صمت الإله فبدّد حزن الرّوابي، وأعتقها من أسر أديم الأرض، ورفع نظرها إلى أديم السّماء، حيث محيّاه الواجم.
كم من الزّمان مرّ وهي في هوّة الضّجيج تتملّق وتضطرب، وكم ناحت على جذورها المتزعزعة من لوعة النّوى. تبحث في الهاوية عن السّعادة، وهي متدلّية من كرمة السّماوات، تنتظر أيادي بارّة، تمتدّ لقطاف ثمارها النّقيّة.
صمت الإله فنثر الحبّ في الأرض، ليزلزل كيانها فتنشقّ وتتفجّر ينابيع عذبة تروي سهولاً تاقت دوماً إلى وِرد، تستقي منه فلا تعطش أبداً. كان الشّوق يغلي في أعماقها ويحرق أنفاسها، إلى أن تحنّن الإله ونزل إليها حاملاً في كيانه حبّ السّماء والأرض، ليغرسه في وسطها.
وما إن تقاطر الحبّ في حناياها، حتّى لملمت حنان جذورها وقبّلت جبين الّذي أحبّها أوّلاً فمنحها السّرّ العظيم. وسارت معه درب جلجلة نبتت فيها أزهار الألم، ثمّ ارتفعت وتمدّدت حتّى عانقت الكرمة، وجنت ثمار السّعادة الأبديّة.
ساحة النقاش