لماّ لامس أديم اللّيل غربة الأيّامْ
ضاق الخناق في وطنٍ فقد الأمانْ
ساد ظلم من ظنّوا أنّهم بشرْ
توارى السّعد خلف قسوة الغمامْ
لاحت لي الحياة مودّعة ً ، تزفّ الدّمعْ
قوارير أحتفظ بها ، ذاكرة تنسج آلامْ
ينتشي الموت منتصراً ، هو الملاذْ
ويبكي الكمال تألّقه ، ضاع المثالْ
قلت في نفسي ، إلى متى الخنوعْ ؟
أرافق الدّمع ،يائسةً ، ألملم الأحزانْ
صرخت النّفس ثائرةً من الأعماقْ
ما دمت مستسلماً لست إنسانْ
أشرق طيف نهارٍ يوماً ، لامس الرّبوعْ
وقفت حائرة العقل ، أتلمّس الرّوحْ
أهو خيال الحكمة ، أم تأثير الخشوعْ؟
مضى غريباً كما أتى ، انتفت الظّنونْ
مرّتْ سنون الغربة لا شكوى لا فرحْ
لا حزنٌ لا ولا يأس ، لا رجاء ولا أملْ
سنون صحراء خاوية ، تنعم الجمادْ
لا برد ولا حرّ ، لا دفء ولا قرّ شتاءْ
أشرق طيف نهارٍ يوماً ، لامس الرّبوعْ
نظرتُ مليّاً ، إذا بيدٍ بيضاء تلوحْ
كأنّها شعاع خلاص ، كأنّها السّطوعْ
كأنّها الماء تجري من علوّ كما الينبوعْ
لا يسأل الآتي إليه من أنت َ ، يزيل الهمومْ

ثار فيّ الإنسان ، يتوق لانعتاقْ
يحارب االقيودَ ، يكسّر الأغلالْ
يواجه العتيقَ ، يجدّد الأزمانْ
يخلع الغربة ، يرميها ، يلبس النّضالْ
فجر الحرّية ينبلجُ ، يسحق ثوب الظّلامْ
يهيم بي إليك ، يحقّقُ حلم الوطنْ
يلبسني ثوباً جديداً ، يمنحني السّلامْ
يهبني الأرض ، يملّكني التّرابْ
انتفت سنون العذاب ، غاب الألمْ
نبتت الصّحراء حياة ، انسابت المياهْ
روت أرضاً عطشى، مات الظّمأْ
أشبعت الجوع عسلاً ، نعمَ الجسدْ
تهتُ في براحك ، أنعم.. وطني الجديدْ
أمتلكه وحدي ، أحوك له أناشيدْ
أنسج العبق أريجاً ، أعطّر الينابيعْ
أسكب الليل نجوماً ، تسامر المغيبْ
أرقد فيه هانئةً ، لا قلق لا ولا خوفْ
بسمة الملائكة تحرسني من الأرقْ
عطر الفردوس يهلّل ليَ ، أنامْ
غطائي حنانك ، دفئي يداكْ
صحوْتُ يوماً على ذاك الطّيف الغريبْ
أراه اليوم جليّاً ، كان أنت الحبيبْ
وطن الدّفء والحبّ ، براح الأمانْ
بل منفى أفنى فيه أبداً .. إنّه اليقينْ..
 

 

MadonaAskar

إزرع محبّة تحصد إنساناً

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 80 مشاهدة
نشرت فى 14 أكتوبر 2012 بواسطة MadonaAskar

ساحة النقاش

مادونا عسكر

MadonaAskar
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

66,829

مادونا عسكر


 من مواليد 1974- بيروت/ لبنان مدرسة لغة عربيّة/ نشر العديد من المقالات والقصائد في مجالات النشر المختلفة الإلكترونية والورقية. »