رغم أن أبرز مرشحين محتملين لانتخابات الرئاسة في مصر يتفقان في موقفهما بشأن رفض التعديلات الدستورية، التي يجري الاستفتاء عليها السبت، إلا أن طريقة الاستقبال التي حظي بها كل منهما في لجان الاقتراع، جاءت مختلفة، بل ومتناقضة تماماً.
فبينما استقبل عدد من الناخبين الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالحجارة عند وصوله إلى لجنة "مدرسة الشيماء" بمنطقة "المقطم"، لقي عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ترحيباً حاراً لدى وصوله إلى لجنة "مدرسة قصر الدوبارة" بوسط القاهرة.
وأعرب محمد أبو الغار، عضو "الجمعية الوطنية للتغيير"، في تصريحات لـCNN بالعربية، عن اعتقاده بأن "الاعتداء على البرادعي كان مخططاً له"، مشيراً إلى أنه كان من المعروف من الأمس أن رئيس الجمعية يعتزم الإدلاء بصوته في لجنة "مدرسة الشيماء الإعدادية."
وفيما أفاد أبو الغار بأن البرادعي "لم يتمكن من الإدلاء بصوته نتيجة الاعتداء"، فقد شدد على قوله إن "هذا الحادث لا يعني أنه يفتقد للشعبية، أو أن المواطنين لا يقبلون به"، كما اتهم "بعض أعضاء الحزب الوطني، أو الجماعات السلفية بتدبير الاعتداء"، بحسب قوله.
وأثناء توجهه إلى لجنة الاستفتاء، هتف عدد من الناخبين الذين كانوا يتواجدون خارج اللجنة "مش عاوزينه مش عاوزينه"، مما اضطره للعودة مسرعاً إلى سيارته وسط حراسة عدد من أنصاره، قبل أن يقوم مجهولون برشق السيارة بالحجارة.
في المقابل، لقي موسى ترحيباً من جانب غالبية الناخبين الذي كانوا ينتظرون للإدلاء بأصواتهم أمام لجنة مدرسة "قصر الدوبارة"، لحظة وصوله إلى اللجنة، وهتفوا له "أنت الرئيس القادم"، و"محتاجينك"، كما أفسحوا له الطريق ليدلي بصوته في الاستفتاء.
ويُعد البرادعي وموسى أبرز المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية، ويعارض كلاهما إجراء أي تعديل على الدستور الحالي، على اعتبار أنه سقط بثورة 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، ويطالبان بـ"إعلان دستوري"، إلى أن يتم صياغة دستور جديد للبلاد.
وفيما تم إغلاق أبواب الاقتراع رسمياً، في السابعة من مساء السبت، بالتوقيت المحلي، فقد قررت اللجنة القضائية العليا، المشرفة على الاستفتاء، تمكين جميع المتواجدين في مقار اللجان أو في محيطها، الإدلاء بأصواتهم، وسط إقبال غير مسبوق على التصويت.
وكانت اللجنة قد قررت تمديد موعد الاقتراع في عدد من اللجان إلى التاسعة مساءً، بعد تأخر وصول بعض القضاة إلى مقار اللجان، خاصةً في محافظة قنا، وقالت اللجنة إنه تم التنسيق مع القوات المسلحة لإقلاع طائرة عسكرية تنقل أعداداً من القضاة، للتوجه إلى مدينة "نجع حمادي"، بمحافظة قنا.
وكان عدد من أبناء قرية "هو"، بمركز نجع حمادي قد قاموا بالاحتجاج على تأخر فتح صناديق الاقتراع، وعدم حضور رجال القضاء لتلك المقرات، قاموا خلالها بقطع الطريق الصحراوي الغربي "قنا - نجع حمادي"، وفق ما نقل موقع التلفزيون المصري عن وكالة الأنباء الرسمية.
ساحة النقاش