من عطر الوردِ صاغكَ ربّ الوجودِ
ومن عبير السّماء صوّر محيّاكْ
من ظلال الشّفقِ شكّل البهاءْ
فأغدق أرجواناً كسا به الأمراءْ.
حاك من ندى الدّيجور إصباحكَ
يرطّب برقّته التّلالْ
يروي غليل البيداءْ
فينبت فيها الزّهر وضّاءْ
ولمّا اكتمل بين يديّ الرّبِّ
جوهر قلبك الحنّانْ
وهبك اسماً يزخرف القصائد والتّرانيمْ
يزركش قلوب الهائمين العاشقينْ
انتقى من طيور السّماءِ
حماماً أبيض برّاقْ
بصيص نور متوهّجِ
وأرسلك إليَّ
تبشّر بانتهاء الطّوفان الكئيبْ.
حللت وحياً
في مخدعي البارد الصّغيرْ
أمسكت بيدك أرجو الخلاصْ
أحدّث بنعمتك مساكين النّفوسْ
وأغرّد اسمك مدى الدّهورْ.
من حروفه تعبق العطورْ
فيا من ملكت النّهى والرّوحْ
دعني أتخلّى عن أرض الشّقاءْ
وأرحل معك إلى دنيا الخلودْ
ساحة النقاش