القسم الثانى
التطور الفنى والإبداعى فى مصر/(معالم وأعلام)
(النهضة الحديثة وعطاء التراث /في إمكانية بناء ملاحم وأوضاع حديثة)
أولا:على المستوى العـام
(روح نضال وريادات كارزمية)
▪ كانت روح النضال المصرى للتحديث واللحاق بالعصر منذ محمد على ، ثم ضد الاحتلالين الفرنسى والبريطانى منذ كانا فى مصر(1798 و 1982م) ؛ رغم سطوتهما : هى روح ثورتى 1919م و 1952م المعززة لروح النبوع بين أبناء الوطن المصرى بعنصريه فى شتى مجالات التحديث التى عرف لكل منها رواده وأبطاله القوميون أو الوطنيون فى السياسة والفنون والأدب ؛ ومن ذلك:
- توافر قيادات كارزمية حمالة أوجه نبوغ ، تمثلت فى أجيال من قادة التحديث منذ الوالى محمد على ، واصلوا التحديث والتنوير فى الجيش والتعليم والصحافة والفنون ، وما صاحب ذلك من كيف فى تعليم البنات والآداب والعلوم والفنون ، إلى إنشاء أول جامعة مصرية حديثة أهلية سنة 1908م [1] وإلى جعلها حكومية سنة 1926 ؛ وإلى تكاثرها فى محافظات شتى حكومية وخاصة لأيامنا ؛ فضلا عن أكاديميات خاصة ؛ فضلا عن إنشاء الإذاعة المصرية الحكومية سنة 1934م [2] وإلى إدخال التلفزيون فى الستينيات وشتى الاستديوهات ومدينة الإنتاج الإعلامى لأيامنا .
- توافر أجيال من المصلحين والمؤسسين التعليميين والدينيين والسياسيين والاقتصاديين لهم ذوق فى الأدب والفنون من قبيل : الطهطاوى ومحمد عبده وسعد زغلول وطلعت حرب الخ .
* والشبه واضح بين الدافعية الذوقية الكارزمية القومية والإبداعية بين رواد التحديث فى شتى المجالات: اقتصادا وتعليما وسياسة وجيشا وفنا تشكيليا وسينما وموسيقا ومسرحا وأدبا .
ثانيا:فى مجال الشعر
(على سبيل المثال فى مصر على الأقل)
- إحيائية البارودى وكلاسية شوقى رائد الشعر المسرحى والغنائية الملحمية (كما فى قصيدة كبار الحوادث فى وادى النيل ، وموشحة صقر قريش) ؛ فضلا عن كلاسكية حافظ الجديدة .
- وجدانية مطران شاعر القطرين السورى والمصرى ، ومدرسية الديوان للشعراء العقاد والمازنى وشكرى ؛ فضلا عن ومدرسية جماعة أبوللو الرومنسية المتعددة ومن أبرز أعضائها أبو شادى وناجى وعلى محمود طه :
- وَكَـَلَ الشاعر الدكتور أحمد زكى أبو شادى جماعة أبوللو الشعرية ثم رأسها بعد رحيل رئيسها الثانى(الشرفى) الشاعر الكلاسى الجديد 1932م ، وظل أبو شادى داعية الجماعة وناقدها المتابع النشط [3]. ومن أبرز أعضائها إلى جانب أبو شادى الشاعرالطبيب الدكتور ابراهيم ناجى والشاعرالمهندس على محمود طه .
- "كان أحمد زكى أبو شادى نفسه طبيبا تخرج .. سنة 1915م ، وظفر بجائزة "وب" فى علم الجراثيم . وقد عنى بتربية النحل والدجاج ، فضلا عن التصوير والشعر وهو فى لندن ، كما أنشأ "جمعية آداب اللغة العربية" وأخذ بجمع أبناء وطنه حوله فى النادى المصرى بلندن ؛ فضيقت عليه الشرطة الإنجليزية ، فعاد إلى مر مع زوجته فى ديسمبر 1922م ليؤسس بها "جمعية رابطة مملكة النحل" و "الاتحاد المصرى لرابطة الدجاج" و "جمعية الصناعات الزراعية" و "الجمعية البكتريولوجية المصرية" ، كما أخرج مجلات تخدم أهدافها مثل : "مملكة النحل" و "الدجاج" و "الصناعات الزراعية" . وله مصنفات علمية معدودة فى هذه الأمور ". "كذا كان ابراهيم ناجى طبيبا تخرج سنة 1923م ، وكان آخر مناصبه إدارة القسم الطبى بوزارة الأوقاف ؛ وكان على محمود طه مشتغلا بهندسة المبانى . هو خريج مدرسة الفنون التطبيقية سنة 1924م " [4] .
