أشواق وآلام تنعش قلبي وتنعش روحي، تقودني إليك أيّتها الذّات الأخرى .
إنّها أشواق الحنين إلى ذاك الحضور الخارق للوجدان، المحيط بالجسد. وآلام تفجّر كلّ الطّهر السّاكن في الرّوح، والنّقاء ما برح يفتك بالجسد.
إليكِ يا ذاتي الأخرى، أرسل همسات معطّرة بالطّهر والنّقاء، تلامس إنسانيّتك المستيقظة من ثباتها العميق. أناجيها، وأعانق وجدانها، أتلمّسه بحنان ملائكيّ، وأذوب رقّة في خلايا الرّوح.
أرني حضورك، أعاينه بحواسي غير المنظورة... أسمعيني صوتك، أريد أن أصلّي .
يا ذاتي الحبيبة، يا روحي الهائمة في ملكوت المحبّة، أيّتها الملتحمة بكياني، أغيثيني فأنا أنهار وجداً، وأتوق إلى أن أتحرّر من سجن المحدود، وأن أنعتق من الزّمن. أغيثيني، واغني الحضور، فجّري ينابيع الفرح والغبطة. ارتقي بي، تسامي فوق هياكل الزّمن، وحوّلي الأثير معبد صلاة. أشعلي قلبي بخّوراً أمام الحبّ الأزليّ السرمديّ، واقرأيني تأمّلاً، يدركه صمت الحواس ..
الحضور يتثّكف، يتعاظم،
ها إنّك بيني وبيني، بين تفاصيل اللّامنطق. إنّك متمازجة وروحي المرتقية نحو العلى، نحو المطلق.
ها إنّنا نخترق اللّامحدود، نرتفع، نسمو، نتمجّد ...
ساحة النقاش