http://www.alukah.net/Culture/0/22435/
العطر الشذي من ترجمة الإمام النووي
وإشارات عن متن الأربعين النووية
كتبه محمود داود دسوقي خطابي
لعالم الزهاد وزاهد العلماء
شيخ الإسلام النووي (631- 676هـ)
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه.
أمَّا بعد:
أولاً: ما يتعلَّق بالإمام النَّوَوِيِّ:
فإنه ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ الإمام النَّوَوِيَّ إمامٌ في علومٍ كثيرة، أعلاها الحديثُ الشريف والفقه والتفسير، والعِبادة والزهد والوَرَع، والرِّجال واللغة، وهو صاحِب الكلمات النُّورانيَّة الأخَّاذة والقلم السيَّال؛ فهو إمامُ سنَّة، وقامِع بدعة، فكم من أُلُوفِ الآلاف من المسلمين تعلَّموا السُّنَّة منه عبْر العصور، ومعلومٌ أنَّ نشر السنة معناه: هدم لباطل وإبطال لبدعة، وهو رأسٌ في التألُّهِ والتعبُّد، والأدب الجم مع العُلَماء والمخالِفين، شيخ الإسلام الإمام أبو زكريا يحيى بن شرف النَّوَوِيُّ، زاهِد العُلَماء وعالِم الزُّهَّاد، حتى إنَّ صدْق نيَّة هذا الإمام وإخلاصَه قد ظهر من خِلال سِيرته العَطِرة، ومن استِفادة كافَّة العُلَماء - فضلاً عن طلبة العلم - على تعدُّد مشاربهم من مؤلَّفات هذا الإمام العِملاق؛ فكتبه: كـ"رياض الصالحين"، و"التبيان"، و"المجموع"، وغيرها تُقرَأ في المعاهد العلميَّة وتُنثَر دُرَرُها بين العُلَماء وطلَبَة العلم والعامَّة في كلِّ حين، وإنه لَيَجْدُرُ بنا أن نقول في حقِّه: إنَّه ما جاء بعدَه من عالمٍ ولا متعلِّم إلا وللإمام النَّوَوِيِّ - رحمه الله تعالى - في عنقه منَّة - نحسبه كذلك، ولا نزكِّي على الله أحدًا.
هذا، وقد بارَك الله - سبحانه وتعالى - له في عمره؛ لأنَّ هذه الخيرات التي ترَكَها كلها والتي سردُها أو نشْرُها علم، واقتناؤها حلم، وفهمها غُنم، والواحِد مِنَّا يَعجِز - إلا من رحم الله تعالى - عن قراءَتها فكيف بتأليفها؟! وقد وفَّقه الله - تعالى - في تأليفها وعمره لم يَتجاوَز الخامسة والأربعين سنة؛ إذ إنَّ ميلاده كان سنة (631 هـ)، ووفاته كانت سنة (676 هـ)، ولكن فضل الله - تعالى - يُؤتِيه من يشاء.
ويتَّضِح الكلام عن الإمام النَّوَوِيِّ من خلال ما يلي:
...بالمرفقات
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Culture/0/22435/
ساحة النقاش