- "انفضت جمعية أبوللو واحتجبت مجلتها سنة 1935م ، ولم يكتب النجاح لمجلتى "الأمام" و " أدبى" اللتين أخرجهما أبو شادى بعدهما ؛ وقد ترك مصر بعد وفاة زوجته وسافر إلى أمريكا سنة 1946م ، حيث عاوده نشاطه الأدبى ، فاشترك فى الأندية الأدبية وحرر جريدة "الهدى" العربية وعمل فى "صوت أمركا" وأسس "جماعة منيرفا" على غرار "أبوللو" ، ونشر ديوانه "من السماء" ؛ فلما توفى سنة 1955م كان قد أعد للطبع أربعة دواوين هى: "من أناشيد الحياة" و "النيروز الحر" و "الإنسان الجديد" و "إيزيس" ""..
- "أما إبراهيم ناجى 1898م – 1955م بعد انفضاض أبوللو فقد نزع من تلقاء نفسه إلى إنشاء "رابطة الأدباء" سنة 1946م . ولما أنشئت "جمعية أدباء العروبة" اختير وكيلا لها ، وذلك لما كان له من محضر اجتماعى ودعابة أخفت وراءها نزعة البكاء والحزن الحادة التى سيطرت على شعره . وقد نشر ديوانه الأول "وراء الغمام" سنة 1924م ، وديوان "ليالى القاهرة" 1944م ، ثم نشر ديوانه الثالث "الطائر الجريح" بعد وفاته" .
- "وأما على محمود طه 1902 – 1949م فقد وجد شبع هوايته فى أن جعل بيته منتدى لصحبه ، وحوله إلى ما يشبه متحفا فنيا ، كما أهدى مكتبته قبل وفاته إلى مكتبة بلدته . وقد كان أول دواوينه ظهورا "الملاح التائه" وتلاه "ليالى الملاح التائه". وله ديوان ثالث هو "زهر وخمر" ظهر سنة 1943م ، كما ظهر له ديوان "الشوق العائد" 1945م وديوان "شرق وغرب" 1947 .[5]
ثالثا:على المستوى الخاص
(فى مجال الغناء والموسيقى)
▪ عوامل وريادات وقيادات حمالة أوجه عبقرية:
توافرت – كما أومأنا ريادات وقيادات حمالة أوجه عبقرية ، تحمل قضية- من قبيل هؤلاء الممثل بها فى الشعر منذ قليل - ونعود إليها بعد قليل ، منها :
رواد التأليف الموسيقى الحديث:
- يوسف جريس المحامى بالمهنة أول مؤلف مصرى اموسيقى سيمفونية للأوركسترا ، وهو يعبر بتلقائية وصدق فى قصيده السيمفونى "مصر" عما يجيش بصدره من معان وطنية ؛ حيث تغنى بصحراء مصر وواديها وبمشاعر الوطنية وثورة 1919م ورثاء شهدائها .
- أبو بكر خيرت مهندسا معماريا، انطلق فى تأليف موسيقى للبيانو ، مجيدا عزفه ، ومتحولا بعد ثورة يوليو نحو مثلها ؛ حيث ألف سيمفونيته الثانية "الفلكلورية" للأوركسترا ، متضمنة أصداء من رقص الإسكندرية الشعبى وغيره ، وليسير على النهج نفسه فى أعماله التالية .
- حسن رشيد الزراعى العائد من دراسته للزراعة وللموسيقى فى بريطانيا ، موظفا طاقاته الإبداعية وصوته (الباريتون / الصداح) لتأليف أول أوبرا مصرية الموضوع والنص ، تتبع النهج الأوروبى فى التلحين الكامل للمسرحية تلحينا غنائيا وكوراليا وأوركستراليا ؛ حيث اختار من من كلاسيكيات الشعر العربى مسرحية شوقى مصرع كليوباترا ، لكى تكون موضوع أوبراه ؛ فلحن قسمها الأول وأسماها "مصرع أنطونيو" - إلى موته دون أن يسمعها أو يراها[6] .
