إسلام فؤاد عبد الفتاح(العيسوى الصغير)

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

أعمى


وُضع أمامي فنجان القهوة المعتاد ،أشربها وتشربني ، هذا لقائي الصباحي مع فنجان قهوة ،نتقابل أنا وفنجان قهوة مرتين باليوم ، لكن هذه مقابلتي الأولى مع هذا الفنجان ،لم أدخل هذا المقهى من قبل ،أخرجت لفائف تبغي لأشعل أحزاني بها أو بالأحرى لأحرق بها بعض الدقائق ،تسلل الدخانُ إلى الشريان وملأ القلب ،و سافرت أنفاسَ صدري ،زادت الحركة بالمقهى فجأة ،وزاد اضطرابي معها ، نويت الإنصراف ،حال وجهها بين عيني والطريق ،كأنهَا الشمسُ أو نجمٌ أعظم دنا من السماء ،أعطتني زهرةً ،وقالت لي: كلمة واحدة هي «أحبك»  ،وكانت زهرة أخرى معي ،فمددت بها يدي إليها لأجدها اختفت بلمحِ البصر ،هاج قلبي بين الضلوع ،دفعت الطريق ،قفز سؤالٌ بعقلي فسألته لنفسي« إلى أين ذاهب؟»  لم أجد جوابا لأخبر نفسي به ،نظرت الى الساعة ،كانت الساعة السابعة صباحا ،اقترب موعدُ العمل ، لا وقت لدي للسير ، محطة وقوف الحافلة بالجهةِ الأخرى ،عبرت الطريقَ دون عناء فالوقت باكر ،وقفت وقفة المنتظر ،جاءت الحافلة و فتحت بابها ترحبُ بالراكبين ،هممت الى الباب ،إذا بذات الوجهِ تحول بيني و الباب ،و تقول لي «أحبك» و أهدتنى زهرةً أُخرَى، و اختفت ،وثبت داخل الحافلة ،ظننتها وهماً ،ولكن من أين تلك الزهور؟ ،بقيت أنظر إلى الزهور ،حتى ثقب أذني صوت المنادى ،فأدركت أني علىّ النزول ...

 


وصلت إلى مكتبي وبيدي باقة من الزهور ،أحصييت عددها فكان ثلاثينا ،رأيتها ثلاثون مرةً ،تـُكرر فعلها وتختفي،كأنها تذوب بالهواء ،فإن كان يخدعنى بصري ،فماذا عن يدي وسمعي؟ ،وضعت رأسي على يدي ،أتى زميلي و سألني : «من أين لك بتلك الزهور ؟».
خرج الرد مني:

 

ـ لا أدري.


ـ كيف لا تدري؟


حَكيت ما حدث ، أنصت بلا انقطاع أو مقاطعة ،ثم تكلم على استحياء بصوتٍ سائلاً متعجباً :

 

 ـ تـ ـقـ ـول رأيـ ـتـ ـهـ ـا ؟!


تذكرتُ أني أعمى،لا أرى ،و سقطت الزهور من يدي ...

 

لـ/ إسلام فؤاد عبد الفتاح العيسوى

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 64 مشاهدة
نشرت فى 27 مايو 2011 بواسطة MAXMAN2015

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

365,320