محكات تحديد الاستحقاق لخدمات صعوبات التعلم :
يوجد العديد من المحكات التي من خلالها يمكن الحكم على أن تلميذا ً ما يعاني من صعوبة في التعلم و يستحق خدمات التربية الخاصه في هذا المجال , و من المحكات المستخدمه في تحديد الاستحقاق لخدمات صعوبات التعلم :
محك التباعد , محك الاستبعاد , محك العمليات السيكولوجية , محك العلامات النيرولوجية , محك التربية الخاصة .
و ليس بالضرورة أن نستخدم جميع المحكات ولكن على الأقل ثلاثه منها لتحديد الاستحقاق , حيث أن كل محك من هذه المحكات له متطلباته الخاصة من البيانات و الاختبارات التي يمكن الاستفاده منها في عملية اتخاذ قرار الاستحقاق .

المحك الأول : محك التباين أو التباعد :
إن التباعد بين القدرة و الإنجاز يعتبر أحد العناصر التي تضمنها الجزء الإجرائي من التعريف الفدرالي لصعوبات التعلم , و يعني ذلك تحديد الفجوه بين ما يكون الطفل قادرا ً على تعلمه و بين ما يكون قد تعلمه أو أنجزه بالفعل.
و بناء على هذا المحك تشخص الصعوبة في التعلم في الحالات التالية :
1 - الحالات التي يبدو فيها واضحا ً أن مستوى التحصيل الطفل يقل عن مستوى تحصيل الأطفال الآخرين من نفس العمر و نفس الصف الدراسي .
2 - الحالات التي يظهر فيها الطفل تباعدا ً أو انحرافا ً حادا ً بين مستواه التحصيلي و قدراته العقلية في واحدة أو أكثر من المجالات التالية :
1. القدرة على التعبير اللفظي .
2. القدرة على التعبير الكتابي .
3. المهارات الأساسية في القراءة .
4. فهم و استيعاب المادة المقروءة .
5. فهم و استيعاب المادة المسموعة .
6. إجراء العمليات الحسابية .
7. الاستدلال الرياضي .
و يطلق على ذلك التباين أو التباعد بين النمو العقلي العام أو الخاص و التحصيل الأكاديمي . ففي مرحلة ماقبل المدرسة عادة ما يلاحظ عدم الاتزان النمائي بالنسبة للطفل , في حين يلاحظ انخفاض التحصيل الدراسي و التخلف الأكاديمي في المستويات الصفية المختلفة في المدرسة الابتدائية في الجوانب التي سبق ذكرها .
و يمكن تحديد ما اذا كان هناك تباعد في قدرات الطفل و انجازه من خلال الاجابه على ثلاثة أسئلة :
1 . ماهي قدة الفرد أو طاقته على التعلم ؟
2 . ما هو الإنجاز الراهن للفرد ؟
3 . ما هو قدر التباين بين القدرة و الانجاز الذي يمكن اعتباره كبيرا ً ؟

المحك الثاني : محك الاستبعاد :
يعتمد أساس هذا المحك على أن الأطفال الذين ترجع صعوبات التعلم لديهم بصفة أساسية إلى حالات العجز أو القصور سواء كانت ضمن حالات الإعاقة السمعية , أو البصرية , أو الإعاقة الذهنية , أو الاضطراب الإنفعالي , أو اضطراب العوامل البيئية , أو الثقافية , أو الاقتصادية , أو الاجتماعية , يستبعدون جميعا ً من فئة ذوي صعوبات التعلم , و هو الذي نص عليه القانون الدولي ( التحديد الفدرالي لصعوبات التعلم ) .
و هذا لا يعني أنهم جميعا ً لا يعانون من صعوبات التعلم ولكن الاستبعاد يعني استبعاد المصابين بإعاقات أخرى و ترجع صعوباتهم التعلمية بشكل مباشر إلى تلك الإعاقة الموجودة لديهم أو لسوء الظروف البيئية , أو الثقافية , أو الاقتصادية التي يعيشون فيها , وهم بتالي يحتاجون إلى برامج تدريبية و تعليمية و علاجية خاصة تتناسب و نوع العجز أو القصور الذي يعانون منه .
و غالبا ً ما يكون من الصعب تحديد فيما إذا كان تدني التحصيل يعود إلى التخلف العقلي أو الاضطرابات الانفعالية أو الإعاقة الجسمية أو ناتجه عن ظروف بيئية وثقافية و اقتصادية , و بغض النظر عما إذا كانت لدى الطفل صعوبة تعلمية للبدء بها , أو كانت لديه ظروفا ً غير عادية تؤثر في عمليات تعلمه , فالنتيجة واحدة هي عدم وجود خلل في معالجة المعلومات يعيق عملية التعلم , كما يحتاج معه إلى تدخل علاجي .

