محللون: الحرب الطويلة لن تحقق رغبة القذافي في لعب دور الشهيد

استؤنفت صباح أمس العمليات الجوية الفرنسية الرامية إلى فرض احترام منطقة الحظر الجوي في أجواء ليبيا، كما أعلن المتحدث باسم هيئة أركان الجيوش الفرنسية الكولونيل تيري بوركار. وأصابت عمليات القصف التي نفذها التحالف الدولي ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، قلب طرابلس ليل الأحد ـ الاثنين، وحاولت أمس قطع خطوط إمداد قواته. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمام الجامعة العربية، أهمية أن يعتمد المجتمع الدولي خطابا واحدا بشأن ليبيا، وذلك عقب انتقاد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الضربات الجوية والصاروخية التي يشنها التحالف. غير أن موسى أكد أمس أن العرب ''يحترمون قرار مجلس الأمن الدولي'' الخاص بليبيا، موضحا أن هدف الجامعة العربية هو ''حماية المدنيين في ليبيا''. وأكد وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن بلاده ترفض أن تتحول عملية التحالف العسكرية في ليبيا إلى ''حرب''، موضحا أن إيطاليا تريد التحقق من مطابقة أولى عمليات القصف لقرار الأمم المتحدة. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن سلاح الجو الملكي عدل عن شن غارة تقرر تنفيذها في ليبيا بعدما تبين له أن مدنيين موجودون في محيط الهدف. ورفض وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أمسن استبعاد استهداف الزعيم الليبي معمر القذافي في الضربات الجوية ضد النظام الليبي، وقال إن ذلك يعتمد ''على الظروف''. ووافق الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات اقتصادية جديدة ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي تستهدف أفرادا وكيانات اقتصادية، بحسب دبلوماسي. وانتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قرار الأمم المتحدة الذي يسمح بالقيام بعمل عسكري ضد ليبيا، وقال إن نصه تعتريه العيوب ويشبه ''دعوة من العصور الوسطى لحملة صليبية''، بحسب وكالات الأنباء.

وأعلن وزير الدفاع التركي وجدي غونول أن تركيا لا تفهم أن تتصرف فرنسا كما لو أنها تتولى قيادة العمليات العسكرية الجارية في ليبيا. ودعا وزير الخارجية الهندي أس.أم. كريشنا إلى إيقاف الغارات الجوية على ليبيا، معتبرا أن الهجمات قد تصيب المزيد من ''المدنيين الأبرياء، والمواطنين الأجانب، والبعثات الدبلوماسية''. من جهته، دعا العقيد معمر القذافي القبائل الليبية إلى تنظيم مسيرة من كل أنحاء ليبيا في اتجاه بنغازي، معقل الثورة التي انطلقت قبل شهر ضد نظامه، يحمل المشاركون فيها ''أغصان الزيتون'' لحل الأزمة الراهنة سلميا، كما أفادت وكالة الأنباء الليبية الرسمية. وأفاد سكان أن قوات القذافي تقصف منذ ثلاثة أيام منطقة الجبل الغربي (جنوب غرب طرابلس) وخصوصا مدينتي الزنتان ويفرن اللتين يسيطر عليهما المتمردون. وأحاط نحو 50 متظاهرا مؤيدا للزعيم الليبي معمر القذافي بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في ميدان التحرير وسط القاهرة أمس، مما أجبره على العودة إلى مقر الجامعة العربية المجاور. ويراهن القذافي ـ الذي يصور مهاجميه باعتبارهم قوى استعمارية ـ على أن حربا طويلة ستتيح له لعب دور الشهيد وتقويض عزيمة الغرب مما يمكنه من التفاوض على الاستمرار في الحكم بشكل ما.

