملايين و 5 ملايين إصبعية في السنة، وتوجه بعد ذلك إلى أحواض التسمين البالغ عددها 30 حوضا، معتمدا في ذلك على كفاءات جزائرية شابة ترتكز أحدث التقنيات العلمية وهو ما يشرحه مكاتي ايدير مهندس دولة في تربية المائيات في هذا المركب.
ودعا المهندس ايدير الشباب الراغبين في الاسثمار في هذا المجال الى توجيه مشاريعهم لخلق تكامل مع المركب خاصة فيما يتعلق بتوفير الاعلاف والمواد الاولية المتعلقة بغذاء الاسماك.
كما يحوي المركب على وحدة لتحويل الأسماك بطاقة إنتاجية تقدر ب200 كلغ في الساعة، ولإثبات الكفاءة والقدرة على التميز يعمل المركب الآن على إنتاج أعلاف الأسماك بدل استيرادها من الخارج واقدر طاقة إنتاج الوحدة المتخصصة في ذلك ب650 كلغ في اليوم.
و لان التجربة أتت بأكلها ، وفتحت مناصب شغل قاربت ال 240 عاملا منهم 50 مؤقتا، قامت مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية لولاية ورقلة بالإشراف على مشروع موازي لمركب مولاي الخاص يندرج في إطار برنامج التعاون التقني بالاشتراك مع منظمة التغذية والزراعة
العالمية “ fao”، وقد استفاد من خلاله 25 فلاحا في بلدية حاسي بن عبد
الله من عمليات استزراع السمك البلطي على مستوى أحواض السقي الفلاحي التي تتوسط بساتين النخيل والبيوت البلاستيكية، وهي البساتين التي تأثرت بشكل جد ايجابي بمياه التربية السمكية الغنية بالفضلات العضوية ، حيث ساهمت هذه الأخيرة في الرفع من المنتج الفلاحي للخضر والفواكه والتمور، وهو ما يتحدث عنه المرشد الفلاحي لبلدية حاسي بن عبد الله السيد محمد نجيب زعموش.
وقد وصل عدد الأسماك المستزرعة في واحات ورقلة السنة المنصرمة إلى 24556 إصبعية من السمك البلطي النيلي، وهو ما يؤكد اقتناع الفلاحين بنجاعة الإدماج بين النشاط الفلاحي وتربية المائيات ،وهو ما دفعهم تجربة إنتاج غذاء تسمين الأسماك بطريقة تقليدية استخدمت فيها مواد محلية أكدت مفعولها .
هذا و قامت مديرية الصيد والموارد الصيدية لولاية ورقلة باستزراع السمك البلطي النيلي والشبوط في بحيرة حاسي بن عبد الله من اجل تشجيع شامل للراغبين في خوض تجربة كانت في وقت ليس ببعيد ضربا من الجنون
وتقوم ملحقة التابعة للمركز الوطني للبحث في الصيد البحري وتنمية المائيات ببوسماعيل الحديثة النشا في ورقلة بدور هام في دعم المشاريع الخاصة باستزراع المائيات ، حيث يقوم المركز بتوفير طلبات الفلاحين الذين يودون خوض التجربة بالتنسيق مع المركز الوطني
لبوسماعيل ، كما يقوم مهندسو الملحقة بمرافقة الفلاحين في كافة مراحل
المشروع من اجل حماية وتثمين هذه الثروة، وهو ما تتحدث عنه المهندسة جميلة أمية .
و لتدعيم المركز بوسائل أكثر فاعلية سيتم الشروع عن قريب في انجاز مخبر للتحاليل الخاصة بالمياه والأسماك .
ورقلة هذه المنطقة الصحراوية التي تبعد عن الساحل الجزائري بما لا يقل عن820 كلم ، وباحتضانها هذه المشاريع الثلاث الكبرى ستدعم الإنتاج الوطني للمائيات ونساهم في رفع معدلات استهلاك السمك في الجزائر كما ستفتح آفاقا جديدة للتشغيل .
ساحة النقاش