هآرتس : لمن هذه النكبة..تسفي برئيل

'لا أعلم ما هو يوم الارض، ولا أعلم ما هو يوم النكبة، أعلم انه حلّت كارثة بالفلسطينيين. سلبونا الارض ومن اجل هذا نحتفل'، قالت ن، وهي طالبة جامعية بدوية تشهد بأنها لم تتعلم قط في المدرسة عن النكبة أو عن يوم الارض الذي سيحل هذا الاسبوع. 'خافوا في المدرسة الحديث في هذا بصوت مرتفع'.
المدرسة التي تقصدها هي نوع من النكبة ايضا: فثمة مبنيان من الطوب العاري مع غطاء من الصفيح. انها تسكن في 'ارض الشتات'، وهذه لغة نظيفة لوصف سلسلة من القرى أو على الأصح مجموعات من المباني المتصلة بالألواح والكرتون والصفيح التي لا تعترف بها حكومة اسرائيل، دون كهرباء وماء جارٍ.
الآن وقد أصبحت طالبة جامعية وأما، تُعيد الى جماعتها ما تستطيعه، وهي تُقسّم وقتها بين المعهد والبيت ومشروع 'تهيلاه' للعناية بالاولاد البدو الذين تركوا المدارس. ويوجد من هؤلاء كثيرون في النقب.
هي طالبة جامعية ذكية ذات علم ولا تفهم لماذا تُصر الكنيست على سن قانون النكبة قبل أن يُعلموها أصلا ما هي تلك النكبة. تأتي الى الدرس ومعها كتب بيني موريس عن مشكلة اللاجئين ويوآف غلبر عن الذاكرة والتاريخ. يتناول الجميع مشكلة اللاجئين لكن من وجهة نظر يهودية صهيونية غير اسرائيلية ـ أي وجهة نظر تهتم، والعياذ بالله، بالذاكرة الفلسطينية للبدو و'اولئك الذين من الشمال'، كما تُسميهم ن.، وهي تقصد الفلسطينيين الاسرائيليين الذين ليسوا بدوا. 'انهم في الشمال عانوا أكثر منا. ربما لهذا هم أحسن معرفة بماهية النكبة'، تحاول ان تعلل عدم معرفتها. 'لكننا نحن ايضا فقدنا اراضي'، تقول صديقتها س. 'لكن اليهود لم يطردونا مثل اولئك الذين في الشمال'، تحاول ن. التفريق بين مأساة ومأساة. 'طردونا نحن ايضا'، ترد س. 'لنا أقرباء في غزة هربوا في سنة 1948'. تصمت ن.
'عندنا لا يحتفلون بيوم الارض'، تقول ن. 'يحتفلون'، تعاند س.، 'يغرسون الاشجار وينشدون الاناشيد'. 'أنت تقصدين يوم غرس اليهود. ليس هذا هو يوم الارض'، تقول ن، 'لا، لا، هذا بالضبط يوم ارضنا، هكذا نتذكر الارض'. ترفض ن. كلام س.، ويُصوب سائر الطلاب البدو أنظارهم ويصمتون. فهم ايضا لا يعلمون من يؤيدون. ربما يحسم المحاضر الأمر.
'الاولاد عندنا يعلمون ما هو يوم الارض، لكنهم لا يتعلمون عنه في المدرسة. انهم يعلمون من الآباء ومن البيت. ما نعرفه يعرفونه'، يقول ع. من رهط. 'توجد جمعيات ايضا يأتي نشطاؤها ويُبينون. يُرون الاولاد صور قرى كانت ولم تعد موجودة، ويُبينون لهم شيئا ما على الخريطة أين كانت هذه القرية وأين تلك الاخرى. لكنهم صغار ما زالوا لا يفهمون الخرائط. وعلى العموم في اللحظة التي يبدأون فيها الحديث الى الاولاد أين توجد قرى الفلسطينيين التي اختفت يكفون عن الاهتمام. ما لا يتعلق بالبدو لا يعنيهم'.
يُذكرني هذا الامر بأحاديث كانت لي مع أكراد في تركيا. لم يدعهم النظام هناك ايضا يتذكرون. كانت اللغة الكردية ممنوعا دراستها وكانت ايام الأعياد الكردية دائما ـ وما تزال ـ ايام إنذار بعمليات ارهابية.
'نحن ننقش تاريخنا ولغتنا في رؤوس الاولاد'، قال لي مواطن كردي من مدينة ديار بكر. 'هكذا يتعلمون ايضا تاريخهم كما لا يستطيع أي معلم تركي أن يعلمه. وهكذا يتعلمون دائما عن المظلمة التركية ويتبنون كراهية من يسلبهم ثقافتهم'.
إن ع. من رهط لا يعرف تاريخه حقا. تهربت الخطة الدراسية الاسرائيلية من التاريخ الفلسطيني وسيحاول قانون النكبة الآن ايضا أن يدفن في الرمل بقايا الذاكرة. لكن ع. و س. و ن. لا ينوون التنازل، لان من أراد أن يمحو لهم النكبة، وينقض ايام الذاكرة الفلسطينية، ويطمس يوم الارض سيحصل على ذلك عميقا داخل الذاكرة. مع كل الأخطاء والتشويه والكراهية لمن يريد أن يقتلع الذاكرة. وربما يجب على من أراد اقتلاع ذاكرة النكبة ايضا أن يُحرق كتب باحثين اسرائيليين يكتبون عنها، وهكذا لن يكون للفلسطينيين ما يدرسون.

