أنت هناك
أنا هنا...
أنا هناك
أنت هنا...
وما بين الأنا والأنتَ
يتوارى البعد خلف الشّفقِ
ويتجلّى القرب فجر ليل متوقّدِ.
أسمع صوتك ينادي
فإذا به صوتي...
حكاية عشقٍ
تُتلى على مسمعي
كوحي ينسكب نوراً
في كيان نبيٍّ
أو أعماق رسولِ.
فأعتق الأنا
تنطلق نحوكَ
تلتحم بكَ
وتعود تمطر ندى رقراقاً
على عالم ظمآنِ...
أرى وجهك بين السّحابِ
فإذا به وجهي
يبتسم للكونِ
يتحنّن عليهِ
يرفعه بين يديهِ
كطفل يتشوّق لحضن الأمِّ.
أيّ هنا ياسرني
أيّ هناك يبعدكَ...
لا يفصلني عنكَ
لا مكان ولا زمانْ
لا تدنيني منكَ
خطوات تخشى أرضاً تيماءْ...
أنت في الأنا
والأنا في الأنتَ
وما الأنا سوى الأنتَ
وما الأنت سوى الأنا...
وهل يوقد سراجٌ
إن لم يتّحد بالزّيتِ
وهل للشّمعة بريقٌ
إن لم تنصهر في النّارِ...
يا مرآة نفسي
وحكمة فكري
يا روعة جمالي
وضياء روحي...
يا توقي إلى النّورِ
وشوقي المتوهّجِ...
من ذا الّذي يفصلني عن محيّاكَ
ومن ذا الّذي يبعدني عن دربكَ
أهنا أم هناك...
أزمان أم مكانْ...
لا هنا ولا هناكْ
لا زمان ولا مكانْ
لا علوّ ولا عمقُ
لا بعد ولا قربُ...
ساحة النقاش