المحك الثالث : محك العمليات السيكولوجية ( النفسية ) :
يعتمد هذا المفهوم على أن النضج عملية منتظمة و مستمره ترتبط ارتباطا ً منتظما ً بالعمر الزمني .
و النضج هي عملية ارتقائية ( نمائية ) تحدث لدى الكائن العضوي تغيرا ً في الأبنية و الوظائف و أنماط السلوك المرتبطة بهما و طرق التكيف المميزة لنوعه و هي عملية منتظمه و مستمرة ترتبط ارتباطا ً منتظما ً بالعمر الزمني.
و إذا كانت التغيرات الارتقائية التي قد تطرأ على النواحي البيولوجية (الوراثية ) تسمى نضجا ً , فإن التغيرات الارتقائية التي ترجع في جوهرها إلى أثار الظروف البيئية ( الخبرة أو الممارسة أو التدريب ) تسمى تعلما ً و في كلتا الحالتين النضج و التعلم قد تدل التغيرات على تحسن أو تدهور , و عادة ما يكون التدهور في الحالتين في مراحل متأخرة من العمر .
و النضج من الشروط الأساسية الميسرة لعملية التعلم و هناك علاقة وثيقه بينهما , فعلا سبيل المثال لا يستطيع الطفل أن يمشي قبل أن يقف على قدميه أو يبدأ في استخدام اللغة قبل أن تنضج وظائفه الكلامية , أما اللغة التي يتكلمها فغالبا ً ما تكون من نتاج البيئة التي يعيش فيها , و تختلف معدلات النضج من طفل إلا آخر و قد يكون النضج بنسبه لأحد الأطفال غير منتظم مع المعدل الطبيعي للنضج لمن هم في مثل عمره , وينتج عن هذا فروق فرديه داخل الفرد أو جوانب قوة في بعض العمليات العقلية و ضعف في البعض الآخر , وهذا التفاوت في نضج بعض المكونات أو القدرات لدى الفرد يبدو كأعراض مشكلة التعلم و ذلك ما أشير اليه في التحديد الفدرالي لصعوبات التعلم باضطراب في واحده أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية.

و هناك ثلاثة مداخل جاري استخدامها كمؤشر لتحديد درجة الاستحقاق :
1 . مدخل ملاحظة و تسجيل الأعراض السلوكية :
أ - القوائم الوصفية للخصائص السلوكية .
ب - الموجهات الفئوية لاضطراب العمليات .
ج - قوائم ملاحظة عمليات أداء الواجب .
2. مدخل التقييم غير الرسمي لعملية أداء الواجب .
3. مدخل الاختبارات المقننة :
أ - تحليل المقاييس الفرعية للأداء على اختبارات الذكاء .
ب - اختبارات القدرات العقلية المتخصصه .

المحك الرابع : محك العلامات النيرولوجية :
يركز هذا المحك على التلف العضوي أو النيرولوجي عند الأطفال و بعض العلماء يرى أن الاهتمام بالعوامل النيرولوجية لا يخدم أهداف المربيين أو غيرهم عند التخطيط العلاجي لذوي صعوبات التعلم بينما الاتجاه الآخر يؤمن بأن معرفة هذه العوامل يمثل عونا ً كبيرا ً على تفهم أوجه القوه و مواطن الضعف من الناحية التعليمية عند الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم .
إن جميع أشكال التعلم تنبع أصلا ً من المخ و بالتالي فإن أي اضطراب في عملية التعلم يرجع السبب فيه إلى سوء الأداء الوظيفي للجهاز العصبي المركزي , و يشار في هذا المجال إلى ثلاث مؤشرات سلوكية و عصبية هي: ( الضعف في التآزر البصري الحركي , فرط النشاط , و عدم انتظام النشاط الكهربائي في الدماغ ) .
و هناك دلائل تشير على أن الأطفال الذين يعانون من نقص في التغذية في بداية حياتهم خاصه في السنة الأولى من العمر يتعرضون لقصور في نمو الجهاز العصبي المركزي مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى ظهور صعوبات في التعلم لديهم .
و في كثير من الحالات يكون من الصعب إن لم يكن من المستحيل التأكد من الظرف النيرولوجي من خلال الفحوص الطبية فإن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال بأن جميع الأطفال الذين يعانون من صعوبات خاصه في التعلم يعانون من اضطراب أو قصور نيرولوجي , و لكنهم في الحقيقه بنسبه للكثير من الحالات قد يكون السبب الرئيسي المعاناه من صعوبات التعلم .

المحك الخامس : محك التربية الخاصة :
يعني هذا المحك أنا الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم هم أولئك الذين يحتاجون لطرق خاصة في التعلم تصمم خصيصا ً لمعالجة مشاكلهم التعليمية الناتجة عن وجود بعض من الاضطرابات النمائية لديهم و التي تمنع أو تعوق قدرة الطفل صاحب الصعوبة على التعلم و غالبا ً ما تكون برامج التربية الخاصة لمثل هؤلاء الأطفال برامج فردية تختلف نواعا ً ما عما يقدم لأقرانهم العاديين في الفصل الدراسي .

 

المصدر: أ.د. أحمد أحمد عواد، يناير 2010 أستاذ التربية الخاصة بجامعتى عمان العربية/ الأردن، وقناة السويس/مصر http://manar-se.net/play-12154.html

ساحة النقاش

L-Disabilities
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

64,599