موقع الدكتور عبد الحكيم العبد على كنانة أون لاين

صفحات لنشر المؤلفات ومخاطبة القارئ والتعبير عن مكنون النفس

authentication required

               مهلاً

 للحملة على المآذن فى سويسرا 

بقلم

الدكتور عبد الحكيم العبد

{المئذنة تجرد من الصلابة والارتفاع قوة رقيقة أو رقة قوية توحى بالثبات والتساوى والوحدة فى التنوع}

 

◘ فى التصوير الإسلامى خاصة:

نزع المسلمون في التصوير إلي التجريد الخطي حتي في تمثيل بعض الحيوانات والنياتات .  وقد استعملوا الخطوط الهندسية للزينة وإعطاء إحساس بالتواصل والأبدية. وقد عرف هذا الفن باسم " الأرابسك " لخصوصه بهم، ومنه ما وجد في قصر الحير بالقرب من تدمر من أفانين الزخرفة والتصوير العربي.

 

فى البناء والعمارة الإسلامية بالتحديد:

لما فتح العرب الشام وفارس أخذوا بفن البناء فزادوا على فن غيرهم روحا خاصة وامتاز بناؤهم بالأعمدة والمنحنيات والقباب وما إلى ذلك.

 

ويستطيع الإنسان العادى أن يلحظ مباشرة فرق ما بين برج بيزنطى أو فارسى ومسلة فرعونية ومئذنة إسلامية: غلظة فى الأول وترقق فى الثانية ؛ ولكن المئذنة تجرد من الصلابة والارتفاع فى الاثنين قوة رقيقة أو رقة قوية توحى بالثبات والتساوى والوحدة فى التنوع وغير ذلك.

ومن ترجمتى عن ول ديورانت:

أن العرب "طوعوا الأشكال الفنية والتقاليد الخاصة ببيزنطة ومصروسوريا والهلال الخصيب وإيران والهند".[1] وضرب أمثلة من قبة الصخرة  ومسجد الوليد الثانى وزخارف السجاد والأشكال الكنسية وزخارف الأعمدة الساسانية ؛ وإن بدا الأولان بيزنطيين خالصين حتى فى زخارفهما فى رأيه.[2] ؛أما فى الشرق الأبعد قليلا فقد طوعت زخارف السجاد الأشورى والبابلى القديم كما طوعت الأشكال الكنسية الأرمينية والنسطورية . وفى فارس (خاصة بعد تدمير كثير للأدب والفن الساسانى) فإن الإسلام خاط مزايا مجموعات الأعمدة والقوس الممتد، وتلك الأساليب الخاصة بالحليات الزهرية والهندية التى ازدهرت أخيرا فى الأرابيسك متجاوزا التقليد إلى نسيج عبقرى ذى شخصية لها تنوعاتها المعبرة عن الروح الإنسانية برقة فى غاية الثراء لم يشهد التاريخ لها مثيلا. [3]

 وفى تقديره لجوانب الرقة والذوق مقابل الصلابة حتى فى المرحلة الأموية قال:

" فيما يتعلق بالقصور الأموية فإن قليلا منها هو الباقى بعكس الشرق البعيد للبحر الميت؛ فما بقى هو منزل ريفى فى "قصير عميرة" تظهر فيه الأنقاض حمامات مسقوفة بالأقواس وحوائط مبطنة بالمونة." [4]

 قال:

وهى تقنيات معمارية لطيفة فى مقابل المعمار الصلب المتبقى من آثار الفن الإسلامى ، ونسمع صدده عن عبّارات مياه ونافورات وخزانات وحمامات عامة ومدن خصبة وحوائط مزغلة(للبنادق) بناها معماريون كانوا فى كثير من حالات القرون الأولى للفتح الإسلامى مسيحيين؛ ولكنهم بعد أن قرون كانوا مسلمين بشكل غالب؛ حتى إن الصليبيين تعلموا منهم الحوائط المميكنة وأفكارا كثيرة عن قلاعهم وحصونهم التى لا قرين لها.[5]

ويبقى أن نلوم

أردوغان وزعيم الحزب المتطرف فى سويسرا"

الثانى لعشاه عن جملة المشهد، والأول لابتساره في تفسير جمالية المئذنة والقبة فى الحربة والخوذة – الأمر الذى تعصب به المتعصب على أيقونتى الحب والجلال فى الإسلام: المئذنة والقبة.

* * * *

(تهيئة من مبحث: فنا التصوير والبناء، بكتابى/ الوجيز فى الأدب العربى2008-2009م، ج2، ص 77، 78)

hakim.eg.vg
[email protected]
[email protected]
+20189063054


[1] - ول ديورانت / قصة الحضارة، ترجمة  محمد بدران، ط جامعة الدول العربية، ج2، مج4 (عصر الإيمان) ، فصل 7 (الفن) ص 235+ ص 239، 240
[2]
تراجع أيضا ترجمة محمد بدران للكتاب أيضا فى ط جامعة الدول العربية، ص 235/ كتاب قصة الحضارة (عصر الإيمان) ج2، مج 4
[3]
- v11 – AH, p. 260. The Art.
-  و ول ديورانت / قصة الحضارة، ترجمة  محمد بدران، ط جامعة الدول العربية، V AH,                                                               ،  ص 270 ،
- وفى ترجمة محمد بدران ، عصر الإيمان، ج 2، مج 4 ، فصل 7 (الفن)، ص 239، 240.
[4]
نفسه، The Art, p 270
[5]
نفسه، وراجع ترجمة بدران ص 240.
المصدر: عبد الحكيم العبد/ الوجيز فى تاريخ الأدب العربى، 2008 -2009م
HAKIM

موقع dr,hakimعلى كنانة أون لاين

  • Currently 116/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
38 تصويتات / 561 مشاهدة

ساحة النقاش

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

373,453

الدكتور عبد الحكيم عبد السلام العبد

HAKIM
◘ خريج قسم اللغة العربية واللغات الشرقية ، جامعة الإسكندرية 1964م. ◘ أستاذ مشارك متفرغ بمركز اللغات والترجمة، أكاديمية الفنون، الجيزة، مصر. ◘ خبير للغة العربية ، وخلال الإنجليزية. ◘ استشارى ثقافى. ◘ الخبرات: ▪ أستاذ وخبير أبحاث ومحاضر ومعلم فى مستويات التعليم : العالى والمتوسط والعام. ▪ مؤلف للعديد »