من العوامل كذلك توافـُر طبقات من المغنين الأصلاء من قبيل : محمد عثمان 1901(والمتوفى معه نفس العام عبده الحمولى [7] ) – الشيخ أبو العلا محمد – سلامة حجازى – منيرة المهدية .
- توافر طبقات من الملحنين من قبيل : داود حسنى – محمود صبح – عبد الحى حلمى – الشيخ يوسف المنيلاوى – صالح عبد الحى – زكى مراد – سيد درويش – زكريا أحمد – رياض السنباطى - محمد عبد الوهاب الخ .
- توافرت طبقات من العازفين الكبار الذين يكملون الأداء الغنائى بعزفهم على آلات التخت الشرقى : محمد العقاد الكبير (قانون) – أحمد الليثى و محمود الجمركشى (عود) – سامى الشوا (كمان) – أمين البزرى و على صالح (ناى) [8].
- تمركُـز أنصار العمل الموسيقى المحافظين فى مصرباللغة العربية فى معهد الموسيقى الشرقى ، فى الثلاثينيات إلى ظهور سيد درويش كظاهرة (1892 – 1923م) [9]..
- توافر أعلام فى التنوير والأكدمة الموسيقية: من قبيل صَفَر على الذى اقترح إدخال مادة الموسيقى إلى مناهج التعليم بمصر ؛ حيث أدخلت بالفعل سنة 1926م ؛ ومن قبيل د. محمود الحفنى الذى كان له توجيه فى هذا الأمر وجهود شاركه فيها د. حسين فوزى ، وهما قطبا الموسيقى فى القرن العشرين فى مصر كل بطريقته الخاصة. [10] فضلا عن أدوار من ذكرنا من نوابغ قسم الموسيقى بالمعهد الصناعى بطنطا فى أطر أعمالهم بالإذاعة والفرق الفنية والموسيقات العسكرية .
- استمرار تدفق نهرى الغناء التقليدى والشعبى؛ فضلا عن منبع الترتيل القرآنى والإنشاد الدينى المتفهم لطبيعة المقامات ، وتخرج أجيال من المغنين والملحنين من تحت عباءة ته [11] ، إلى تكوين جماعة أصدقاء سيد درويش ، وظهور محمد عبد الوهاب ومن إليه وانبثاق أم كلثوم ظاهرة غنائية كبرى .
- حـظوة البلاد بمؤسسات وعصاميات استثنائية حملت عبء النهوض فى بعض مجالات الفن من قبيل :
- قسم الموسيقى بالمدرسة الصناعية بطنطا (المعهد العباسى) ؛ حيث درست الموسيقى تدريسا جادا ، مما جعل عددا كبيرا من الخريجين يتبحرون فى فنون الموسيقى ، خاصة عزف آلات النفخ بمختلف أنواعها ، كما جعل الفرق الموسيقية تخنار أفرادها من بين خريجى هذا المعهد ؛ ومكنهم كل ذلك من أن يلعبوا أدوارا مؤثرة فى تطور حياتنا الموسيقية عبر السنوات (محمد حسن الشجاعى – عبد الحميد عبد الرحمن – عبد الحليم على – محمد صديق – أحمد عبيد) [12]
- فضلا عن فرق الموسيقى بالحرس الملكى التى دعمت بإشراف نخبة من الفنانين الإيطاليين ذوى الخبرة فى تدريس علوم الموسيقى ، خاصة طَوال بقاء الفرق الموسيقية للحرس الملكى "بمعهد فيردى" بمدينة الإسكندرية[13]
- تخرُّج البعض أبضا فى معاهد وخصوصيات تعليم موسيقى فاعلة من قبيل : معهد تيجرمان الموسيقى ، حيث تلقيت فيه دروس فى البيانو والنظريات الموسيقية . "وهو معهد خاص لتعليم الموسيقى ، أنشأه تيجرمان ، وقد تعلم فيه معظم أعضاء الجيل الأول من المؤلفين المصريين" [14]
- أول مؤتمر دولى للموسيقى بمصر سنة 1932م ، وتحقيق كتب التراث الموسيقى كالأغانى للأصفهانى ، ورسالة ابن المنجم فى الموسيقى ، والأدوار للأرموى وغيرهما [15] .
- إنشاء معهد معلمات الموسيقى 1935م بفضل سعى الحفنى أيضا ؛ وإلى أن استقر المعهد فى الأربعينيات كواحد من الأقسام الأربعة لـ "المعهد العالى لمعلمات الفنون" ببولاق .
