استبق نظام العقيد معمر القذافي، أمس، العمل الدولي على فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، بتكثيف الهجمات شرقاً، حيث شن قصفاً جوياً وبرياً مكثفاً وعنيفاً لضرب مواقع المعارضة في البريقة دافعاً إياها إلى الانسحاب إلى مواقع بينها وبين أجدابيا، فيما التبس المشهد في محيط مصراتة، التي قال المعارضون إن انشقاقاً وقع بين جنود كتيبة خميس القذافي حول ضربها أدى إلى اشتباكات بين عناصر الكتيبة التي لم تهاجم المدينة، الأمر الذي نفته الحكومة، في حين بدأ العمل في أروقة مجلس الأمن لتلبية دعوة الجامعة العربية لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، التي لقيت إشادة وترحيباً دوليين .
وحمل قصف كثيف تعرضت له البريقة إلى فرار السكان المدنيين، وانسحاب المعارضة شرقاً على الطريق إلى أجدابيا، وتحدث المعارضون عن قصف غير مسبوق استهدف مواقعهم، وعن عجز الأسلحة الخفيفة بحوزتهم عن صد الهجوم، وطالب كثيرون بالمسارعة إلى فرض حظر جوي فوق ليبيا .
وفي مصراتة، أكدت المعارضة والسكان أن خلافاً نشب بين عناصر كتيبة خميس التي حاصرت المدينة، حول ضربها، أدى إلى انشقاق واشتباكات، وأن 32 من الجنود بينهم عقيد انضموا إلى المعارضة، مشيرين إلى أن الخلاف أرجأ هجوماً برياً وشيكاً على المدينة لاستعادة السيطرة عليها من النظام، وقوبلت الأنباء بنفي من النظام الذي قال إن الهجوم واقع لا محالة، وإنه تم التريث لإعطاء ما سماها “فرصة لإلقاء السلاح” . في ظل تأكيدات عسكرية الاستمرار حتى السيطرة على كل المدن، وعلى رأسها بنغازي .
من جهته، أكد رئيس المجلس الانتقالي “أن الجهاد مستمر حتى الإطاحة بنظام القذافي” . وشدد على أنه “لا خيار أمام دكتاتور ليبيا سوى الفرار من البلد والتخلي عن السلطة” . ودعا الأوساط الدولية إلى القيام بواجبها إزاء الشعوب المضطهدة، ودعم الشعب الليبي من خلال فرض الحظر الجوي لمنع المقاتلات من التحليق وضرب المدنيين العزل .
على الصعيد الدولي، بدأ الوفد اللبناني في مجلس الأمن الدولي العمل على مشروع قرار لفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا . وقالت مصادر إن الوفد الصيني في المجلس كان متردداً في دعم مبادرة فرض حظر الطيران
ورحب الغرب بقرار الجامعة العربية دعوة مجلس الأمن إلى فرض حظر جوي على ليبيا، وأكد زعماء غربيون أنه يسهم في زيادة عزلة القذافي ونظامه، وأن العمل لا بد أن يبدأ لإصدار القرار الدولي .
ساحة النقاش