حلول ضرورية لمواجهة آثار التغيرات في مصر
أحمد مهدي 104
بعد يوم كامل من المناقشات العلمية والبيئية, اختتمت ورشة عمل خارطة الطريق للتغيرات المناخية في مصر التي أفتتحها الدكتور حسين عيسي رئيس جامعة عين شمس ونظمها مجلس علوم البيئة بأكاديمية البحث العلمي
رئيس جامعة عين شمس يتصدر المنصة
والتكنولوجي بالتعاون مع قطاع شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية العلوم برئاسة الدكتور صلاح عبدالوهاب, ومركز بحوث المحميات الطبيعية بجامعة عين شمس برئاسة الدكتور حسني مسلم, تحت رعاية الدكتورة نادية زخاري وزيرة الدولة للبحث العلمي, وحضرها الدكتور عبد الوهاب عزت نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والدكتور أحمد رفعت عميد كلية العلوم وأساتذة الجامعة وممثلو الجهات المشاركة.
وبعد خمس جلسات علمية أتفق المشاركون علي مجموعة من التوصيات أهمها زيادة الوعي بحجم مشكلة التغيرات المناخية والمشاكل الصحية الناتجة عنها وإنشاء قاعدة بيانات متقدمة وتحديث الإحصائيات,وعمل خريطة جديدة لانتشار الأمراض المتوطنة خلال سنوات العقد السابق في مصر لمعرفة أثرالتغيرات المناخية المباشرة أو غير المباشرة, ودراسة عملية التكيف مع التغيرات المناخية في مصر وتنفيذ تدابير التخفيف للحيلولة دون زيادة الإصابة بالاعتلال المتوقع, وزراعة محاصيل بديلة تعطي نفس الغرض ويكون استهلاكها المائي وموسم نموها أقل مثل زراعة بنجر السكر بدلا من قصب السكر, والري في المواعيد المناسبة وبكمية مياه مناسبة حفاظا علي كل قطرة مياه,واستخدام أساليب الادارة المزرعية المحسنة مثل التسوية بالليزر والزراعة علي مصاطب لتحسين بيئة نمو المحاصيل تحت ظروف الجو العادية مما يؤثر بالإيجاب ويقلل الفقد في المحصول, بالاضافة الي حماية الدلتا من التسرب تحت السطحي لمياه البحر بحفر خندق مواز للساحل يعمل كمصرف لمياه الصرف الزراعي من الجنوب ومياه البحر المتسربة من الشمال, ويمكن التخلص من مياهه بالبخر من سطح البحيرات التي يبقي منسوبها منخفضا, أو بالضخ إلي البحر باستخدام مصادر متجددة للطاقة مثل توربينات الرياح في حالات الطوارئ خاصة العواصف التي تستبدل البخر بالأمطار وترفع منسوب الأمواج.
و أكد الدكتور مجدي توفيق أمين عام مجلس علوم البيئة انه حان الوقت لكي نبدأ العمل الجاد لمواجهة التغيرات المناخية في مصرالتي أصبحت حقيقة واقعة, وان تكون ضمن خطط الدولة في جميع الأنشطة الاقتصادية. وتحدث الدكتور محمد رجائي لاشين مقرر مجلس علوم البيئة عن أهداف الدراسات التي استغرقت ثلاث سنوات وطالب بأن تصل توصياتها الي صانع القرار في مصر للتصدي لتأثيراتها الخطيرة.
وقال الدكتور ضياء الدين القوصي خبير المياه والري ومستشار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء: إن معظم التقارير المحلية والإقليمية والدولية تعتبر مصر من أكثر بلاد العالم تأثرا بالتغيرات المناخية التي تطرأ علي الكرة الأرضية وذلك لعدة أسباب أهمها انخفاض مناسيب دلتا نهر النيل بما يزيد من احتمالات تغلغل وتداخل مياه البحرالمتوسط مع المخزون الجوفي في المنطقة نفسها( شمال الدلتا) ورفع نسبة تركيز الأملاح في هذه المياه وأيضا العمل علي تملح قطاعات التربة في هذه المناطق بما يؤكد الإضرار بالعمليات الزراعية وتدهور الإنتاج النباتي.
وأكدت كل من الدكتورة وجيدة عبد الرحمن أستاذ طب المجتمع والبيئة بطب عين شمس والدكتورة أمل سعد الدين أستاذ صحة البيئة والطب الوقائي بالمركز القومي للبحوث أن الآثار الصحية الناجمة عن التغيرات المناخية تتفاوت في مختلف المواقع والمواطن وتتغير باختلاف مستوي التنمية البشرية والفقر والتعليم والبنية الأساسية للصحة والممارسات البشرية وطرق استخدام الأراضي والانتفاع بها بالإضافة الي الوعي بحجم المشكلة والخدمات الطبية المقدمة. وتحدث كل من الدكاترة سميحة عوده وسيد عبد الحافظ ونبيل المويلحي من معهد بحوث الاراضي والمياه والبيئة بمركز البحوث الزراعية عن التغير في المناخ وعلاقته بقطاع الزراعة في مصر وكيفية مواجهتها. وأكدوا علي أن الزراعة المصرية ذات حساسية خاصة, لوجود مصر في بيئة قاحلة وهشة تعتمد أساسا علي مياه نهر النيل وتؤدي الزيادة المتوقعة في درجات الحرارة وتغير نمطها الموسمي إلي نقص الإنتاجية الزراعية لبعض المحاصيل والحيوانات المزرعية, وزيادة معدلات التصحر والبخر واستهلاك المياه للمحاصيل, وحدوث تأثيرات اجتماعية واقتصادية.
وقال سمير غريب رئيس مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري.. إنه في إطار تقييم تأثير ارتفاع منسوب البحر علي المواقع الأثرية بالساحل الشمالي المصري تلاحظ أن معظم المناطق تحت ارتفاع متر تحتوي علي مناطق سياحية وأثرية كما تحتوي علي قطع أثرية مغمورة في المياه الضحلة علي امتداد الشواطئ المقابلة لمدن تراثية, وأضاف سمير غريب انه يرجع لمدينة رشيد السبق في دق ناقوس خطر غرق المدن التراثية بدلتا النيل نتيجة لما أصابها من انهيارات مفاجئة للمباني الأثرية بسبب ارتفاع منسوب المياه تحت السطحية من جهة وتآكل شواطئها علي البحر المتوسط من جهة أخري, حيث يتقاطع فرع رشيد من نهر النيل مع البحر الأبيض المتوسط.
وقد أرجع ذلك الي وقف الرواسب عقب بناء السد العالي علي نهر النيل, وتقابل رشيد المشاكل الناجمة عن ارتفاع منسوب سطح البحر في شمال سيناء والإسكندرية.
وقال الدكتور نزار كفافي المدرس بكلية التخطيط العمراني بجامعة القاهرة إن الأراضي الرطبة في دلتا النيل تشكل25% من مساحة الأراضي الرطبة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وتنتج أكثر من20% من الإنتاج السمكي في مصر وكلها مناطق معرضة بشدة للتأثير السلبي لتغير المناخ وتشمل بحيرة البردويل وخليج الأبيض بالقرب من مطروح وشواطئ البحيرات المرة.