اسرائيل اليوم :هذا وقت العمل لمجابهة حماس
ايزي لبلار

ثار فينا شعور 'دي جي فو' فظيع في الايام الاخيرة عندما رأينا التصعيد السريع لاطلاق الصواريخ والعمليات الارهابية التي تتم بمبادرة من حماس في غزة.
اذا لم نأخذ بعمليات شديدة فورا للقضاء على هذه الهجمات، فان الجماعة الدولية ستتعود مرة اخرى ان ترى أن اطلاق القذائف الصاروخية هو المعيار. وآنذاك عندما نضطر الى الرد في نهاية الامر ـ سنُتهم مرة اخرى برد زائد عن الحد وبضعضعة الوضع في الشرق الاوسط - لهذا يُفضل العمل الآن في الحال مع اولى محاولات حماس تصعيد الوضع.
تدهور الوضع في الاسابيع الاخيرة وبلغ ذروته بمطر عشرات الصواريخ التي سقطت على النقب وبلغت أسدود ويفنة تقريبا. والى ذلك، هذه أول مرة كان عند حماس ما يكفي من الثقة بالذات والوقاحة لتحمل المسؤولية بدل أن تُلقي التبعة على 'جماعات منفصلة'.
المؤسسة الامنية بحسب ما تقول وسائل الاعلام ترى الهجمات 'مواجهة في مستوى منخفض'، وتُسكننا قائلة ان حماس لا تطمح الى مجابهة 'جوهرية'. من الواضح في واقع الامر ان الردع الذي تم احرازه إثر عملية 'الرصاص المصبوب' أخذ يضعف، وعُدنا نُسلم بحقيقة ان أجزاء كبيرة من دولة اسرائيل معرضة لاطلاق القذائف الصاروخية سواء عُرّف هذا الاطلاق بأنه 'اطلاق ذو قوة منخفضة' أم عُرّف على نحو مختلف. المشكلة انهم يطلقون النار دون ردود عسكرية صارمة.
لا يجوز لنا ان تغرينا الأوهام. إن تحديد ردودنا بقصد ملاءمة توقعات الغرب المتعلقة 'بالتناسبية' لن يُقدم أي هدف. إن الدرس الذي جرى تعلمه من عملية 'الرصاص المصبوب' هو أن كل عملية نأخذ بها لحماية أنفسنا ستحظى في أحسن الحالات بالتنديد باعتبارها غير متناسبة. ومن المعقول أكثر أن يتم تعريفها بأنها جريمة حرب. قارنوا الرد الدولي الصامت على الضحايا الأبرياء الذين سقطوا في قصف الغرب لليبيا، بتنديداتهم التي حظيت بها اسرائيل اثناء عملية 'الرصاص المصبوب' (برغم الجهود الكبيرة جدا التي التزم بها الجيش الاسرائيلي كي يضائل عدد المصابين من المدنيين الى الحد الأدنى).
الباعث المركزي على تنفيذ حماس للهجمات برعاية ايران هو صرف الانتباه عن مشكلات ايران الداخلية وبرنامجها الذري المستمر. تريد حماس أن تصرف ايضا المعارضة الجماهيرية الداخلية لسلطتها. لكن حماس فوق كل شيء تفحص عن حزمنا وتريد أن ترى ما هو الحد الأعلى الذي سنظل سلبيين حتى نصله. اسرائيل الآن تمتنع عن عملية لأن الولايات المتحدة تستعمل علينا ضغطا كي لا 'نضايق' في اثناء فترة الاضطرابات التي تصيب العالم العربي.
هذا هو الوقت الذي يجب علينا فيه ان نطلب من رئيس حكومتنا إظهار قيادة صارمة، وأن يجمع مجلسه الوزاري المصغر وأن يُصر على أن يُظهر جميع الوزراء على نحو قاطع وحدة وأن يتحدثوا بصوت واحد قائلين أن الامتناع عن إحداث الردع مدعاة الى كارثة. ينبغي إشراك المعارضة في العمليات من اجل انشاء جبهة موحدة. لا شك في أن مؤيدي كاديما سيطلبون من الحزب دعم هذه السياسة.
ليس القصد عمليات انتقام بل ردعاً عن تنفيذ هجمات في المستقبل. لن يكون هذا ردا غير متناسب بل طموحا الى إحداث ردع والامتناع عن مجابهة في المستقبل ذات قوة تامة. هذا السلوك يناسب تماما القانون الدولي والتزامنا بحماية مواطنينا من العدوان المطلق.
اذا لم نعمل فورا في اعادة بناء قوتنا الردعية فقد يكون الثمن أبهظ من كل تنديد دولي قد نحصل عليه نتيجة ذلك.

