الفرقة الناجية المنصورة وسط بين الفرق آخر سؤال223 من 200 س وج للشيخ حافظ حكمي(ت1377هـ رحمه الله تعالى) كتبها محمود داود دسوقي خطابي في العقيدة الإسلامية...
الفرقة الناجية المنصورة وسط بين الفرق
قال الشيخ حافظ أحمد حكمي (ت1377هـ رحمه الله تعالى ) في آخر سؤال من كتابه أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة =200 سؤال وجواب في العقيدة الاسلامية:
س223: من هي الطائفة التي عناها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرة لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى» [ رواه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما وهو متواتر] ؟
جـ223: هذه الطائفة هي الفرقة الناجية من الثلاث وسبعين فرقة، كما استثناها النبي صلى الله عليه وسلم من تلك الفرق بقوله: «كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة»[رواه الإمام ابن ماجَهْ في سننه وصححه الألباني]. وفي رواية قال: « ما أنا عليه اليوم وأصحابي» [رواه الإمام الترمذي وحسنه وكذا حسنه الألباني]،نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا وأن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ - وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ - وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات: 180 - 182] .
[تنبيه]:
قوله صلى الله عليه وسلم: «كلها في النار » ليس المراد الخلود في النار بل هم _في الجملة_أهل قبلة ،وكلهم تحت مشيئة أرحم الراحمين سبحانه جل في عُلاهُ.
[فائدة1]: الفرق الـ72 كلها =أهل قبلة بينما أهل السنة والجماعة=الفرقة الناجية وهي الطائفة المنصورة.
[فائدة2]:الفِرَق الـ72 لا يوجد نص صحيح صريح بسردها على مراد الحديث الشريف لكن بالنظر إلى أصول فرق الضلال فنعم وأصول الفرق ستة وهي: الحرورية والقدرية والجهمية والمرجئة والرافضة والجبرية وكل فرقة منها انقسمت إلى ثنتي عشرة فرقة فصار مجموع الفرق الضالة (ثنتين وسبعين فرقة) 72=6x12
كما قال الحافظ ابن الجوزي(ت597هـ رحمه الله تعالى) في تلبيس إبليس ،ص28 ونعم ما قال رحمه الله تعالى:
" فإن قيل وهل هذه الفرق معروفة فالجواب إنا نعرف الافتراق وأصول الفرق وإن كل طائفة من الفرق قد انقسمت إلى فرق وإن لم نحط بأسماء تلك الفرق ومذاهبها وقد ظهر لنا من أصول الفرق: الحرورية والقدرية والجهمية والمرجئة والرافضة والجبرية وقد قال بعض أهل العلم أصل الفرق الضالة هذه الفرق الستة وقد انقسمت كل فرقة منها على اثنتي عشرة فرقة فصارت اثنتين وسبعين فرقة" ثم أخذ الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى يسرد أقسام كل فرقة بذكر أسوأ ماتميزوا به ...
ولهذا فلا يجوز تعيين أحد أنه من تلك الفرق الـ72 نص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحوه الله تعالى كما في مجموع الفتاوى،جـ 3ص 346 بقوله:" شِعَارُ هَذِهِ الْفِرَقِ مُفَارَقَةُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ . فَمَنْ قَالَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ كَانَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ . وَأَمَّا تَعْيِينُ هَذِهِ الْفِرَقِ فَقَدْ صَنَّفَ النَّاسُ فِيهِمْ مُصَنَّفَاتٍ وَذَكَرُوهُمْ فِي كُتُبِ الْمَقَالَاتِ ؛ لَكِنَّ الْجَزْمَ بِأَنَّ هَذِهِ الْفِرْقَةَ الْمَوْصُوفَةَ هِيَ إحْدَى الثِّنْتَيْنِ وَالسَّبْعِينَ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ دَلِيلٍ فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْقَوْلَ بِلَا عِلْمٍ عُمُومًا ؛ وَحَرَّمَ الْقَوْلَ عَلَيْهِ بِلَا عِلْمٍ خُصُوصًا " .
مُعتقد الفرقة الناجية المنصورة: أهلِ السنة والجماعة فيما يتعلق بأمور المعتقد بل هو الحق الوحيد الذي من خالفه فقد حاد عن معتقد أهل الحق وقد وصفهم الإمام ابنُ تيميّة في مجموع الفتاوى،جـ3ص141 بقوله: " يؤمنون بما أخبر الله به في كتابه العزيز من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل هم الوسط في فرق الأمة كما أن الأمة هي الوسط في الأمم
فهم وسط في باب صفات الله I بين أهل التعطيل الجهمية وأهل التمثيل المُشبِّهَة وهم وسط في باب أفعال الله تعالى بين القدرية والجبرية
وفي باب وعيد الله تعالى بين المرجئة من القدرية و غيرهم
وفي باب أسماء الإيمان والدين بين الحَرُورِيَّة والمُعتزلة وبين المُرجئة والجَهْمية
وفي أصحاب رسول الله r بين الروافض والخوارج ".انتهى.
فاللهم أحينا على هذا المعتقد وعليه أمتنا
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين كلما ذكره الذاكرون أو غفل عنه الغافلون.آمين.
ساحة النقاش