- تكوين الجمعية المصرية لهواة الموسيقى وقوامها جماعة من المثقفين والموسيقيين والمغنين المحدثين من الرجال والنساء ، ورئيسها وعالم الطبيعة الجليل مؤسسها د. مصطفى مشرفة . [16]
- تواصل نمو التعليم الموسيقى والمسرحى وتطوره : فوق متوسط وعاليا فى الأكاديمية والجامعات المختلفة [17]
- تتابع نمو تيار التأليف الموسيقى المتطور المرصود عبر نحو خمسة أجيال بالدراسة [18].
رابعا:الفنون مع قيام سياسة ثورة 1952م
- مع قيام سياسة ثورة 1952م حفز النهوض الفنى على محورى: احتضان التيارات الجديدة واحترام القديم ؛ أنشئ المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب سنة 1956م، وتبلورت فكرة إنشاء أكاديمية الفنون عبر الخمسينيات؛ وإن تمادى تشكلها إلى صدور لائحتها 1969م، وقانون تنظيمها سنة 1981م[19] ، متضمنة - نظريا- سبعة المعاهد العليا للفنون ، سامحة بالمزيد إنشاءا أو ضما [20] ، ثم تضمينها مركزا للغات والترجمة 1992م ، متضمنا من حيث النظرية ثمانية أقسام لغات ، وسامحا بالمزيد [21] .
* الكونسيرفتوار بأفضلية خاصة:
- خلال الفترات الخصبة من هذا التمادى المشعر بالانحدار الإدارى والسياسى انبثقت بأفضلية خاصة لجنة دراسة إنشاء معهد الكونسيرفتوار ، أثناء رئاسة حسين فوزى لجنة الموسيقى بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب ؛ وبجهوده إلى جانب وزير الثقافة ثروت عكاشة افتتح المعهد القومى للموسيقى الكونسيرفتوار فى أكتوبر 1959م . أدير الكونسيرفتوار بواسطة أبو بكر خيرت إلى وفاته فى 1963م ليعقبه فى العمادة سوفييتى . وقد عمدته سمحة الخولى فى بداية السبعينيات إلى سنة 1981م ، مع ما اتسمت به من رصانة التكوين القيمى والثقافى ، مما أكد انتماء المعهد القومى والعناية بالموسيقى المصرية والشعبية فى مناهجه .
- وقد تكون أوركسترا الكونسيرفتوار المصرى بالمعهد فى عمادتها ، وأنشئ قسم للتأليف الموسيقى برئاسة جمال عبد الرحيم سنة 1971م ، وافتتحت مدرسة نظامية كاملة للموسيقى للدراسات التعليمية العامة فى الكنسيرفتوار ، وتم تأسيس فرقة كورال الأطفال بالكونسيرفتوار -
- وقد أنشئ المركز الثقافى القومى(الأوبرا) سنة 1988م ، وأنشئ مركز الفنون الشعبية ونشرت اسطواناته ، واستنت الدولة قانون جوائز الدولة بنوعيها ، وعمل بنظام التفرغ وتكليف بعض المؤلفين بكتابة أعمال موسيقية معينة(عزيز الشوان لإنجاز أوبرا أنس الوجود) .
- قدمت الدولة معاونات رسمية أخرى (الشوان وكتابته صورة السيمفونية "أبو سنبل" بعد رحلة نظمتها وزارة الثقافة للفنانين فى الستينيات - تكليف مؤلفين موسيقيين بكتابة الموسيقات التصويرية لعروض المسرح القومى فى الستينات - إتاحة الوزارة الفرصة لبعض المؤلفين لزيارة معبد أبو سنبل قبل نقله لموقعه الجديد بمعاونة اليونيسكو؛ لكى يؤلفوا موسيقا عنه - مبادرة وزارة الثقافة فى الستينيات بإصدار اسطوانات لمؤلفات الموسيقيين المصريين (الجيلين الأول والثانى) ؛ وإن التهم الحريق التهمها مع عدد من مدونات المؤلفات المصرية 1971م .