معاريف : ساعة قصة في دمشق
عميت كوهين

التقرير في قناة التلفزيون السوري الرسمية وعد بدراما. الرجل الاصلع الذي يرتدي سترة جلدية، ويجلس امام الكاميرة، لم يذكر اسمه. وبدأ فقط بطرح تفاصيل 'الاعتراف' الذي يثبت زعما التدخل الخارجي في الاحداث الدموية في سورية. في القصة التي ابرزت في كل وسائل الاعلام في سورية، المؤطرة والمدعومة من السلطة، كانت كل التفاصيل اللازمة. الولايات المتحدة، المال وبالطبع اسرائيل.
في الاعتراف المصور روى المعتقل، محمد رضوان، ان لديه جنسية مصرية وامريكية. واضاف انه في الايام الاخيرة، بعد أن بدأت الاضطرابات في الدولة، تلقى رسالة الكترونية من محافل في الخارج طلبوا منه ان يرسل لهم مقاطع فيديو وصوراً عما يجري في سورية. وقال الشاب: 'اختاروني لان لديّ هاتفاً نقالا ً مع كاميرة. قالوا لي اني يمكن ان أكسب من هذا الموضوع'. وقد تم التوجه من خلال رجل اتصال كولمبي اقترح دفع 100 جنيه مصري للصورة.
في هذه المرحلة تلقت الحبكة انعطافة اضافية، وذلك من اجل تشديد الدراما والمؤامرة. وروى رضوان انه زار مؤخرا اسرائيل، في ما وصفته السلطات في سورية كـ 'زيارة سرية'. الوصف مع ذلك يبدو مغايرا تماما. فقد قال المعتقل: 'دخلت اسرائيل عبر الاردن، وصلت الى القدس وبعدها عدت الى سورية'. وحسب اقواله فانه سافر للقاء صديق في الضفة الغربية. وبعد ذلك سكن لفترة ما في شرقي القدس وكان يدخل ويخرج بين الحين والاخر من والى الشطر الغربي من القدس.
كما روى رضوان انه عندما كان في اسرائيل حقق معه على مدى أربع ساعات حول مكوثه في سورية. وروى يقول: 'دخلت الى اسرائيل بجواز سفري الامريكي. وسألني الاسرائيليون هل اريد أن يختموه لي فقلت اني افضل ان لا وذلك كي اتمكن من العودة الى سورية'.
أمس، لشدة المفاجأة، تبين أن القصة السورية ضخمت تماما. اقرباء رضوان رووا انه مهندس مصري ذو جنسية أمريكية يسكن في دمشق. كل نظرية المؤامرة التي عرضت على المواطنين السوريين استندت الى مكالمة هاتفية بين رضوان وبين صحافي كولمبي. وقال اقرباؤه: 'انه لم يزر اسرائيل ابدا ولم يتلقّ المال كي يصور أي شيء'.

