اليوم دخل القانون مئة وأربع وسبعين الّذي ينصّ على منع التّدخين في الأماكن المغلقة في لبنان حيّز التّنفيذ. واستنفر المدخّنون وأصحاب المقاهي والمطاعم والملاهي اللّيليّة ووجد اللّبنانيّون أمراً جديداً يختلفون عليه ويجادلون فيه عدا لون السّماء وعدد أمواج البحر. فبين مؤيّد ومعارض، استحوذ هذا القانون على نبض الشّارع وخصّص له الإعلام وقتاً لا بأس به في نشرات الأخبار والبرامج الصّباحيّة.
ولكن… ما سبب هذا الضّجيج الشّعبي والإعلامي؟ وممّ يخاف اللّبنانيّون؟ تهيّأ لي للحظات أنّنا في دولة يطبّق فيها القانون ويُتابَع تنفيذه! والغريب في الأمر أنّ الجمعيّات المتخصّصة في الحدّ من التّدخين مصرّة بشدّة على تنفيذ القانون وتدافع عنه بشراسة! ولا شكّ أنّ هذا حقّ، كما تشكر هذه الجمعيّات على مجهوداتها وتعبها وحرصها على الصّحّة العامة. ويساعدها في استشراسها أنّ هذا القانون ليس بحاجة لتغطية سياسيّة لينفّذ، كما لا يحتاج آراء مراجع دينيّة وحزبيّة وفتوات من هنا وهناك، ولا تمسّه النّعرة الطّائفيّة. ولهذا السّبب الدّولة العليّة أنجزت دراسة هذا القانون وبتّت في أمره بكلّ اجتهاد، مع العلم أنّ الفريق المولج بمتابعة تنفيذ القانون يتألّف من عشرة أشخاص فقط، مضطرّين لملاحقة كلّ مخالف في كلّ لبنان!.....
نشرت فى 13 نوفمبر 2012
بواسطة MadonaAskar
مادونا عسكر
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
66,885
ساحة النقاش