قال الشيخ عبدالعزيز الكِنانيّ الشافعيّ المكيّ (ت 240هـ رحمه الله تعالى) في كتابه الماتع: الحيدة والاعتذار في الرد على من قال بخلق القرآن،ص85 :"إن الله أخبر في كتابه عن خلق الإنسان في ثمانية عشر موضعاً، ما ذكره في موضع منها إلا أخبر عن خلقه. وذكر القرآن في أربعة وخمسين موضعا من كتابه فلم يخبر عن خلقه في موضع منها ولا أشار إليه بشيء من صفات الخلق، ثم جمع بين القرآن والإنسان في موضع واحد وأخبر عن خلق الإنسان، ونفى الخلق عن القرآن. فقال عز وجل: {الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الأِنْسَانَ} الرحمن/1_3 ففرق بين القرآن وبين الإنسان، فزعم بِشْر[1] يا أمير المؤمنين[2] إن الله عزوجل فرط في الكتاب، وكان يجب عليه أن يخبر عن خلق القرآن، وقال الله عز وجل {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْء} الأنعام/38 فهذا كسر قول بِشر لا القياس والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".
[1] _ بِشْر المَرِيسي ( ت 218هـ)، أحد شيوخ المعتزلة وممن تولى كبره القول بخلق القرآن الكريم ،وهو الذي جرى بينه وبين المؤلف مناظرة وكانت ثمرتها كتاب الحَيْدة هذا الذي انقطع فيها بِشْر وحاد عن الجواب الحق.
[2] _ الخليفة العباسي المأمون (ت 218هـ)، من أوسط خلفاء بني العباس وهو الذي أشرب فتنة خلق القرآن الكريم وكان سبباً في محنة أهل السنة من المعتزلة ولا يخلو من مساءلة أمام الله تعالى.
ساحة النقاش