إسهامات العلماء في كل ميدان وهي على النحو التالي:
(1) إسهامات علم الأعصاب ودراساته للعجز اللغوي:-
- يعتبر المجال الطبي وخصوصاً علم الأعصاب أول من اهتم باضطرابات التعلم.
- كان أخصائيو الأعصاب يحاولون تشخيص الحالات التي تكون فيها الإصابات المخية سواء كانت (كدمات – صدمات ...الخ) هي السبب في إحداث صعوبات في القراءة والكتابة والكلام والعمليات الرياضية.
من أبرز العلماء في هذا المجال ما يلي:-
أ) فرانسيس جال:
أشار للعلاقة ما بين الإصابات المخية واضطرابات اللغة (الحبسة) حيث حاول تحديد موقع بعض الوظائف المسؤولة أو الرئيسية في الدماغ مثل: الذاكرة – الشخصية – الكلام – الذكاء. ماهي الحبسة الكلامية ؟
ب) بييربروكا:
يؤمن بروكا أن هناك أجزاء معينة في المخ ترتبط بالعمليات والنماذج السلوكية الخاصة.
- أوضحت دراساته أن الشق الأيسر من الدماغ له وظائف تختلف عن الشق الأيمن من الدماغ.
- أوضح أيضا أن الجانب الأيسر من الفص الأمامي من الدماغ هو المسؤول عن اضطرابات النطق واللغة ، حيث مازال هذا الجزء من الدماغ يعرف باسم (منطقة بروكا) أو (الأفيزيا التعبيرية).
ج) كارل فيرنك:
- استطاع تحديد منطقة في الفص الأيسر من الدماغ على أنها المسؤولة عن فهم الألفاظ والأصوات وربطها باللغة المكتوبة وكذلك الكتابة ، وتعرف هذه المنطقة (منطقة ويرنك) أو (الأفيزيا الاستقبالية).
- اكتشف نوع آخر من الأفيزيا وهي (أفيزيا التواصل) وهي الأفيزيا الخاصة باستخدام كلمات وألفاظ جديدة واستخدام كلمات غير نوعية أو متخصصة تنسق سياق الحديث. حيث وضح ويرنك إلى أن هذا النوع من الأفيزيا ينشأ من عطب أو فساد الارتباط بين منطقة بروكا ومنطقة ويرنك.
د ) جون جاكسون:
- انتقد الأفكار القائلة بأن الوظائف الرئيسية مثل التحدث يمكن أن تكون محكومة بمواضع معينة في المخ.
- أشار إلى أن الحديث ليس فقط فهم واستخدام الكلام وإنما يتضمن أيضا: المعاني والنغمات، حركات الجسم، وأمور أخرى تكون سياق الحديث الملفوظ والمسموع.
- يؤكد أن الحديث فهماً وإنتاجاً يرتبط بالعمل الوظيفي للمخ ككل وليس بمواضع معينة فيه، حيث أن جميع أجزاء المخ ترتبط مع بعضها البعض في عمل وظيفي موحد ومتكامل.
(2) إسهامات علماء نفس الأعصاب (الطب + المقاييس):-
أ ) هنري هيد:
* استنتج بأن التلف الذي يصيب مناطق مختلفة من الدماغ ينتج عنه اضطرابات مختلفة.
* وصل هيد إلى 4 تصنيفات لأعراض الأفيزيا وهي:
1- عيوب اللغة : عدم القدرة على تكوين الكلمات
2- عيوب التركيب : عدم القدرة على ربط الكلمات بطريقة صحيحة أو نطقها بالشكل السليم عند ربطها مع بعضها.
3- العيوب الاسمية : صعوبة فهم المعاني المقصودة من الكلمات.
4- العيوب السيمانتية : صعوبة ربط الكلمات مع بعضها البعض بطريقة منطقية تؤدي إلى معنى مفهوم.
