أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية فرنسوا باروان الجمعة أن الضربات الجوية ضد نظام العقيد الليبي معمر القذافي ستبدأ "في غضون ساعات".
كما أكد بارون أن القوات الفرنسية "ستشارك" فيها وفقا للقدس العربي التي نقلت قبل ذلك عن صحيفة ليبية معارضة الخميس ان الزعيم الليبي معمر القذافي وضع رئيس وزرائه وكافة اعضاء الحكومة قيد الاقامة الجبرية في مقره في طرابلس.
ونقلت صحيفة 'برنيق' الصادرة في بنغازي معقل المعارضه عن 'مصدر موثوق' في طرابلس قوله ان القذافي 'يجبر أمين اللجنة الشعبية العامة (رئيس الوزراء) البغدادي المحمودي وكل أمناء اللجان الشعبية (الوزراء) على الإقامة الجبرية في باب العزيزية منذ حوالي 3 أسابيع'.
وأضاف المصدر أن 'اجتماعاتهم كانت تتم داخل أحد منازل القذافي داخل باب العزيزية'، موضحا أن القذافي 'يحاصر المنازل المقيمين فيها بعدد كبير من العناصر الأمنية'.
وبحسب المصدر فان الوزراء 'لم يخرجوا من باب العزيزية منذ حوالي 20 يوما وان اغلبهم لا يستطيعون أن يشاهدوا أهلهم'. واكدت الصحيفة ان القذافي 'أعطى تعليمات للكتائب الأمنية بعدم خروج أي أحد منهم إلا بأمره'..
وذكرت رويترز قبل ذلك أن مجلس الامن التابع للامم المتحدة وافق في اقتراع يوم الخميس على فرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا واستخدام "كل الاجراءات اللازمة" -وهو تعبير يجيز العمل العسكري- لحماية المدنيين في مواجهة القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي.
وأيدت القرار عشر من الدول الخمس عشرة الاعضاء بالمجلس في حين امتنعت عن التصويت خمس دول منها الصين وروسيا والمانيا.
ولم تصوت أي دولة ضد القرار الذي تبنته فرنسا وبريطانيا ولبنان والولايات المتحدة
قالت الحكومة الليبية في وقت مبكر الجمعة انها ستتعامل "بايجابية" مع القرار الذي أصدره مجلس الامن التابع للامم المتحدة والذي يجيز فرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا.
وقال خالد كعيم الامين العام المساعد لوزارة الخارجية الليبية في مؤتمر صحفي ان ليبيا ترحب بما ورد في القرار بخصوص حماية المدنيين والحفاظ على "الوحدة الترابية لليبيا". واضاف قائلا "سوف نتعامل مع هذا القرار بشكل ايجابي وسنركز آليتنا هذه من خلال حمايتنا للمدنيين في كل مكان في البلاد."
لكن كعيم قال ان التحدي الحقيقي امام المجتمع الدولي هو "أن نتأكد تماما أن الانفصاليين والمتمردين لن يحصلوا على دعم" في اشارة الي المعارضين المسلحين الذين يسعون لانهاء حكم الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقال انه اذا قامت أي دول بتزويد المعارضين بالسلاح فانها بذلك " ستدفع الليبيين لقتال بعضهم."
وقال كعيم ان ليبيا أبلغت الامين العام للامم المتحدة بان جي مون بموقفها قبل صدور القرار و"نحن جاهزون فورا لتطبيق هذا ولكننا نحتاج لنتكلم الي طرف محدد حتى نتفق على تطبيق هذا القرار لان هناك الكثير من التفاصيل التقنية واللوجستية الخاصة بتنفيذ قرار كهذا."
وقبل ساعات من صدور قرار مجلس الامن قال القذافي ان قواته المسلحة قادمة الى معقل المعارضين له في بنغازي وانها لن تظهر اي رحمة بالمقاتلين الذين يقاومونها.
وقال لسكان بنغازي في خطاب اذاعي ان الجنود سيفتشون كل بيت في المدينة وان المدنيين العزل لن يكون لديهم سبب للخوف. وأضاف "خلاص حسم الامر.. جايين . اطلعوا انتم من الداخل. جهزوا نفسكم من الليلة.. لا رحمة ولا شفقة معهم."
وجرى بث الخطاب عبر الاذاعة والتلفزيون بعد قليل من بيان لوزارة الدفاع حذر من أن أي تدخل عسكري سيؤدي الى هجمات مضادة ويعرض حركة الملاحة البحرية والجوية في حوض البحر المتوسط للخطر.
وفي خطابه أدان القذافي المعارضين وقال "لا شفقة ولا رحمة معهم."
وفيما يلي نص القرار وفقا لموقع الأمم المتحدة:
فوض مجلس الأمن اليوم استخدام القوة في ليبيا لحماية المدنيين من الاعتداءات وخصوصا في مدينة بنغازي، التي هدد القذافي بدخولها الليلة لإنهاء الانتفاضة ضد نظامه.
وبموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يسمح باستخدام القوة إذا لزم الأمر، اعتمد المجلس القرار 1973 "باتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية المدنيين والمناطق المأهولة بالمدنيين والمهددة في ليبيا بما في ذلك بنغازي، مع التشديد على ألا ينتج عن الوسائل التي يجيز القرار اللجوء إليها من أجل ذلك أي شكل من أشكال الاحتلال لأي جزء من الأراضي الليبية ".
وقد جاء التصويت بأغلبية عشرة أصوات وامتناع خمسة دول عن التصويت، هي روسيا والصين والهند والبرازيل وألمانيا. وينص القرار الجديد على فرض حظر على جميع الرحلات الجوية في المجال الجوي لليبيا، ويستثني الحظر الرحلات ذات الأغراض الإنسانية كإيصال المساعدات والإمدادات الطبية والأغذية والعاملين في المجال الإنساني.
ويطلب القرار من الدول المعنية التعاون مع جامعة الدول العربية وبالتنسيق مع الأمين العام بشأن تنفيذ هذا الحظر، كما يطلب القرار من جميع الدول الأعضاء، وخاصة دول المنطقة ضمان التنفيذ الصارم لحظر توريد الأسلحة المنصوص عليه في القرار 1970، بتفتيش السفن والطائرات المتجهة إلى ليبيا أو القادمة منها.
وينص القرار أيضا على تجميد الأصول بموجب القرار 1970 على جميع الأموال والأصول التي يمتلكها نظام القذافي أو من يعملون معه.
ساحة النقاش