PROF.DR/HEGAB NEW AGRICULTUR

الموقع يعطيك احدث اساليب بدء انشاء مزرعتك بدون اخطاء - حلول لكافة المشاكل الزراعية- زراعة حيوية

نحذر من العبث في قوانين الأسرة
بقلم :د.محمد يحيي حجاب سيد
استاذ بمركز البحوث الزراعية بالجيزة
[email protected]
نتابع سلسلة مقالات موضوع العنوسة المشكلة والحل.. وهذا المقال الرابع. وفيه قد استشعرنا أن هناك أصواتاً تعلو هنا وهناك. ومن تتابع ما نحن فيه من أحداث تجد أن هذه الأصوات تتحقق أصداؤها علي أرض الواقع وتتحول إلي قوانين تزيد من احتقان الشعب تجاه مجمل الأشياء التي تترتب للمجتمع وتظل الريبة التي عاشها المجتمع المصري تجاه حكوماته المتعاقبة منذ ثورة 1952 هي النمط السائد.. والذي يبني عليه أئمة الفتنة الآن كل ما يمكنهم من تفرقة مجتمع الأمة.
اعتبر الكثيرون أن المرأة حصلت علي أكثر مما يحق لها علي الرجل خلال السنوات الماضية ويجب النكوص عن ذلك وإرجاع المرأة إلي عهد حريم السلطان. وهذا هو أشد الأسافي. لو أن عقل أحد تصور إذلال نصف المجتمع وأساس بنيانه سيمر مرور الكرام. بمعني أن نأخذ مثالاً واحد للتوضيح.
قانون الخلع. أسموه قانون سوزان مبارك. علماً أنه مبني علي حديث لرسول الله "صلي الله عليه وسلم" حين لم تطق زوجة العيش مع زوجها. وسألها الرسول عن أسباب عدم القدرة. فقالت إنها لا تطيق معاشرته. فقال لها: "ردي عليه حديقته".. إذن فالقانون له أصل من الشريعة.. وحين يستحيل علي المرأة بقوانين هذا الزمان الوضعية أن تثبت لقاضي الأسرة بخل زوجها بشهود.. أو إثبات أنه يدمن كذبه بشهود.. أو وضاعة أخلاقه وتربيته بشهود.. أو إيذاء أسرته بكاملها من أم وأخت وإخوة بشهود.. إذن فلا يوجد سوي قانون الخلع لخروجها من مصيبتها.. فكيف يفكر من يبغي إلغاء هذا القانون.
شيء آخر وهو الأخطر.. تخفيض سن حضانة الصغار للضم إلي الأب. وهذه مصيبة سنوضح أبعادها لأنهم سيدمرون المجتمع من أساسه. فالقول إن الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق.. إذن كيف ينتزع الأبناء بنات أو صبياناً من حضن أمهم وهم صغار.. هناك في علم النفس ما يسمي بتبديد مراحل التراكم العاطفي أو "الليبيدو" ومعناه أن المرحلة الأولي للرضيع هناك كم عاطفي يحتاج للتشبع يتبدد هذا الكم بالرضاعة الطبيعية. هدهدة الأم للطفل أثناءها.. ضمه لصدرها في حنو فتمر هذه المرحلة إلي التي تليها بسلام وطبيعية. وتبدأ المرحلة الثانية منذ يتعلم مفردات الكلام. وهذه لو لم تلق عناية وعاطفة الأم تحدث اللعثمة والتردد وتنتقل للمرحلة الثالثة كونه صبياً بتراكم ليبيدو لم يبدد وهكذا حتي ما بعد سن المراهقة وهنا نري أن أنماط الغرب في تربية الأبناء أو الاستعانة بالخدم.. وخيانات الأم والأب أمام أبنائهم.. خلق أجيالاً تتسم بالعنف والأمراض النفسية التي رأيناها في جنود ومجندات أمريكا في العراق من خروج علي كل قيم الإنسانية في إفراغ ما تراكم داخل طفولتهم من ليبيدو لم يتبدد طبيعياً حين أهملت ضمة الأم لهم وحنوها في مراحل التكوين.
من كل ما تقدم أحذر من إعمال أي تغيير ينقص من حق الأمومة والأم. بل أطالب بتحسين أساليب محكمة الأسرة في التعامل مع المرأة لما قد يبدو أنه لإصلاح ذات البين لأن من لجأت إليهم من الزوجات بالقطع قد استنفدت كل أساليب الوفاق مع الأهل وأهل الخير حتي استحالت وسائل إصلاح من لا إصلاح لهم.

المصدر: للكاتب فى مقاله الاسبوعى كل اثنين بجريدة الجمهورية الاستاذ الدكتور/محمد يحى حجاب سيد

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

90,982