- أصدرت موسوعة "التأليف الموسيقى المصرى المعاصر " بإشراف سمحة الخولى فى وزارة الثقافة ، ابتداء من بالجزء الأول فى سلسلة برزيوم للموسيقى . نقبت اللجنة الموسيقية المتوفرة على إعداد الكتاب على ضمنا على التنقيب عن مدونات (نوتات) أعمال مؤلفى الجيل الأول التى التهمتها نيران حريق دار الأوبرا القديمة سنة 1971م ، هى والاسطوانات التى كانت وزارة الثقافة قد قامت بإصدارها من بعض النماذج الجيدة للتأليف الموسيقى المصرى فى الستينيات. [22]
خامسا:فى التأليف الموسيقى الحديث خاصة
*توافرت ريادات متنوعة أوجه العبقرية ، ذكرناها ذات كارزمية وقضية ذكرناها قبل ؛ مما أوجد إمكانية إيجاد تأليف موسيقى حديث ؛ أى أكثر تشابكا .
▪ تأليف أكثر تشابكا:
- ذلك أن التأليف الموسيقى المصرى الحديث إبداع لموسيقى أكثر تشابكا وتعمقا من مجرد التلحين بخط لحنى زخرفى مفرد – وإن تعددت آلاته الموسيقية - لكلمات الأغانى [23] ؛ بل غير "محاولات ضيلة ومتناثرة ظهرت فى الربع الثانى من هذا القرن لتلحين موسيقى للآلات مفردة اللحن، تؤديها آلات التخت التقليدى أو الموسع، ولم تكن تتبع صيغ موسيقى الآلات التقليدية المتوارثة كالبشرف والسماعى؛ وإن حملت عناوين حديثة مثل المماليك والمعادى وتوتة (القصبجى وعبد الوهاب وفريد الأطرش ؛ مما كان قد سمى "موسيقى صامتة لوصف الموسيقى التى تخلو من كلمات الغناء) [24]
- فهو "إبداع فنى متعدد العناصر ، يقوم على اللحن الإيقاع والتكثيف النغمى والبناء الموسيقى والتلوين الصوتى" [25] ظهرت بداياته فى مصر منذ الثلاثينيات لموسيقيين بعضهم كانت لهم مهن أخرى ح ولكنهم اندفعوا بنفس الروح التى حركت المجتمع المصرى فى ثورة 1919م وفى حركاته المتتابعة للتحرر من .. من الاستعمار السياسى والاقتصادى . [26]
- رصدته وأرخت له سلسلة برزيوم للموسيقى بتقديم سمحة الخولى وإشرافها ومراجعتها ، درسا وتوثيقا لنحو 30 مؤلفا ومؤلفة ، عبر نحو أربعة أجيال ، فى ثلاثة أجزاء ، "كل منها يضم كتابا تصحبه مجموعة نماذج مسجلة على أقراص مدمجة CD وشرائط كاسيت [27]:
الجيل الأول (الرواد) : يوسف جريس – أبو بكر خيرت – حسن رشيد – بهيجة رشيد
جيل وسط قريب من الرواد : الشجاعى – أحمد عبيد – ابراهيم حجاج – عبد الحميد ومحمود عبد الرحمن – عبد الحليم على – عبد الحميد توفيق زكى
الجيل الثانى : الشوان – جمال عبد الرحيم – رفعت جرانة – عواطف عبد الكريم – عطية شرارة – كامل المالى – سيد عوض - ؛ والتصويريين نويرة – الظاهرى – على اسماعيل - ، وشخصيات من قبيل : طارق على – رفعت عفيفى
الجيل الثالث : راجح داود – جمال سلامة – مونا غنيم – أحمد الصعيدى – جهاد داود
الجيل الرابع : نادر عباس – علاء الدين مصطفى – خالد شكرى – محمد عبد الوهاب عبد الفتاح – شريف محيى الدين – على عثمان .[28]
■ من الأدب إلى الفنون:
▪ من غير المنكور فى ذلكما : "شهرزاد" لكورساكف و"ليلى والمجنون" لبلاسنيان .
▪ وقد عرف العالم العربي على الأقل تقديم حكايات ألف وليلة دراميا عبر المذياع المصري ؛ مما شجع بلا ريب علي تلفزة ماسبيروا للسيرة الهلالية في تأليف يسري الجندي وإخراج يسري أبو عميرة 97، 1998م0
▪ وهو ما يمكن ملاحظة تناميه فى مثل تغطيات راجح داوود للأفلام موسيقيا ، و قولبة مصطفي ناجي وخالد فؤاد لأغنيات ذات مستوي عن نزار قباني وغيره في غناء ياسمين الخيام وميادة الحناوي وكاظم الساهر .