أهم ما تمخضت عنها أبحاث هيد هي نفي العلاقة بين التلف المخي ونقص الذكاء، أي أن الذين لديهم حالة الأفيزيا لا يعانون من نقص في الذكاء العام ، وأن الذين لديهم نقص في الذكاء العام ليس بالضرورة أن يكون لديهم تلف مخي والدليل حالات الشلل الدماغي.
ب) جيمس هنشلود:
- استنتج أن سبب الفشل في القراءة عند بعض الأطفال الذين تم تحويلهم إليه غير ناتج عن مشكلات بصرية بحكم دراساته وتشخيصه لهم كطبيب عيون.
ج) صموئيل أورتن:
- كان مختصا بعلم الأعصاب، واهتم بعسر القراءة ، واهتم بتعليم المعسرين قرائياً ، وقدم لهم برامج علاجية وتدريبية تقوم على الطريقة الصوتية.
- يعتبر أول من وضع تفسير عضوي لمشكلات اللغة والرائد الأول في مجال الديسلكسيا واضطرابات اللغة وعدم القدرة على التعلم.
- أشار إلى أن عدم سيطرة أحد شقي الدماغ يؤدي إلى التأتأة وصعوبات القراءة أو الكتابة.
- أوضح بأن أحد شقي الدماغ يعتبر مسيطرا عند الأفراد ، حيث أن الشق الأيسر هو المسيطر عند الأفراد الذين يستخدمون الجانب الأيمن.
فإذا كان أحد شقي الدماغ هو المسيطر فإن الشخص سوف يواجه صعوبة أقل في تعلم القراءة وميل أقل لعكس الحروف والكلمات. أما إذا لم يسيطر أحد شقي الدماغ فإن الطفل يميل إلى التأتأة وعكس الحروف والكلمات وبالتالي صعوبة في تعلم القراءة والكتابة.
توصل أورتن للآتي:
* العمى السحائي: يظهر بسبب تلف اللحاء حيث يسبب عدم إحساس بالرؤيا أو الوعي بما يرى برغم سلامة العصب البصري.
* عمى العقل: يرى المريض الشيء ولكن لا يتذكر استخدامه.
* عمى الكلمة: لا يستطيع المريض أن يعرف معنى الكلمة المكتوبة أما المنطوقة وهو ما يسمى (بالأفيزيا الحسية).
(3) علماء النفس وتقييم صعوبات التعلم:
- كما نلاحظ أن علماء الأعصاب وعلماء النفس العصبي وأخصائيو العيون جميعهم اهتمو بدراسة ما ينتج عن الإصابات المخية (ربطوا بين الإصابات المخية واضطرابات التعلم بأنواعها). بينما نجد أن علماء النفس اهتموا بما يسمى بتقييم السلوك الناتج عن تلك الإصابات (لا يتعاملوا مع سبب الحالة وإنما مع نتيجتها).
- تعتبر دراسات تطور مفهوم الذكاء وتقييم القدرات العقلية بداية أساسية لتاريخ صعوبات التعلم ، لأن تلك الدراسات صنفت القدرات التعليمية وحاولت فهم القدرات المعرفية وربطها بعملية التعلم وهذا أساس علم صعوبات التعلم.
- أهم إسهامات علماء النفس الذين لعبوا دورا هاما في هذا المجال:
أ) الفرد بينييه:
عالم النفس الفرنسي الذي قام بتطوير اختبار بينيه للذكاء.
ب) تشارلز سبيرمان:
عالم النفس الإنجليزي صاحب نظرية (العاملين) وهي { الذكاء إما أن يكون قدرة عامة وإما أن يكون مجموعة من القدرات الخاصة }.
ج) لويس ثيرستون: وهو الذي توصل إلى الذكاء يتألف من عدد من القدرات المحدودة وهي: الذاكرة – الطلاقة في الكلام – القصور المكاني – سرعة الإدراك – الفهم اللفظي – القدرة العددية.
