تأمّلت الكون صامتةً
أهفو لإدراك المعنى
أحاور غمامةً
يتوق إليها طيرٌ
أو شجرةً
في مهد العفاء تغفو...
أتحرّق شوقاً
لملامسة اليقين
وسرّ الأنام الدّفين...
أسامر شمساً
في مضجع السّماء سابحة
أو قمراً
يناجي الأديم حبّاً...
أين المعنى؟
أين نجوى اليقين؟
متى حلّ البدءُ؟
متى يرحل الزّمن؟ُ
متى يُختصر المغزى
وتنتفي المعاني؟
أتفهم النّحلةُ
سرّ رحيق الوردة
أم يدرك الذّوبانُ
لهيب الشّمعة؟
هل ألامس الحياةَ
بعد موت مريرِ
أم اقتحم أبوابهُ
حاملة الحياة...
رفعت عينيّ إلى الجبالِ
من حيث يتجلّى الحبُ
كصوت الرّعد
يمزّق صمت الأثيرِ
كالبرق يومضُ
فيبدع سمفونيّة الوجودِ...
هناك عند القممِ
يختبئ المعنى
حيث وجهك الحبيبِ
يظهرُ،
ويلامس وجهي...
أنت المعنى ونجواه
وبوح اليقين وفحواه
ما عبير الورودِ،
إلّا أنفاسك تعبق في أعماقي
ما إشعاع الشّموسِ،
إلّا بهاء وجهك ينير حكمتي
ما ذوبان الشّموعِ
إلّا قلبك يذوب شوقاً يعانق قلبي
ما ارتقاء الموسيقى،
إلّا صوتك العذب نغمة سماويّة
ما ضياء القمرِ،
إلّا جمالك يبهر الأكوان سلاماً
ما الحياة إلّا الموت حبّاً بكَ ،
وما الموتُ
إلّا حياة أبديّة تعبق بالقداسة .
ساحة النقاش