▪ ونحو ذلك كثير في بناء ملاحم موسيقية ومشهدية من منظومات من أعداد من أغنيات وألحان باقية الأثر: وطنية وعاطفية في شتي الدول العربية ، حيث تزين بها أيامها الوطنية وغيرها ، كما في نشيد وطني الأكبر لعبد الوهاب وسيمفونيات الحاكي المصري بالقلعة والأوبرا ، ونحو ذلك في سيمفونية عمان بسلطنة عمان .
▪ مقتطفات من أوبرا مصرع أنطونيو : عن مسرحية شوقى المشهورة:(الافتتاحية - فِقرة "إيزيس ينبوع الحنان أداء الصناجة "السوبرانو" تحية شمس الدين ، وفِقرة "روما حنانك" للمصلصل "التينور ألفى ميلاد [29]:
- استعطاف (سلم علىَّ إذا مررت ..) نظم البهاء زهير فى أعمال حسن رشيد .
- حلم لم يفسر لبهيجة رشيد عن شعر طلعة الرفاعى ، أداء الصناجة تحية شمس الدين . [30]
▪ ولعمر خيرت ، توزيعا أوركستراليا [31] : ضمير أبلة حكمت 1 – ضمير أبلة حكمت 2 – ضمير أبلة حكمت 3 - انت عمرى – البخيل وأنا – حلوة البليلة – كل أرض عربية – النهر الخالد – إيه العبارة – حاجة غريبة – جحيم تحت الماء – عارفة .
▪ ولعلاء الدين مصطفى : منجزات من شعر شوقى للأطفال ، ومن شرقياتنا مقامات وغير ذلك [32].
- ولجمال عبد الرحيم . – ثلاثية للفيولينة والبيانو والتشيللو ثلاثية (أفكارها مأخوذة بتصرف كبير عن الموسيقى التصويرية التى كتبها المؤلف للمسلسل التليفزيونى الطويل " لا إله إل الله ، سنة 1987 ، عن إخناتون والتوحيد.
▪ هذا إلي تحويلات صريحة أخرى من الأدب إلي الأوبرا عن أعمال أدبية عربية ، منها :
- عن يوسف إدريس لمدة ثلاثة أيام ، ابتداء من 4/3/1999 بمسرح الجمهورية (قصص : مسحوق الهمس ، حالة تلبس ، فوق حدود العقل)- الشعر والحوار لسيد حجاب ، والتأليف الموسيقي والقيادة لـ شريف محيي الدين " وتقديم " فرقة أوبرا القاهرة وأكسترا وكورال أوبرا القاهرة وفرقة الرقص المسرحي الحديث" .
■ من الأوبيريت إلى الأوبرا:
▪ لقد كانت لسيد درويش ومجموعته ( عزيز عيد وعمر وصفي وبيرم التونسي محمود عيد) أوبرتات تمثيلية غنائية كشهرزاد والباروكة اللواتي حاكت نماذج غربية ، وكذا العشرة الطيبة من اقتباس محمود تيمور [33] .
▪ تطور المستوي بعد من نحو ترجمة كلمات أوبيرات "زواج فيجارو" و"الناى السحرى لموتسارت إلى أوبريت الصمود وأوبرا أنس الوجود لعزيز الشوان ، وفى أوبرا حسن البصري لكامل الرمالي وأوبيرا مصرع كليوباترا - في شعر أحمد شوقي - لمحسن رشيد.
- وضع موسيقا حسن البصري كامل الرماني ونظم الأسطورة شعرا فصيحا حرا محسن توفيق ، ودرب المغنين الفرادي (الصوليست) هانج أفا جنيان ، وقاد الأركسترا يوسف السيسي، وأداها من المعبرين ( المغنين المصريين الأوبراليين) وليد كريم في دور حسن البصري ، ومني رفلة في دور بدر البدور .
- أما أنس الوجود فموسيقا عزيز الشوان وكلمات سلامة العباسي . ويذكر القائد الموسيقي (المايسترو) كمال هلال أنه في طور تأليف موسيقي لقصة" في سبيل الحرية" التي بدأها جمال عبد الناصر وبنظم سلامة العباسي أيضا ؛ ناهيك عن تأليف أوغسط مارييت قصة عايدة بناء علي قصة مصرية من عهد رمسيس الثالث ، وهي التي موسقها فيردى في نظم جيزلنزوني في الإيطالية لتقدم كأوبرا سنة 1871م ، بعد حفل افتتاح قناة السويس سنة 1869م بأوبرا ريجيوليتو[34]
- هذا إلي تقديم عايدة في تعريب أحمد رامي لها في فيلم سنمائي خلال استوديو مصر بموسيقا كل من رياض السنباطي ومحمد القصبجي بقيادة إبراهيم حجاج .
