http://www.alukah.net/Sharia/0/24468/
الحمد لله العليم الغفار، الحكيم القهَّار، مكوِّر الليل والنهار، بيده وَحْدَه فَناء الخلْق وانقضاء الأعمار، ﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ﴾ [الأنعام: 103]، ولا تغيِّره الأعصارُ، ولا تتوهَّمه الأفكار، ﴿ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ﴾ [الرعد: 8]، سبحانه، لا يخفى عليه شيءٌ مِنْ ﴿ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ﴾ [الرعد: 10] والصلاة والسلام على سيِّدنا محمدٍ النبي المختار، خيرِ مَنْ أظلَّتْه سماءٌ وتعاقب عليه ليلٌ ونهارٌ، وعلى آله الأكرمين الأطهار، وصَحْبه الصالحين الأخيار.
وبعد:
فإن المؤمن الحقَّ الذي يَحْمد الله - تعالى - دومًا؛ لأنَّه يتقلَّب في نعمائه، ويرْنُو بمطامحه إلى رضوانه، فيجب عليه أن يكون مخلصًا في عبادته وَحْدَهُ لا شريك له قولاً وعملاً واعتقادًا، ويتحلَّى بعد ذلك بالاستغفار والصبر؛ حتَّى ينال عُنوان السعادة في الدارين ويكون "ممن إذا أُنعم عليه شكَر، وإذا ابتُلي صبر، وإذا أَذنب استغفر؛ فإن هذه الأمور الثلاثة عُنوان سعادة العبد، وعلامةُ فلاحه في دنياه وأُخْراه، ولا ينفَكُّ عبْدٌ عنها أبدًا؛ فإنَّ العبد دائم التقلب بين هذه الأطباق الثلاث"[1].
فما كان ظاهره بلاءً فإنَّه على المسلم في الدنيا من حُلْوَة الآخرة، كما بيَّن ذلك رسولُنا الكريم - صلى الله عليه وسلَّم - بقوله: ((حُلْوة الدُّنيا مُرَّة الآخرة، ومرَّة الآخرة حلوة الدنيا))[2].
وإنَّ ثمرة ذلك إيمانُ المسلم بأنَّ ما يشاؤه الله - جلَّتْ قدرته - كان، وما لم يشأ لا يكون، وأنَّ للعباد مشيئةً، ولكنها لا تَنفُذُ إلاَّ بعد مشيئة الله - سبحانه - كما قال أحكم الحاكمين في مُحكم التنزيل: ﴿ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [الإنسان: 30]، فختم الله - تعالى - الآية الكريمة بكمال عِلمه وكمال حكمته؛ أيْ: إنَّه - سبحانه - عليم وحكيم بما يَصْلح به عبادُه...بالمرفقات
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/0/24468/
ساحة النقاش