ويقول المحللون إن ذلك يبدو بعيد المنال بدرجة كبيرة في الوقت الراهن. والقوى العالمية التي بدأت حملة مدعومة من الأمم المتحدة على وعي تام بالتكلفة البشرية لحملة القذافي على الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ ستة أسابيع على حكمه. وتقول المعارضة إن الليبيين الذين عانوا مظالم حكمه على مدى أربعة عقود، لن يفقدوا قوة الدفع. لكن إذا تمكن القذافي من البقاء مجبرا القوات المتحالفة والمعارضة الليبية على القتال على مدى شهور، وهو ما يمكن أن يتسبب في سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى بين المدنيين، فإن فرصه قد تتحسن في إبرام اتفاق يمكّنه من الاستمرار في الحكم. وقد يزيد تصاعد إراقة الدماء من ضرورة البدء في حملة سلام غربية ما يغير حسابات الاستراتيجيات الغربية الحساسة تجاه المخاوف من التدخل الأجنبي في مناطق يغلب على سكانها المسلمون، مع استمرار التدخل الغربي في أفغانستان. وقال عاشور الشمس ـ وهو كاتب وناشط ليبي معارض مقيم في لندن ''هذا هو السيناريو الذي قد يمكّنه من إحراز تقدم.'' وأضاف أنه يتعين على المعارضة الآن ''أن توحد جهودها'' للتقدم باتجاه معقل القذافي في العاصمة طرابلس. لكنه وغيره من المحللين يقولون إن القذافي سيجد من المستحيل تغيير صورته التي رسمها في أذهان الناس إلى صورة الضحية أيا كان الوقت الذي سيستغرقه الصراع. وقال ''محاولة رسم صورة لنفسه باعتباره محاربا من أجل الحرية لن تقنع أحدا. الليبيون يدركون أن هذا هراء''. وما كان من القذافي بعد إطلاق حملة عسكرية ضده إلا أن وصف مهاجميه بالإرهابيين، والاستعماريين الطامعين في نفط ليبيا. وقال ''ليبيا تتعرض لعدوان ليس له مبرر، وسنقاتل على أرضنا ولن نتركها''. وقال سعد جبار ـ الخبير المقيم في لندن والذي عمل كوسيط في المحادثات مع ليبيا في قضية قصف طائرة ركاب أمريكية فوق لوكربي ـ إن من الواضح رغم تصريحات القذافي أن الرأي العام العربي مؤيد على نطاق واسع حتى الآن للحملة العسكرية. وقال ''سيظهر ذلك للشارع العربي أن المواطن العربي العادي يدخل السياسة الغربية في حساباته فعليا''. وتابع ''فكرة أن هذا الهجوم سيحشد الشارع العربي ضد الغرب هي ما يريد أن يصدقه الطغاة العرب الباقون، لأنهم هم أنفسهم يخشون الانتفاضات''. وتقلصت خيارات القذافي بدرجة كبيرة منذ أن أقر مجلس الأمن الدولي مساء يوم الخميس الماضي فرض منطقة حظر طيران و''اتخاذ الإجراءات المطلوبة كافة لتحقيق ذلك'' لحماية المدنيين من قواته. ويقول محللون يعرفون القذافي ـ الذي تحمل العزلة الدولية لسنوات طويلة ـ إن هدف الحملة المدعومة من الأمم المتحدة يجب أن يكون تغيير النظام إذ إن أي حل نهائي لا يحقق ذلك سيتيح له ثغرات يمكنه استغلالها. على سبيل المثال يتوقع البعض أن يتبنى القذافي سياسة حافة الهاوية، فيدعو إلى محادثات يتوسط فيها زعماء أفارقة لكسب الوقت وزرع الخلافات بين التحالف الذي يناهضه. وقال جبار ''إنه مناور وصلب .. لا يتعين أن يسمح له بالتفاوض على البقاء في طرابلس. إنه يريد تقسيم ليبيا على غرار تقسيم كوريا إلى شمال وجنوب في الخمسينيات.'' وتابع ''الخيار الوحيد الذي يتعين أن يترك أمامه هو أن يرحل''. وحظي هذا الحل بمساندة واضحة يوم الجمعة عندما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن الجهد الدولي يهدف إلى الإطاحة بالقذافي، غير إن هذا الجهد سيتحرك ''خطوة خطوة''، أولها وقف العنف ضد المدنيين. وقالت كلينتون ''تصويت مجلس الأمن بأغلبية ساحقة يعكس فيما أرى فهما واسع النطاق بأنه يتعين أولا وقف العنف، وثانيا فإننا نعتقد أن النتيجة النهائية لأي مفاوضات يجب أن تكون قرارا من جانب القذافي بترك السلطة''. ومع ذلك فبعد وقف قتل المدنيين وترك القذافي للسلطة بشكل أو بآخر، يظل هناك الكثير من الغموض بشأن أهداف الائتلاف الذي تشكل سريعا ضد ليبيا. أولا لم يتضح ما إذا كان رحيل القذافي هو الهدف الرئيس لكل القوى الكبرى .. فالكثيرون قد يقنعون بضمان إنهاء معاناة المدنيين. وقد يريد بعض الاستراتيجيين الغربيين إحالة القذافي ومعاونيه إلى محكمة جرائم الحرب في لاهاي سريعا. أما حجم التأييد لهذه النتيجة فليس معروفا. ثم إن هناك عدم تيقن بشأن كيفية تشكيل حكومة ما بعد القذافي في مجتمع تعلّم على مدى 40 عاما أن الديمقراطية خطأ والتعددية فساد. كما أن هناك التحديات العملية المتمثلة في مواجهة زعيم معتاد على المكائد الدولية. فقد تفاوض القذافي بمهارة على التقارب مع المجتمع الدولي في الفترة من 2003 إلى 2005 بقبوله التخلي عن برامج أسلحة الدمار الشامل. ولكنه اعترف علنا فيما بعد بأن دافعه كان الرغبة في النجاة من مصير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي أطاح به غزو قادته الولايات المتحدة في عام 2003 وأعدم شنقا فيما بعد.

المصدر: «الاقتصادية» الرياض
Khaled-now

((Yes we are here نَعم نحن هُنا))

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 258 مشاهدة
نشرت فى 22 مارس 2011 بواسطة Khaled-now

ساحة النقاش

Yes we are here نَعم نحن هُنا

Khaled-now
نحن صفحة إخبارية تعمل على مدار الساعة تهتم باخبار العرب من المُحيط الى الخليج...فمرحباً بكل العرب.. تاريخ تأسيس الصفحة : 5 مارس 2011 مُديرالصفحة : خالد عويضة »

كل الأخبار

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

214,437

نَعم نحنُ هُنا















bloguez.com
widgets
تحويل التاريخ
ميلادي إلى هجري هجري إلى ميلادي
اليوم: الشهر: السنة

مقالات/ نَعم نحن هُنا

↑ Grab this Headline Animator

Email me
Khaled M Ewaida

إنشاء شارتك الخاصة

.......................
free counters










........................................