- ولطارق شرارة ، تكليفا من دار الأوبرا المصرية لفرقة باليه دار الأوبرا ، إدارة وتقديم وليد عونى [35] : مجموعة "أسرار سمرقند" " ، أداء صوتى : عمرو فكرى:
– تنين طريق الحرير – دخول تركين خاتون – جنود تيمورلنك – كليلة ودمنة ، غناء تامارا يسرى ،- حصن الموت ، إيقاع محمد حسنى – الشخصيات الثلاثة فى أصفهان ، أداء صوتى : عمرو ذكرى – الاسكندر مر من هنا – طريق سمرقند : بخارى إلى نايسابور ، كمان عادل شعبان ، أداء صوتى : عمرو فكرى – حنين الشرق (جيهان) ، عود منفرد : حمدى جمال – جنكيز خان – لقاء ماركوبولو وابن بطوطة ، غناء مناجاة – حارسة البوابة (بنت ألب أرسلان) – مخطوط العصر الحديث ، أداء صوتى : طارق شرارة – موت عمر الخيام ، أداء صوتى : عمرو فكرى – صخرة باميان .
■ فى مجال الباليه :
▪ فضلا عما ذكرنا من كورساكوف وبلاسينيان ما شاهدته في البث الفرنسى للقناة الخامسة ، وهو - - - باليه شرقي المذاق علي السمفونية الثانية لبيتهوفن ؛ ويذكر في هذا الصدد وضع الأرابسك الباليهي الطائر المرجح استقاؤه من المغرب العربي؛ ويذكرنا من باب أولي بمحاولة الطيران الأولي عن أحد العرب ، وهو كوضع في الباليه يوصف معجميا بأنه من أروع أوضاع الباليه .
▪ ولعبد المنعم كامل بعد باليه المعبد باليه النيل ، علي موسيقي عمر خيرت وهو يحكي ( لأول مرة كما يقول) قصة رجل وأمراة هاجرا من الريف إلي القاهرة، ويدور حول صراع بين المادة و المبادئ الأصلية[36] ؛ وهو يقصد بذلك قصة "النداهة" التي نفذتها السينما أيضا .
- ويعتبر عبد المنعم كامل- بفضل تشجيع الدكتور مصطفي ناجي وحسن كامى تؤأزره زوجته الإيطالية(أرمينيا) قد حقق عالمية أميز في إخراجه "عايدة " عند الأهرام 1998م ، وطمح لتقديمها في منظور" بين السماء والأرض" أسوة بمشروعه المستقبلي" 12 حلما للشمس" الذي يضع موسيقاه الفرنسي جان ميشل جار، لاثنتي عشرة ساعة هي مدة العرض الستهدف
- ولهما الفضل في تنمية فرقة الأوبرا من خمس فتيات وسبعة فتيان 1984 م إلي ستين عضوا هذا العام ، فضلا عن ضبط اللياقة الصحية والبدنية لأعضاء الفرقة [37] .
- ولتلحق بها الفرقة الأكاديمية للباليه في المعهد العالي للباليه ومن خلال أعلام الأوبرا والباليه قدمت أعمال فنية ذات طابع مصري بمصاحبة موسيقا لمصرين منها : أوبيريت "عيون بهية" من إخراج عبد المنعم كامل وعصمت يحيي - "الصمود" "وأوزريس" إخراج عبد المنعم كامل [38] ، موسيقى جمال عبد الرحيم - "حسن ونعيمة" إخراج عبد المنعم كامل ، موسيقى جمال عبد الرحيم - "المعبد" إخراج يسري سليم .
- أُدَّيَ "الصمود" علي قصيد سيفوني للموسيقار الشرقي مختار الإشرافي ، إبان النكسة وبعدها ، وأدي "أوزوريس" علي موسيقي جمال عبد الرحيم وتقاسيم علي العود والكمان لعطية شرارة.
