نقل
د/حارص عمار
سوهاج
واقع التعليم العالي في العالم العربي
يتسم واقع التعليم العالي في العالم العربي بشكل كبير بالتقليد, فما هو إلا عبارة عن مؤسسات تعليمية توفر تخصصات عامة كالعلوم و المواد الإنسانية و الاجتماعية و غيرها. و ما يعاب على هذه المؤسسات أنها غير مرتبطة باحتياجات و طموحات المجتمعات العربية. ولقد أوضح أحمد صيداوى (1985 ) أن الدول العربية لم تستطع أن تأخذ عن الدول المتطورة أحسن ما لديهم في مجال التعليم العالي و لم تتمكن من أن تشق لنفسها طريقا جديدا يمكن من خلالها أن تلبى حاجاتها و مطالب التنمية فيها.
ورغم الجهود المبذولة من قبل الجهات المسئولة عن التعليم العالي في العالم العربي إلا أن المردود من هذه المؤسسات ما زال قليلا إذا ما قورن بالجهود المبذولة . ولقد استعرض الكثير من الباحثين ( خالد العمرى 1988 وانطون رحمة, 1985 واحمد صيداوى, 1985 ) واقع التعليم العالي في العالم العربي و مدى ارتباطه بحاجات المجتمعات و طموحات المجتمعات العربية. وتوصلت هذه الدراسات إلى عدم ارتباط المؤسسات العليا بحاجات المجتمعات و خططها التنموية. كما اتسم الواقع بغياب التعاون بين هذه المؤسسات حتى داخل البلد الواحد . وفى الوقت الحالي تعانى بعض الدول العربية من عدم قدرة مؤسسات التعليم العالي على استيعاب الخريجين من المدارس الثانوية أو حتى توفير التخصصات اللازمة لهم مما يدفع بالكثير منهم الى الدراسة فى الخارج.
وأمام هذا الواقع الذي تعيشه مؤسسات التعليم العالي أصبح من الضروري التفكير باعتماد نماذج و صيغ و نظم تعليمية مختلفة كتلك التي تعتمدها نظم التعليم عن بعد كالجامعات المفتوحة و مؤسسات التعليم المستمر , ولقد أكد داخل جريو (1988 ) في دراسته أنه حتى ننهض بقطاع التعليم العالي سيلزم الابتعاد عن القوالب الجامدة و إدخال أنماط جديدة في التعليم العالي تنسجم و حاجات التنمية ومن هذه الأنماط الجامعات المفتوحة.
ساحة النقاش