سعر الليرة مستقر

قصة رضوان تجسد كيف تعمل آلة الدعاية السورية هذه الايام التي تسودها الاضطرابات في الدولة والثورات في العالم العربي. خلافا لوسائل الاعلام في ليبيا، والتي تجاهلت تماما الاحداث التي وقعت في دولتها، بلغت وسائل الاعلام السورية عما يجري منذ اللحظة الاولى، ولكنها طرحت تفسيرها للامور. في نهاية الاسبوع الماضي، مثلا، عندما اندلعت الاضطرابات في ارجاء سورية بعد صلاة يوم الجمعة، اختاروا في التلفزيون السوري ان يعرضوا بالذات مظاهرات التأييد للرئيس بشار الاسد. وبالتوازي تحدثت وسائل الاعلام عن الاستقرار الاقتصادي في الدولة، رغم فقدان السيطرة. 'يوجد استقرار في سعر الليرة'، على حد قول البيان الرسمي من دمشق. 'البنك المركزي قادر على أن يغطي كل سحوبات العملة'.
الاسد لم يتطرق بعد علنا للاضطرابات في بلاده. وخلافا لمبارك والقذافي، اللذين تحدثا الى شعبيهما والى العالم، كل واحد بطريقته، اختار الرئيس السوري حتى الان الحفاظ على الصمت. وفي مكانه قادت الخط الاعلامي السوري بثينة شعبان، مستشارة الاعلام الشخصية للرئيس. 'ما نراه ليست مظاهرات هادئة تطالب باصلاحات في سورية'، قالت شعبان. 'يوجد هنا موضوع مختلف تماما، لا علاقة له بالمطالب الشرعية المطروحة. الان، بعد أن اتضح جزء من الصورة، نحن يمكننا أن نقول إن هناك محاولة لاشعال الحرب بين الطوائف في سورية'.
شعبان، ابنة 58، مجربة جدا في الاعلام. شهادة الدكتوراه التي نالتها، باللغة الانكليزية، حققتها في بريطانيا في العام 1982، ومنذ ذلك الحين وهي تعنى بالحديث بلسان النظام السوري. في الماضي، عملت كمترجمة للاسد الاب، ومع صعود بشار الى الحكم انضمت الى قيادة النظام الى أن اصبحت المستشارة الاعلامية الشخصية للرئيس. هي أيضا، مثل باقي قيادة حزب البعث، تعتقد ان محاولة النظام التحذير من اندلاع حرب بين السنة والعلويين في سورية كفيلة بان توقف الاضطرابات.
ولكن الاساليب التي يتخذها النظام السوري في نشاطاته الاعلامية اكثر ذكاء . في محاولة لتقليص حدة الانتقاد المتصاعد على كمية المصابين والقتلى في جانب المتظاهرين ضد النظام في الاضطرابات، بدأت وسائل الاعلام في سورية تبلغ ايضا عن المصابين في اوساط مؤيدي الحكم. فقد أفادت وكالة الانباء السورية 'سانا' بان عشرة من رجال الامن قتلوا في مدينة اللاذقية في المواجهات مع 'عصابات مسلحة'. صور ومقاطع فيديو للمصابين في اوساط مؤيدي النظام بثت المرة تلو الاخرى لتكرار الرسالة التي تقول ان الحديث لا يدور عن تفريق مظاهرات هادئة، بل عن معارك شوارع حقيقية. هذه التقارير نالت الهزء من جانب معارضي النظام. 'منذ متى يوجد في سورية مواطنون يحملون السلاح؟'، كتب في احدى صفحات الفيس بوك لرجال المعارضة.
هذه التقارير تدل اكثر من أي شيء آخر على الضائقة التي يعيشها نظام الاسد. فقد اضطر الحكم الى التبليغ عن مصابيه كي يري بان صراعه، المزعوم، شرعي. ومع ذلك، فمثل هذه التقارير هي سهم مرتد وذلك لان النظام الدكتاتوري يظهر الان في ضعفه. وها هم، حسب التقارير الرسمية، الناس في اللاذقية يتجرأون على حمل السلاح ضد الحكم كلي القدرة. تقارير من هذا النوع كفيلة بان تثير أكثر فأكثر حماسة المعارضين، وتدفعهم الى المرحلة التالية من الكفاح، مثلما كان في ليبيا.

شكرا لـ 'الجهات الاجنبية'