■ فى مجالات فنية أخرى :
أمثال ذلك التطور المعلمى والكيفى يمكن رصده فى فروع أخرى من الفن: مسرحا قاربناه فى كتابنا "القيمة فى المسرح والفنون" ، وفنا تشكيليا قاربناه ثم أيضا ، ومن معالمه هنا إنشاء مدارس الفنون الجميلة بفضل الأمير يوسف كمال سنة 1908م ، فى معاصرة تقريبا لدخول الموسيقى إلى رياض الأطفال [39] ، وإلى شتى المتاحف وصالات العرض لأيامنا.
hakim.eg.vg
[email protected]
[email protected]
+20189063054
* * * *
[1] التأليف الموسيقى المصرى المعاصر ، ص 21
[2] - التأليف الموسيقى المصرى المعاصر ص 42
[3] - عبد الحكيم العبد/ تطور النقد والتفكير الأدبى فى مصر فى الربع الثانى من القرن العشرين ، دكتوراه : آداب الإسكندرية 1985م ، ص 180
[4] نفسه هـ ص 188
[5] عبد الحكيم العبد ، نفسه هـ ص 196 – 197 .
[6] سمحة الخولى/ تقديمها "التأليف الموسيقى المصرى المعاصر ، ج1 ، ص 9 ، 10
[7] إدخالا منا على سياق سمحة الخولىمن قسطندى رزق فى كتابه/ الموسيقى الشرقية والغناء العربى مع السيرة الذاتية للفنان عبده الحمولى؛ ووفاته سنة 1901م به ص 51
وانظر بكتاب قسطندى أيضا:
- تراجم حياة أشهر الموسيقيين والمطربين فى مصر ص 116- 131
- مشاهير رجال الموسيقى ص 137- 149
- عبده الحمولى: تاريخ حياته ومجهوده الفنى ومعاملته فى المجتمع ص 40- 51 [7]
- عبده الحمولى مصلح اجتماعى فى ثوب مغنى ص 52- 66
[8] التأليف الموسيقى المصرى المعاصر ، ج1 ص 31
[9] التأليف الموسيقى المصرى المعاصر ص 48 + ص 34 - 36
[10] التأليف الموسيقى المصرى المعاصر ص 37 ، 38
[11] التأليف الموسيقى المصرى المعاصر ص 23
[12] - التأليف الموسيقى المصرى المعاصر ، ص 141 ، 142( من مقال "أحمد عبيد 1916 – 1980" بقلم أحمد المصرى) .
[13] - التأليف الموسيقى المصرى المعاصر ، ص 142 ( من مقال "أحمد عبيد 1916 – 1980" بقلم أحمد المصرى) .
[14] - موسوعة التأليف الموسيقى المصرى المعاصر ، ص 125(رشا طموم )
[15] رسالة ابن المنجم فى الموسيقى ، ط (همعك) 1976م (خاصة ص9 ، 10 (التصدير)
+ موسوعة التأليف الموسيقى المصرى المعاصر ص 40 – 42
[16] "كان من أعضائها – بجانب رواد التأليف الموسيقى ( جريس وخيرت ورشيد وزوجته) : الشاعر (ومؤلف الأطفال) كامل كيلانى وأستاذتى الغناءجيلان رطل وكارمن زكى.. ورشاد بدران وغيرهم" موسوعة التأليف الموسيقى المصرى المعاصر ، ص 46
[17] موسوعة التأليف الموسيقى المصرى المعاصر ص 39
[19] الجريدة الرسمية – العدد 38 فى 17 سبتمبر 1981م س 2451 – 2489 (قانون رقم 181 لسنة 1981م ، بإصدار قانون تنظيم أكاديمية الفنون)
[20] نفسه ، ص 2452
[21] قرار وزير الثقافة رئيس المجلس الأعلى للثقافة رقم (316) لسنة 1992م ، بإصدار اللائحة الداخلية لمركز اللغات والترجمة بأكاديمية الفنون .
[22] التأليف الموسيقى المصرى الحديث ، ج1 ، ص 15 ، 16
[23] سمحة الخولى : تقديما وتحريرا / التأليف الموسيقى المصرى المعاصر، ج1 ، سلسلة برزيوم للموسيقى ، وزارة الثقافة ، قطاع العلاقات الثقافية الخارجية ، الإعلام الخارجى ، ( حديث ، غير مؤرخ) ، ص 7
[24] نفسه ، ص 8، 9
[25] نفسه ، ص 8
[26] نفسه ، ص9
[27] نفسه ، ص14
ساحة النقاش