الأسير .
أخرج الأسير من المعتقل ،عيناه مزرقتان، أنفه منتفخ، شفته السفلى متورمة، الدم يبس على منخريه.
جرد من ثيابه العليا، رجلاه حافيتان متورمتان يسحبهما على الأرض سحبا، كأنه يمشي على الزجاج، علمت من بعد، أنه عذّب أثناء الاستنطاق، بياض جسده زاد آثار الضرب بروزاً.
ربط إلى جذع الشجرة ربطاً وثيقاً، ناول الطبيب القائم بالتعذيب حبلاً متيناً مبللاً، بنهايتة عقدة يستعمل كالسوط، طوله حوالي متر أو أكثر بقليل، شرع القائم بالتعذيب عمله: جلدة أولى، ثانية، ثالثة، رابعة... خطوط الضربات تحمرّ في زرقة على ظهر الأسير:
" لما تحب تعترف قل لي " !
واصل المعذب تعذيبه بنفس الريتم، كما لو أنه يقوم بعمل عادي، لم تفارق ملامحه تلك السكينة الرهيبة، في حين كان الأسير يتلّوى ألماً!
بعد ذلك، أخذ الطبيب إناء به ماء ناولته إياه الممرضة، وضع به مسحوقاً - علمت من بعد أنه ملح وفلفل وسكر - حرّك ذلك بعود ثم ناوله إلى القائم بالتعذيب، أفرغ هذا مافي الإناء على ظهر الأسير فصرخ صرخة مريعة، تبعها الاغماء، فتدلى رأسه إلى الأمام، رجع الطبيب والممرضة و القائم بالتعذيب إلى داخل مكتب قيادة المعتقل لتناول الغداء!
هجم الذباب على ظهر الأسير فشكل لحافاً أسود غطى ظهرهُ..
ساحة النقاش