زاوية مركزية اخرى تستخدمها منظومة الدعاية الرسمية السورية هي أن الحديث لا يدور عن مواجهة بين الشعب وبين النظام بل عن محاولة جهات أجنبية احداث حرب أهلية وانقلاب في دمشق. في موقع للانترنت، يتماثل مع مؤيدي الرئيس الاسد، نشر أمس بان قوات الامن في اللاذقية اعتقلت 18 شخصا يحملون جنسيات عربية اجنبية، اشعلوا اعمال الاخلال بالنظام وحرضوا السكان على التظاهر. 'يدور الحديث عن مواطنين، اردنيين، مصريين، لبنانيين، سعوديين، يمنيين وفلسطينيين'، كما افادت محافل لم تذكر اسمها. 'والى جانبهم عمل مواطنون سوريون يعملون في لبنان. وقد وصلوا الى المنطقة كي يثيروا اعمال الاخلال بالنظام'.
حتى الآن، لم تعلن السلطات في سورية من هي تلك القوى الخارجية التي يزعم انها تتآمر على النظام. واستخدام الكلمة العمومية 'جهات خارجية' يمكن أن يوجه تجاه الغرب، تجاه محافل من الاسلام المتطرف كالاخوان المسلمين او القاعدة بل وحتى تجاه دول عربية خصمة. بالمقابل، في وسائل الاعلام السورية بات مؤيدو النظام، ولا سيما في مواقع انترنت غير رسمية، يسمحون لانفسهم بان يأخذوا القول التعميمي للجهات الخارجية العاملة ضد الحكم في دمشق، وتحويله الى 'معلومات استخبارية' عن التآمر الذي يقع ضد سورية. وهكذا، في موقع الاخبار الذي يؤيد النظام جاء عن الاضطرابات المتصاعدة في الدولة: 'هذا مخطط ذكي وضعه السفير السعودي بندر بن سلطان، بالتعاون مع جيفري بالتمان، السفير الامريكي السابق في بيروت. هدفهما هو اسقاط الحكم واعادة سورية الى العصر الحجري'. في تقرير طويل ومفصل زعم في الموقع بان الرجلين اقاما شبكات تآمر داخل سورية، تتشكل من مجرمين، صحافيين، رجال اعمال ومممثلين للطوائف المختلفة. في هذا التقرير المشكوك فيه ايضا يعود الموضوع الطائفي. فقد جاء فيه ان 'المخطط هو ان يقتل المسيحيون في شرقي دمشق المسلمين والدروز الذين يسكنون بجوارهم. السنة في جنوب المدينة، يقتلون الشيعة. العلويون في الغرب يقتلون السنة والاكراد في الشمال يقتلون كل ابناء الطوائف الاخرى'.
في هذ الوصف الجميع يقتل الجميع وفقط جهة واحدة تبقى بريئة تماما. حكم بشار الاسد.

يديعوت :سورية.. حاجز الخوف انكسر
سمدار بيري

سلام لك يا بشار الاسد. أنت لا بد تتصور أننا نتابع. صحيح، أنت تحرص على ألا تتسرب أي معلومات الى الخارج، وقد شاركت القبضات الحديدية للاجهزة في الصراع لاغلاق وسائل الاعلام، وشطب الصور. ولكن الهواتف (لا تزال) تعمل، والشباب عندك تعلموا كيف يستخدمون العناوين في لبنان كي يصعدوا الى الشبكة. لا تنسَ ان الدبلوماسيين الاجانب في دمشق يرفعون التقارير على مدار الساعة. وهم يروون مثلا ما تفعله أجهزتك كي تجعل من درعا البؤرة الاشكالية الوحيدة التي يعمل فيها 'الزعران' وعملاء 'الموساد' و'عصابات الارهابيين' ضدك. صحيح، حسب ما نسمع فان المتظاهرين لا يتجرأون على الهتاف بأنهم يريدون اسقاطك. ولكن اذا واصلت التورط، فاعتمد عليهم بأن هذا سيأتي. أنت وأنا نعرف أن حاجز الخوف انكسر.
