هل أبكي تلاقينا، أم أعبّ دفئه لينشرح صدري ويلقي باغتمامه في رمس الزّمان، وأدفن ماضياً لم يحمل في حناياه إلّا ذوبان أنفاس تختنق من الضّيق. هل أغتبط بفرح اللّقاء بكِ، أم أنتحب على أيّام خلت، تجرّعت من كأسها الوجيع بدل أن أرتشف عصير كرمتك الشّهيّ.
أشتاقك يا ذاتي الحبيبة، وقد حلّ اللّقاء، كما تشتاق الشّمس كلّ ليلة إلى أحضان اليّمّ. وأنتظركِ وقد سكنتني، كما ينتظر الدّجى ملامسة نجمة الصّبحِ. أنشد حنانك المتدفّق من ينابيع النّقاء، ليظلّل كياني فيدمّث قسوته، ويخترق ربس آدميّتي فيرمّم ما هدّت براثن الحياة.
فامكثي عندي يا ذاتي الأخرى وانحني عليّ كما يتدلّى الهيدب ليجسّ أرضاً ظمآنة إلى قطرات السّماء.
ساحة النقاش