د) وكسلر:
طور مقاييس وكسلر للذكاء المشهور
هـ) كيرك وآخرون:
هو أحد أبرز العلماء المختصين في صعوبات التعلم ، اهتم بصعوبات اللغة عند الاطفال وعمل بجامعة ميتشجن وقدم مع زملائه مقاييس للقدرات النفس لغوية لتقييم القدرات النفس لغوية والتي يعتقد بأنها ضرورية لفهم واستخدام اللغة المنطوقة، والذي أصبح من المقاييس المستخدمة في صعوبات التعلم ، ويرجع الفضل إليه في تقديم مصطلح صعوبات التعلم عام 1963م.
و) فروستج وآخرون:
طوروا أول اختبار في مجال الإدراك البصري (التأثر الحركي البصري + الشكل والأرضية + ثبات الإدراك + الوضع في الفراغ + العلاقات المكانية. ومن ثم قام غيرها من العلماء بتطوير اختبارات مشهورة لتحليل صعوبات القراءة.
(4) التربية العلاجية:
أ) العالم إيتارد:
- بدأت التربية العلاجية في فرنسا على يد (إيتارد) الذي حاول تدريب طفل متوحش عثر عليه في غابة (أفرون) 1799. كان عمر الطفل 11 سنة ولكنه يتصرف بطريقة وحشية حيث لم يكن قادرا على استخدام اللغة وكان يمشي كالحيوانات. اعتقد إيتارد أنه من الممكن وعن طريق (التدريب التربوي) أن نتغلب على المشكلات التي يعاني منها هذا الطفل.
- التدريب التربوي من الممكن أن يشتمل : {إثارة الجانب الاجتماعي + إيقاظ الأحاسيس العصبية + زيادة المفاهيم والأفكار من خلال التزويد بمتطلبات واحتياجات جديدة + تطوير الكلام من خلال التقليد وعند الحاجة ...الخ}.
- وقام إيتارد بحل مشكلاته الجسمية. يعتبر عمل إيتارد هذا مثال مبكر (للتربية الحسية).
- التربية الحسية تعني: { يتم اكتساب التربية والمعرفة من خلال الحواس ، وعلى هذا يجب تنمية وتطوير الحواس بهدف تحسين القدرات العقلية}.
- حاول إيتارد على تحسين التمييز السمعي والبصري والذاكرة والتعميم من أجل مساعدة الطفل على الانتباه للمثيرات الأكثر تعقيدا.
- نجح إيتارد مع الطفل نجاحا محدودا ولكنه أثار سؤال هام وخصوصا في ميدان التخلف العقلي وصعوبات التعلم وهو: -
هل يمكن تدريب القدرات العقلية عن طريق تطوير الحواس من خلال التدريب الحسي؟
لا زلنا حتى وقتنا الحاضر نستخدم الكثير من أنشطة التدريب الإدراكية التي استخدمها إيتارد في أنشطة الاستعداد القرائي (مرحلة التهيئة للقراءة) مع الطلاب العاديين والغير عاديين الذين يعانون من مشاكل تعليمية.
ب) إدوارد سيجان:
تلميذ العالم إيتارد: حيث طور أسلوب تربوي خاص (بالاضطرابات الحسية الحركية) بالاعتماد على الافتراضات النفسية والعصبية القائمة.
* قام بتدريب المهارات الحركية الأساسية في البداية ، مع تدريب الوظائف اللمسية من خلال عملية حمل الأشياء واستخدامها ثم القيام بدور تدريب قدرات عقلية أساسية مثل {الإدراك + الانتباه + تقدير الألوان + وعي بالمسافات + إدراك الشكل والمكان}.
* وقام أيضا بتدريس مهارات الاستماع والقراءة والكتابة والكلام من خلال استخدام (أساليب التقليد وحاسة اللمس وبطاقات التمرير السريع والأشياء المحسوسة).
ج) ماريا منتسوري:
- طبيبة أطفال إيطالية 1912 عملت مع الكثير من حالات المرض العقلي والتخلف العقلي.
- توصلت من خلال خبراتها ودراسات إيتارد وسيجان بأن مشكلة القصور العقلي هي مشكلة تربوية أكثر من أنها طبية.