اذا كان مهماً لك ان تبقى في الحكم، فاعقد فورا مؤتمرا صحافيا، وأطلق نظرة ودية الى الكاميرات، وتحدث الى شعبك، وأقنعهم بأن 'الرئيس' يعتزم أخيرا الايفاء بالوعود التي نثرها في الايام الاخيرة.
صحيح، بعثت بآلاف الجنود، ولكن المتظاهرين، الذين لا يكاد يكون لهم ما يخسرونه، دبّروك: أنت بعثت بقوات الامن الى الميادين، فهجم الشباب من الأزقة الأكثر بُعدا. في الليلة الاولى وصلت الصور ( صعبة جدا، اذا قلنا الحقيقة) للقمع في الاماكن غير المتوقعة على الاطلاق. وحتى في معقلك، اللاذقية. سيىء جدا أنك بعثت ببثينة شعبان للحديث باسمك. عندما يتحرك الكرسي، لن يشتري أحد وعود المستشارة. كما لم تكن حكمة أن تُنزل أمرا للصحافيين بأن يكتبوا عنوانا رئيسيا عن 'مسيرات' وينشروا صور 'المؤيدين'. شعبك ليس غبيا. وهذه ليست 'مسيرات' بل مظاهرات ضدك. في هذه الاثناء يهتفون فقط 'الحرية'، بعد قليل ستسمع كيف يهتفون 'الشعب يريد اسقاط النظام'. هل تريد أن نُذكرك بما حصل في تونس؟ وأين مبارك؟.
الجيل الشاب، الذي يخرج الآن الى الشوارع، وُلد في حالة الطوارىء. ومن فترتك في لندن لا بد أنك تعلمت، أنه لا توجد دولة متنورة تعيش على قوانين الطوارىء 48 سنة. يجب اعطاؤهم أملا ً. الشباب باتوا يفهمون بأن الاجهزة تستهدف المتظاهرين لزجهم في السجون. يُقال انك تحتجز 4 آلاف سجين فلسطيني. أنا أعرف واحدة منهم، فلسطينية من المناطق اجتازت الجحيم في سجن النساء. ذات يوم ستفتح فمها ضدك. بعد قليل ستكتشف ان السجانين يتمردون عليك.
هيا نجري معا احصاء للمخزون، من هم اصدقاؤك، الذين سيهرعون لنجدتك عندما تخرج الانتفاضة عن السيطرة؟ الادارة في واشنطن؟ لديها ضدك بطن مليء، بسبب المرتزقة الذين هربتهم الى العراق، لقتل جنود امريكيين. وهم لا يصدقون أي كلمة تقولها ويربطون لنا أيادينا كل مرة يخرج فيها أحد ما ليؤيد السلام مع سورية. الفرنسيون يمقتونك بسبب تصفية رفيق الحريري. كما انهم سمعوا من نائبك، عبد الحليم خدام، قصصاً فظيعة عن سلوك أبيك الراحل، وعنك. القصر في السعودية لا يتحدث معك منذ سنين. تركيا؟ حسنا، حقا، من بقي؟ آه، نعم، آيات الله في طهران. إسمع مني، فقد وجدوا لك منذ الآن وريثا.
في الشهر الماضي لن يكون الفخار في سورية الاضطرابات، لانك أغضبت شعبك بعقد اتفاق سلام معنا. تتفق معي بأن هذا عذر بائس. الآن أنت تتهم بأن الموساد ينظم المظاهرات ضدك. يا له من عذر جميل.
إسمع، يا بشار، الارض عندك تشتعل، استيقظت متأخرا، وأنت تقترح أقل مما ينبغي. أُخرج فورا، ولا تتلعثم. اذا كان مهماً لك أن تبقى (بالنسبة لنا لا يهم على الاطلاق، فقد اعتدنا عليك...) وأعلن حربا حقيقية على الفساد، ألغ َِ حالة الطوارىء، أطلق السجناء، إصرف قادة الاجهزة الذين يعملون لك من فوق الرأس، وبالأساس، انصت الى شعبك. اذا وعدتهم بحياة كرامة، فسترى كيف سيسمحون لك بالبقاء.