- توصلت من خلال عملها مع الأطفال العاديين والغير عاديين من ذوي التخلف العقلي والمضطربين عقليا إلى ما يسمى بطريقة (ماريا منتسوري) : {هي طريقة تعتمد على مفهوم التربية الآلية أو التدريس الذاتتي ، ويقتصر دور المدرس في تنظيم الأنشطة والمواد بحيث يتمكن الطفل من تدريس نفسه بينما يقوم المدرس بالمراقبة لتلك الأنشطة}.
- قامت بتصميم مواد تعليمية لتدريب القدرات البصرية (تمييز الألوان والشكل والحجم). ولتدريب القدرات السمعية ، والتمييز اللمسي وتمييز الألوان.
- تعتبر طريقتها فعالة جدا مع أطفال ما قبل المدرسة.
د ) الفرد بينيه:
- يعتبر هذا العالم كما عرفنا ذا شهرة كبيرة في مجال القياس وبالإضافة لذلك في مجال (التربية العلاجية). وعتبر الأب الروحي لحركة الاختبارات العقلية والتربية الخاصة لذوي التخلف العقلي.
- قام ببناء منهج للمتخلفين عقليا حاول فيه تدريب: (جوانب الانتباه + سرعة الاستجابة الحركية + المهارات الحركية + التعبير اللفظي + الذاكرة + التمييز ...الخ).
- أكد على أهمية الطالب ودوره الفعال في عملية التعلم ونادى بما يسمى ( بطريقة الاستكتشاف) في تدريس الطلاب الغير عاديين (استكشاف قدراتهم من خلال الخبرات).
استمر التركيز على ما يسمى بالتربية العلاجية ودورها الفعال في علاج وتنمية قدرات الأطفال وخصوصا الغير عاديين حيث تم تطوير سلسلة من الإجراءات الخاصة بالتربية العلاجية في الولايات المتحدة الأمريكية لأنواع مختلفة من مشكلات التعلم بما فيها صعوبات التعلم ومن الممكن أن نصنف هذه الإجراءات إلى ما يلي:
أ) - تربية علاجية لاضطرابات الإدراك – الحركي.
ب) - تربية علاجية لصعوبات القراءة.
ج - تربية علاجية للأطفال المضطربين لغويا.
أ) التربية العلاجية لاضطرابات الإدراك – الحركي:
- أشهر من ساهم في هذا المجال هو: (الفرد ستراوس + كروكشانك + كيفارت + فروستج وهورن)
- كان لستراوس دور كبير لبروز ميدان صعوبات التعلم على الرغم من أنه لم يستخدم هذا المصطلح ولكن نجده أكد على المشكلات التعليمية لدى الأطفال الذين يعانون من إصابات مخية حيث كان يعمل مع الأطفال الذين يعانون من إصابات مخية بلا تحديد سواء متخلفين عقليا أو غيرهم من المصابين دماغيا.
ب) التربية العلاجية لصعوبات القراءة:
- أشهر من ساهم في هذا المجال من الباحثين : ( العالمة جراس فيرنالد + ماريون مونرو + جلنجهام ستلمان واورتون).
- تركزت أعمال هؤلاء في تصميم طرق تدريس للأطفال الغير قادرين على تعلم القراءة أو التهجئة على الرغم من أنهم يتمتعون بقدرات عقلية متوسطة أو فوق ذلك.
ج) التربية العلاجية للأطفال المضطربين لغويا (اضطرابات اللغة الشفهية):
- أشهر هؤلاء: (مايكلبست + مجنز) وكلاهما عملا مع الأطفال الصم.
- يعتقد مايكلبست ومن خلال دراسته أن الخلل في الوظائف يعتبر مسببا لصعوبات التعلم ولذلك فإنه استخدم مصطلح "صعوبات التعلم النفسية النمائية).
وتوصلت ميجنز إلى أناط تطور اللغة عند المتأخرين لغويا وهي: عجز اللغة التعبيرية وعجز اللغة الاستقبالية.


ساحة النقاش