هآرتس :اسقاط الاسد جيد لليهود؟

مرة اخرى في القدس 'يتابعون عن كثب' النزاع لدى الجيران، هذه المرة الصدامات الدموية في سورية، فهل اسقاط بشار الاسد جيد لليهود؟ هل يحتمل ان يحتل المتزمتون المتدينون مكان حكم الأقلية العلوية؟ ماذا سيكون مصير اتفاق فصل القوات في هضبة الجولان؟ ماذا ستكون سياسة النظام الجديد بالنسبة للحل السياسي للنزاع الاسرائيلي ـ العربي؟ كيف سيؤثر التحول السياسي على العلاقات الحميمة بين سورية وايران، حزب الله وحماس؟.
من الصعب ايجاد محلل جدي يخاطر في محاولة الرد على هذه الاسئلة. بالمقابل، بعد ستة اسابيع من اسقاط نظام حسني مبارك، حتى المتشائمون اليائسون لا يتحدثون عن استئناف المواجهة مع مصر. بالهزات الداخلية لم تنتقل الى الحدود مع اسرائيل. والحكومة المؤقتة في القاهرة ردت بضبط للنفس على غارات سلاح الجو في غزة. وعلى الرغم من ذلك، ففي مقابلة مع صحيفة 'الحياة' الصادرة في لندن (ونشرت في نهاية الاسبوع في 'هارولد تريبيون' ايضا) قال عمرو موسى الذي يعتبر أحد المرشحين المتصدرين لانتخابات الرئاسة، بشكل قاطع، انه اذا انتُخب رئيسا فسيحترم اتفاق السلام مع اسرائيل.
لولا ضيق أفق وربما جُبن اولئك الذين يصفون أنفسهم 'بالزعماء' لعله كان يمكن لنا ان نكون أكثر هدوءا حتى بالنسبة للتطورات في الشمال. فاليوم سيحل العام التاسع على إقرار مبادرة السلام العربية في قمة الجامعة العربية. كل الدول العربية، بما فيها سورية، وفي أعقابها كل اعضاء منظمة الدول الاسلامية، تقدموا في حينه لاسرائيل بالاقتراح الأفضل الذي تلقته الدولة اليهودية منذ تصريح بلفور: نهاية علاقات العداء مع العالم الاسلامي، علاقات جيرة طبيعية مع الدول العربية، دولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس، وحل عادل ومتفق عليه لمشكلة اللاجئين، على أساس القرار 194.
وتركت المبادرة ثغرة لتبادل الاراضي مما يتيح ضم الأحياء اليهودية في شرقي القدس وبعض المستوطنات لاسرائيل، وكذا ترتيبات خاصة في الاماكن المقدسة. وثائق 'الجزيرة' كشفت عن النهج البراغماتي لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، من مسألة العودة لاسرائيل في الاتصالات مع رئيس الوزراء ايهود اولمرت. الى جانب ذلك حاول الرئيس الاسد استئناف المفاوضات مع اسرائيل في قنوات مختلفة، وابتلع إهانة قصف المفاعل السوري، الذي حسب منشورات اجنبية عُزي لذراع اسرائيل الطويلة.
بدلا من السلام مع كل الدول العربية، شرع ارييل شارون في غداة القمة بحرب مع الفلسطينيين. ردا على قتل 30 اسرائيليا في عملية لحماس في فندق 'بارك' في نتانيا في ليل الفصح، بعث بالجيش الاسرائيلي لاعادة احتلال المناطق (حملة 'السور الواقي'). وبالمناسبة، اقترح شارون في حينه 'اتفاقا انتقاليا بعيد المدى' (أيبدو لكم معروفا؟)، بمثابة نعطي لك كل اليد وأنت تريد الاصبع. مثل باقي اعضاء الجامعة العربية، تجلدت سورية أمام قرار حكومة اسرائيل، في العام 2003، بإدراج 14 تحفظاً على خريطة الطريق.
ومثل باقي الدول العربية، منذ 28 آذار (مارس) 2002، صوتت سورية ثماني مرات في صالح اعادة المصادقة على المبادرة. ومثل سابقاتها الثلاث، حكومة نتنياهو هي الاخرى، تجاهلتها. ولولا سلسلة الهزات الداخلية التي بسببها تأجل انعقاد القمة العربية الذي كان مقررا في بغداد هذا الاسبوع، لكان من شبه المؤكد أن يعود الزعماء العرب ليعلنوا هناك عن موت المبادرة. مفهوم من تلقاء ذاته ان المفاوضات على أساس المبادرة العربية لا تستوي مع مبادرة الاعلان في الامم المتحدة عن اقامة دولة فلسطينية في حدود 1967.
زعماء حماس، الذين يتحسسون طريقهم الى حكومة وحدة معتدلة، يتكيفون مع الواقع الجديد الذي يتبلور في الشرق الاوسط. وهم يعرفون بأن ممثلي الأخ الأكبر ـ الاخوان المسلمين ـ سيجلسون قريبا في الحكومة المصرية، التي ستُبقي على اتفاق السلام مع اسرائيل. يحتمل ألا تبقى دمشق ايضا مدينة لجوء للارهابيين. في هذه الاثناء لا تزال المبادرة على الرف. لو كان لاسرائيل رئيس وزراء لا يختص في هذه الايام في شؤون البقاء السياسي، لما كان سمح بهذا التفويت الاجرامي لفرصة مبادرة السلام العربية، المبادرة التي لن تُعاد مرة اخرى.

هآرتس :صمت نصر الله.. السور الواقي للرئيس السوري

صوت واحد يختفي فجأة في جلبة المظاهرات في سورية: صوت الامين العام لحزب الله، حسن نصر الله.
الرجل الذي شجع الشعب العربي على الثورة ضد زعمائه الفاسدين وتمنى له النجاح، الذي فرح جدا عندما انصرف عدوه حسني مبارك ـ الزعيم الذي تجرأ على اعتقال نشطاء حزب الله ـ من منصبه، أو عندما بدأت المظاهرات ضد القذافي ـ المشبوه الرئيسي في اختفاء الامام موسى الصدر في ليبيا في العام 1978 ـ طالب باسقاطه، يقضي على نفسه بالصمت عندما يبدأ اللهيب بالوصول الى قصر بشار الاسد. فنصر الله، الذي نجح في إحداث ثورة سياسية داخل لبنان، من شأنه ان يجد نفسه دون سيد سياسي وربما ايضا في داخل قطيعة جغرافية عن ايران.
على نحو مفعم بالمفارقة، فان الخطر المحدق بحزب الله من سقوط الاسد هو ايضا السور الواقي للرئيس السوري. عندما أوضحت هيلاري كلينتون أمس بأن الولايات المتحدة لن تتدخل عسكريا في سورية، فانها عللت ذلك بغياب اجماع دولي لذلك، ولكن لواشنطن، مثلما لاسرائيل، لتركيا ولايران، توجد اسباب ممتازة للرغبة في استمرار حكم الاسد. الاسد، الذي اقترب في السنة الاخيرة من الولايات المتحدة وحظي بعد ست سنوات بسفير امريكي في دمشق، يعتبر صمام أمان ضد عملية عنيفة يقوم بها حزب الله ضد اسرائيل أو ضد السيطرة المادية على لبنان كاستمرار لسيطرته السياسية عليه.
كما ان الاسد كشف النقاب عن خلافات بينه وبين ايران بعد الزيارة المثيرة للخلاف التي قام بها احمدي نجاد الى لبنان وكذا في مسألة مستقبل العراق. سقوط نظام الاسد من شأنه ان يفتح على مصراعيه أمام ايران الطريق الى لبنان ـ حين لن يضطر هذا بعد ذلك الى مراعاة موقف سورية.
تركيا، التي تلعب دور الوسيط المتصالح، قلقة بقدر لا يقل. فسقوط الاسد من شأنه ان يسرق أوراقها اذا ما حل مكان الاسد نظام غير معروف، كفيل بأن يرى في تركيا حليفا غير مناسب بسبب علاقاتها مع الاسد أو نظاما يسمح لايران بتوسيع نفوذها في لبنان. في كل نهاية اسبوع يجري رئيس وزراء تركيا ووزير خارجيته محادثات مع الاسد ويقترحان عليه الشروع في سلسلة اصلاحات، ولكن تركيا رأت ايضا ما صار عليه مصير زعماء آخرين حاولوا اقتراح اصلاحات بدلا من تغيير حقيقي.
كل هذا يقلق واشنطن، التي في هذه المرحلة يبدو انها لا تشارك حزب الله تخوفه وتفترض بأن السيناريو الواقعي لن يكون القطيعة بين حزب الله وايران، بل العكس. وعليه، فانها مستعدة لان تخاطر باستمرار زعامة الاسد مقابل ان يتنازل عن بعض من مطالب المتظاهرين أو على الأقل ينجح في إسكات المتظاهرين بعنف 'معقول'.
في هذه الاثناء يُجرب الاسد الصيغة التي استخدمها بن علي في تونس، مبارك في مصر، وصالح في اليمن دون نجاح: كسب الوقت من خلال إقالة الحكومة المتوقعة غدا، والوعد باصلاحات جوهرها تجميلي. الغاء المكانة العليا لحزب البعث أو الغاء نظام الطوارىء الذي ساد في الدولة منذ عام 1963، لا ينفيان قدرة النخبة السلطوية التي يسيطر عليها أبناء العائلة والمقربون على مواصلة الاحتفاظ بالمقدرات الاقتصادية والعسكرية للدولة.
في سورية يتذكرون جيدا ايضا 'ربيع دمشق' القصير الذي أعلن عنه الاسد فور تعيينه في العام 2000. عندها سمح للصالونات الثقافية بالنشوء واجراء مداولات حول جوهر الديمقراطية بل والتقى بخصوم سياسيين. ولكن في غضون اسابيع عديدة انتهى الانفتاح ونشطاء حقوق الانسان اعتُقلوا وسُجنوا.
وفي نفس الوقت يحاول الاسد ايضا ان يُعيد الى حاله 'نظام الخوف' الذي فرضه أبوه في العام 1982 والذي تحت رعايته يتمتع بشار منذ 11 سنة بالهدوء.
وهو يطلق النار ويقتل المدنيين، يعتقل المئات، ويحاول الاقناع بأن الحديث يدور عن 'قوى اجنبية' تحاول اسقاط نظامه. وبالأساس، فانه يعتمد على الجيش، الذي خلافا لمصر، من شأنه ان يخسر كل الامتيازات التي لديه كجزء من ولائه للحاكم.

المصدر: صُحُف عبرية - القدس العربي
Khaled-now

((Yes we are here نَعم نحن هُنا))

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 242 مشاهدة
نشرت فى 29 مارس 2011 بواسطة Khaled-now

ساحة النقاش

Yes we are here نَعم نحن هُنا

Khaled-now
نحن صفحة إخبارية تعمل على مدار الساعة تهتم باخبار العرب من المُحيط الى الخليج...فمرحباً بكل العرب.. تاريخ تأسيس الصفحة : 5 مارس 2011 مُديرالصفحة : خالد عويضة »

كل الأخبار

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

217,214

نَعم نحنُ هُنا















bloguez.com
widgets
تحويل التاريخ
ميلادي إلى هجري هجري إلى ميلادي
اليوم: الشهر: السنة

مقالات/ نَعم نحن هُنا

↑ Grab this Headline Animator

Email me
Khaled M Ewaida

إنشاء شارتك الخاصة

.......................
free counters










........................................